أكد فريق النصر بما لا يدعو مجالا للشك أن صحوته مستمرة ، حتى وهو يلعب في عقر دار النمر الجريح ، الذي يبحث عن فريسة يعوِّض بها ما فاته ، ويداوي بها جراحه ويعيد بها لمْلمة اوراقه . النصر رفض ان يكون تلك الفريسة السهلة ولحق بالاتحاد و أحرز هدف التعادل في وقت متأخر من المباراة التي جمعتهما على ملعب الشرائع في مكةالمكرمة، ليسعد جماهير الشمس بمواصلة العروض القوية ورفض الخسارة . لاعبو النصر اكتسبوا ثقافة الفوز ، منذ قدوم المدرب الارجوياني جوزيه كارينيو الذي أصّل تلك الثقافة في نفوس اللاعبين ،وأعاد لهم ثقتهم في أنفسهم ، وهذا ما أشار إليه عبده عطيف لاعب وسط الفريق النصراوي، بأن كارينيو جاء في الوقت المناسب . أوافق عبده عطيف الرأي في أنّ رحيل العجوز الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا كان ضرورة مُلِحّة ،لا سيّما وأننا لم نلمس بصماته على الفريق ، ممّا عجّل برحيله، ليأتي كارينيو ويعيد بناء الفريق في عُجالة، وأصبح الفريق يصارع على ثلاث جبهاتٍ في الوقت الحالي هي: دوري زين و كأس ولي العهد و كأس الأندية العربية، فالعالمي يُقدِّم مستوياتٍ متميّزة في الثلاث بطولات حتى الآن . ليس عطيف فقط ،هو من أعاد إليه كارينيو الثقة في نفسه، بل هناك اكثر من لاعب يتصدّرهم القائد المحنك حسين عبد الغني ،الذي أراه يُقدِّم موسماً مميزاً مع فريقه، ساهم في ذلك عدم استجابته لاستفزازت الخصوم ،مما جعله يركِّز على خدمة فريق بدلاً من الانشغال بأشياء أخرى بعيداً عن المستطيل الأخضر ، الأمر الذي كان يكلِّف فريقه كثيراً بسبب غيابه عن بعض المباريات . هناك أيضاً محمد السهلاوي الذي ظهر بمستوىً مميّزٍ هو الآخر ، وهناك خالد الغامدي التي حالت الإصابة ان يكون متواجداً مع المنتخب السعودي في كأس الخليج ، وايضا الحارس عبدالله العنزي الذي أعاد للحراسة النصراوية هيبتها بفضل التزامه بتعليمات المدرب الكولومبي الشهير جوزيه رينيه هيجيتا . فريق النصر بات يعيش حالةً فنية عاليةً لم نعهدها على الفريق منذ سنوات مضت لم يذُق فيها جمهور العالمي طعم الفرحة ، وهو الجمهور الذي لم يتخلَّ يوماً عن مساندة فريقه حتى في احلِك الظروف على عكس الكثير من الفِرق السعودية . ما يستحق الإشادة هنا هي إدارة النصر التي لم تضيِّع وقتاً في التعاقد مع المدرب، إذ بمجرد اتخاذ قرار الاستغناءِ على ماتورانا ،قامت على الفور بالتعاقد مع كارينيو ،لإداركها بقيمة الوقت لاسيما وأن قرار إقالة ماتورانا جاء في وسط الموسم ، ولم تلقَ الإدارة النصراوية بالاً بمن طالب باستمرار المدرِّب العجوز لنهاية الموسم ،بحِجَّة أنها لن يكون بمقدورها التعاقد مع مدربٍ صاحبِ سيرة ذاتيّة كبيرةٍ لتدريب الفريق ، بداعي ارتباط المدربين الكبار مع اندية،وأن المدربين المتفرِّغين لن يكونوا وِفق التطلُّعات النصراوية ، متناسين أن الإدارة تعاقدت مع ماتورانا نفسه في منتصف الموسم الماضي . الإدارة النصراوية اتخذت القرار الصائب في الوقت المناسب ، وبات فريقها قاب قوسين أو أدنى من اعتلاء منصات التتويج بعد التأهل لنصف نهائي كأس ولي العهد ،وباتت هي البطولة الاقرب التي يحققها الفريق لترتوي الجماهير النصراوية من بحر البطولات بعد السنوات العِجاف التي عاشتها . فريق النصر بات يملك كلَّ مقوِّمات التتويج بالألقاب بداية من لاعبين مميّزين شبّان يملكون خبرة عريضةً برَغم صِغر أعمارهم ،حتى ان متوسط اعمار الفريق لا يتجاوز 24عاماً ،مروراً بجهاز فنيٍّ وإداريّ عالي الكفاءة ، وصولاً للاستقرار الإداري الذي غاب عن النادي الأصفر في السنوات الماضية ، شريطة أن يستمر لاعبو الفريق على نفس عطائهم في الفترة المقبلة ، وعدم الاستِكانة لوصلات المدح التي قد تنهال عليهم من هُنا أو هناك ،وتكون سبباً في عودة ريمة لعادتها القديمة ..!! [email protected]