مازال هاجس العودة إلى زمن الانتكاسات والسنوات العجاف هاجسا يؤرق الفريق النصراوي ومحبيه، رغم استمرار الفريق في صدارة ترتيب الدوري المحلي للسنة الثانية على التوالي ووجود ذات الأسماء التي شاركت في تحقيق لقبي كأس ولي العهد والدوري، وهو ما تبرهنه الحالة المتشنجة والتراجع الواضح في معدل الأرقام الجماهيرية على مستوى مباريات دوري عبداللطيف جميل للمحترفين هذا العام. والمتأمل لحال فارس نجد منذ فترة الانتقالات الشتوية يدرك حجم التراجع في مستوى لاعبيه على المستوى الفردي ومنظومة الفريق إجمالا بشكل عام، ما جعل الفارق يتقلص أكثر من مرة رغم التراجع الفني الكبير في مستوى منافسيه وعلى رأسهم الغريم التقليدي الهلال وماعاناه من ظروف أبعدته عن ميدان المنافسة بشكل كبير. ومقارنة بالعام الماضي فإن خمسة مفارقات يبدو أنها لعبت دورا كبيرا في هذا التراجع، الذي دق ناقوس الخطر من ضياع اللقب الثالث للنادي العاصمي بعد كأس السوبر وكأس ولي العهد، لكن ثمنه هذه المرة لن يكون سهلا فيما لو تم التصحيح عاجلا، إذ أن منافسيه أصبحوا أكثر نهما للعودة والصراع على اللقب بعد تعثره الأخير أمام الفتح، سيما الأهلي الذي وضع نصب عينيه حسم الكلاسيكو المرتقب مهما كان الثمن، وأبرز هذه الأسباب الخمسة ما يلي: 1/ ضغط الجماهير والإعلام: منذ تحقيق الفريق للقب الدوري وعودته للبطولات بعد قرابة العقدين والفريق يواجه ضغطا جماهيريا كبيرا للتأكيد على أن عودته للمربع الأول غير واردة مهما حدث، إذ وضعت جماهير النادي بمن فيهم الرئيس البطولة المحلية هدفا أولا لا حياد عنه حتى وإن كان الثمن آسيا، وفي ظل هذا المطلب دخل الفريق في دوامة تحديات كبيرة سيما في ظل الأصوات المناوئة للعودة، والتي مازلت ترى أن عودته كانت بمساهمة أخطاء التحكيم واكبها جدل في الموسم السابق كان حديث الوسط الرياضي، وهو الأمر الذي يريد النصراويين إثبات عكسه والرهان على أنهم قادرون على تكرار الأمر، وهذه الضغوط لم تكن موجودة في الموسم السابق حيث كان الفريق بعيدا عن الترشيحات تماما. 2/ تغيير الجهاز الفني مرتين: يرى النقاد أن أكبر أخطاء الإدارة النصراوية كان تجاهل التجديد للمدرب كارينيو، الذي ترك رحيله أثرا كبيرا على الفريق الأول وأصاب روحه في مقتل، ولم ينجح بديله الإسباني كانيدا في إعادة الأمور إلى نصابها من حيث المستوى لكنه واصل حصد العلامات الجيدة في الدوري وحافظ على الصدارة وبفارق جيد من النقاط، وهو الأمر الذي دفع الجماهير إلى نقد المدرب مرة تلو أخرى حتى كان قرار الاستغناء عنه في فترة التوقف الشتوية، والإتيان ببديله الأروغواني داسيلفا بصفته أكثر من طالب به النصراويون بعد رحيل كارينيو نهاية الموسم الماضي، غير أن داسيلفا 2015 لم يكن داسيلفا الذي درب النصر قبل 5 مواسم وبقي الفريق متراجعا في سلسلة النتائج وخسر لقب كأس ولي العهد وقدم أداء باهتا في الدوري والبطولة الآسيوية أيضا. 3/ التعامل الإداري والخطاب الإعلامي: ختلفت طريقة التعاطي للإدارة النصراوية هذا الموسم وأصبحت أكثر حدة على مختلف الأصعدة، رغم أن أحد أسباب تفوق الفريق الموسم الماضي كان انتهاج سياسة مختلفة وصفها رئيس النصر بالأقوال لا الأفعال حينها، وعلى كل حال آتت أكلها وحصد الفريق لقبين متتالين وخلال شهر واحد تقريبا، وفور تحقيق اللقب خرجت الإدارة بمجموعة تصريحات نارية بدأ من تصريح الفيلم الهندي نهاية الموسم الماضي ومرورا بتصريح الإنذار الأخير وانتهاء بالانتقاد الحاد لجماهير فريقه قبل عدة أيام، ويمكن القول إن هذه الأمور ساهمت في تشتيت تركيزها على حال الفريق وأدخلته في حسابات الإعلام، وهو ما لم يكن واقعا في الموسم الماضي. 4/ تعدد الأهداف وتداخل البطولات: عانى الفريق الأصفر هذا الموسم من تعدد مشاركاته، إذ يلعب على عدة مستويات بينها البطولة الآسيوية والدوري وكأس ولي العهد، وقابل ذلك تذبذب في المستوى نتيجة التغييرات التي قام بها المدرب بعض الإصابات التي أربكت الفريق في الأيام الماضية، ولم تكن قراءة داسيلفا للأحداث جيدة على النحو الذي يخول له الفوز، ولم تجد الخيارات الأجنبية حتى الآن باستثناء أدريان في أن تكون علامة بارزة للفريق، إذ كانوا عاملا سلبيا في أغلب المواجهات، وتسبب تعدد المشاركات في إصابة بعض اللاعبين بينهم إصابة قلب الفريق ورئته إبراهيم غالب التي حتما ستكون مؤثرة لتواضع البدلاء. 5/ هبوط مستوى اللاعبين المؤثرين: تسبب هذا الموسم في ضعف أهم أوراق الفريق الأصفر وتراجع مستواه يتقدمهم نجم الفريق إبراهيم غالب إلى جانب الهداف محمد السهلاوي وصانع الألعاب يحيى الشهري والمدافع محمد حسين وكذلك نجم الوسط شايع شراحيلي، ويعد هذا الخماسي العمود الفقري للفريق وترك تراجعه علامات استفهام لدى أنصار النادي، وما إذا كان للجهاز الفني دور في ذلك أو أسباب أخرى تتعلق بالإدارة، أم أنها أمور تخص اللاعبين أنفسهم، ويبقى السؤال الأهم على سيبقى هؤلاء على هذا المستوى سيما في دخول الفريق مرحلة المواجهات الصعبة والحاسمة التي ستجمعه ب الأهلي والاتحاد والهلال والشباب في نهاية المطاف.