لنفرض جدلا أن الوضع الفلسطيني المختل والمنقسم بقي على حاله فترة طويلة، فماذا نفعل وما هو البديل ؟ ولنفرض جدلا أن الوضع الإسرائيلي الذي يؤثر في حياتنا تأثيرا سلبيا على مستوى آلاف التفاصيل ابتداء من عناوين الوضع السياسي إلى مجرد ذهاب تلميذ صغير إلى مدرسته، أو ذهاب فلاح إلى حقله، أو على مستوى الحركة اليومية على المعابر... إلخ .. فماذا نفعل وما هو البديل ؟. ولنفرض أن الوضع العربي الذي نحن جزء منه بقي على حاله لسنوات أخرى، وظل الإرهاب يشغله حتى الاستنزاف الكامل كما هو الوضع الآن فما هو البديل وماذا نفعل؟. أطرح مثل هذه الأسئلة ليس من قبيل التصعيد والتعجيز ولكن من قبيل تفجير لحظات الصمت وإنهاء لحظات الهروب التي تعيشها الحالة الفلسطينية انتظارا لمن لا نعرف، خاصة أننا نوشك أن نفرغ كل رصاصات مسدسنا، ولا بد لنا من بدائل، ونحن نعرف أن كل ما فعلناه وحققناه مهم جدا. الذهاب إلى الأممالمتحدة والحصول على قرار بالغ الأهمية، والذهاب إلى منصات القضاء الدولي مهم جدا، ولكن هذه المكاسب ليست في التفعيل الآن، إنها خطوات وانتصارات عبقرية ومحورية ولكنها تؤسس وليست في التفعيل الآن، وبالتالي فإننا نحتاج إلى حيويات أخرى بديلة، كأن نشتغل داخل البيت الفتحوي والفلسطيني، وفي إعادة صياغة المستقبل، وفي ردم الهوات التي وصل إليها وضعنا الداخلي بسبب الأحداث المحيطة بنا والخسائر التي لحقت بنا جراء الانقسام، والمآسي التي حلت بشعبنا في مخيمات وتجمعات اللجوء بما يوازي نكبة جديدة، وبسبب صعوبة اجتياز المسافة بين التشخيص والعلاج وبين الأقوال والأفعال، لأن العالم كله يعيش تحت سقف زمن سياسي دولي مختلف تماما، وبحكم أن منظومات الأمن القومي في حالة ارتباك شديد، فإنه يتعين علينا فلسطينيا أن نبحث عن بدائل، وأن نرفع مستوى وعمق الحوار الداخلي، وأن نحذر من الوقوع في الرتابة والتكرار وتضخيم المفردات البسيطة لنجعل منها إنجازات خارقة، وأن نحرص على الحضور الفاعل في ذاتنا ومع الآخر، لأن أبرز الحقائق والمسلمات لدينا أن حركة فتح إذا وقعت في فخ التهميش والسكون وعدم التفاعل فإن أي حديث عن القضية الفلسطينية يكون مجرد كلام، ذلك أن نهضة فتح واستعادتها لدورها هو شريان الحياة الوحيد لاستمرار وانتصار القضية الفلسطينية..