لم تكن الداير بني مالك، المعروفة بأنها من أكبر محافظات منطقة جازان، إلا نقطة التقاء للكثير من راغبي التسوق من أهالي القرى والمراكز المجاورة، مما ينعكس على الحركة المرورية المكتظة دائما. لكن ما يزيد الطين بلة والحركة تلبكا، أن تتهالك الشوارع وتتشقق من تحت أقدام العابرين، وإطارات السيارات، بعدما نزعت بعض الشركات غلاف القشرة الأسفلتية واستباحتها بهدف توصيل خطوط شبكة المياه ومشاريع التصريف، فلم يعد هناك أي مجال سوى السقوط في الحفريات، خاصة أن تلك الشركات لم تعد الوضع لما كان عليه، ناهيك أن تعيده للأفضل. وتحولت شوارع الداير إلى مصائد للسيارات، مما تسبب في استياء الأهالي، الذين اعتبروا أن مشروع المياه والتصريف تحول من نعمة إلى نقمة. وقال يحيى جبران شريف الزيداني المالكي استبشرنا خيرا بإطلاق مشروع إيصال المياه المحلاة لمنازلنا إلا أن الشركة المنفذة للمشروع لم تلتزم بإعادة الطبقة الأسفلتية إلى وضعها السابق بعد الحفر والردم والتمديد ما جعل الشواع الداخلية مصايد للمركبات العابرة التي يتكبد أصحابها خسائر مالية فادحة لا ذنب لهم فيها. ويرى سلطان أحمد جابر المالكي أن الداير بني مالك تعد ضمن المحافظات الكبيرة إلا أن بقايا المشاريع والحفريات شوهت المنظر العام للمدينة، وكان على المقاول إعادة وضع الشوارع إلى ما كانت عليه خاصة بعد تحول الشوارع لمصايد للسيارات لكثرة الحفريات التي خلفتها الشركات المنفذة لمشروعي الصرف الصحي ومشروعي توصيل المياه المحلاة للمنازل. وأضاف اكتفت الشركة المنفذة لمشروع تمديد شبكة المياه بردم الحفريات بالتراب ولم تكلف نفسها بإعادة الطبقة الأسفلتية في الشوارع إلى وضعها السابق، لما قبل الحفر والردم وأن ما نشاهده حاليا من ازدحام واختناقات في شوارع المحافظة سببه استهتار المقاولين وعدم التزامهم ببنود العقد خاصة في ظل غياب الجهات الرقابية على المشاريع الخدمية وإلزام المتسبب بإعادة سلفتة كافة الشوارع التي طالها الخراب والدمار على حد قوله. وبين المعلم سليمان علي المالكي من سكان حبيل الجافي أن شركة المياه حفرت حفرة عميقة بجوار منزله، وتركتها لفترة طويلة ثم عادت للعمل ببطء دون أن تحرك ساكنا تجاهه مما يهدد أبنائهم بالخطر في حال السقوط بداخلها لا قدر الله، كما أن الشركة تعمل بالحفر بالمعدات الثقيلة بجوار منزله. مما تسبب في اهتزازه وتشققه وتصدعه وتسرب المياه من الخزان، وأصبح سقوطه وشيكا لو استمر الحال على وضعه، وأبلغت مسؤول الشركة بالتوقف ولكنه لم يستجب ثم أبلغت الدفاع المدني بالداير عن الخطر الذي يحدق به من كل صوب، وسأطالب الشركة بالتعويض عن الضرر الذي لحق بي خاصة أنني تكلفت الكثير من النفقات لبناء هذا المنزل، والذي تواصل العمل فيه لأكثر من 16 عاما، وهو مسكني الوحيد. وذكر عبدالله علي من سكان حبيل ينبق، أن الشركة قطعت كل الطرق المؤدية لمنزلهم، وأحالت المركبات للعبور من وسط الأودية مما أدى إلى تلفها وتحطمها كما أنها أحدثت حفرة عميقة في وسط الوادي ستؤدي لكارثة في حال قدوم سيل جارف لا سمح الله، وتحول مجراه لمنازل المواطنين. «عكاظ» عرضت الأمر على رئيس بلدية الداير المهندس غصاب بن نايف العتيبي الذي أوضح أن الشركة المكلفة بمشروع تمديدات المياه بمحافظة الداير وقراها، حفرت ودمرت الطبقات الأسفلتية بالمحافظة وتم إنذارهم أكثر من مرة، وأخذت عليهم التعهدات اللازمة لكن الشركة لم تلتزم بتعهداتها. وتم إرسال مراقب فني من قبل البلدية للمواقع التي تعمل فيها الشركة واتضح من تقريره أن الشركة خالفت ودمرت الطرقات وتم إيقاف مستحقاتها حتى تلتزم بكافة التعهدات وتعيد سفلتة الطرق. من جانبه بين المتحدث باسم فرع وزارة المياه بجازان علاء خرد ل «عكاظ» الانتهاء من أعمال الحفريات لكافة شوارع المحافظة، وجار التنسيق لإنهاء أعمال السفلتة، حيث تمت مخاطبة المقاول وإشعاره بضرورة وسرعة إنهاء إصلاح طبقات الأسفلت بعد الحفر وإعادتها كما كانت. مشيرا إلى إيقاف أي مستحقات له لحين إحضار مشهد من بلدية الداير يفيد بأنه قد أعاد طبقات الأسفلت كعهدها السابق، وقال نحن مهتمون فقط بمشاريع المياه فقط ولا علاقة لنا بالمشاريع الخدمية الأخرى المنفذة في المحافظة.