تلقت إدارة النصر في هذا الموسم إشادات عدة من النقاد والمحللين والاعلاميين الرياضيين نظير العمل الكبير الذي قامت به وأثمر عن نيل الفريق لقب كأس ولي العهد واقترابه بنسبة كبيرة من التتويج بدرع دوري (عبداللطيف جميل) السعودي للمحترفين، وتُعتبر الإشادات الواسعة التي حظيت بها إدارة الأمير فيصل بن تركي في محلها ومستحقة، لما لا وهي قد نجحت في إعادة الفريق العاصمي من جديد لملامسة الذهب بعد غياب طويل لم يكن يليق بنادي بحجم النصر، ولأن الجزاء من جنس العمل فإن الإدارة النصراوية لابد أن تُنتقد إذا ما أخطأت بغض النظر عما قامت به طوال الفترة الماضية، وحالها كحال أي إدارة أخرى من الممكن أن تخطئ مثلما أصابت. يُحسب على الإدارة النصراوية التأخر في حسم ملف عقد المدافع خالد الغامدي وتتحمل الإدارة مسؤولية تراجع مستوى اللاعب في الفترة الأخيرة حتى أنه تحول إلى نقطة ضعف واضحة بعد أن كان يُمثل مصدر قوة للفريق النصراوي طوال المباريات التي لعبها سواء في دوري (عبداللطيف جميل) أو في كأس ولي العهد، ووضح تأثر الغامدي مؤخراً بذلك حتى لو أنه أظهر أو وكيل أعماله غير ذلك خلال ظهورهما اعلامياً، فالمتابع التأخر في حسم مصير الغامدي دهور مستواه.. وإجازة شراحيلي لا مبرر لها الجيد لأداء خالد الغامدي منذ قدومه للنصر يُدرك بأن هبوط مستواه لا يمكن أن يُصنف بالطبيعي. الغامدي أصبح ينزل إلى أرضية الملعب وهو يفتقد للتركيز الذي كان يمتاز به قبل دخوله فترة الستة أشهر وبدا في آخر مباراتين لفريقه مع الهلال والشباب مشتتاً وهو ما كلف فريقه الكثير في هاتين المباراتين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال لوم اللاعب على ذلك كون الإدارة النصراوية هي من أوصلته لهذه المرحلة، فمن غير المعقول أن تتباطأ بهذا الشكل في حسم التجديد مع أحد الركائز الأساسية في الفريق الأصفر، خصوصاً وأنها حرصت على التجديد مع عدد من زملائه اللاعبين قبل دخولهم فترة الستة أشهر وكأن الإدارة النصراوية تريد أن توصل رسالة للغامدي بأنها ليست مهتمة ببقائه كاهتمامها بالحارس عبدالله العنزي أو لاعب الوسط شائع شراحيلي على سبيل المثال، كل ذلك انعكس على أداء الغامدي داخل المستطيل الأخضر وعلى علاقته مع الجماهير النصراوية التي باتت تنادي إدارة ناديها بإلغاء فكرة تجديد عقده بعد أخطائه في مباراتي الهلال والشباب وأصبح اللاعب كبش فداء للخسارتين اللتين تلقاهما "العالمي". المدافع خالد الغامدي ووكيل أعماله غرم العمري يتحملان أيضاً جزءًا من المسؤولية فيما حدث ولا يمكن تبرئتهما نظراً لتأجيلهما إغلاق ملف العقد حتى نهاية الموسم بحسب ما صرح به العمري خلال ظهوره فضائياً وهو القرار الذي قد يؤثر على مستقبل اللاعب لاسيما وأن تركيزه بات متأثراً بمسألة تأمين مستقبله، تضحية الغامدي ورغبته في عدم إشغال الإدارة النصراوية بعقده لم تجد قبولًا لدى الجماهير التي تغلبها العاطفة إذ شنت هجوماً قاسياً على اللاعب من خلال موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعد مباراتي الهلال والشباب بسبب انخفاض مستواه وتسببه في أكثر من هدف، وهو الأمر الذي يؤكد على ضرورة أن يضع اللاعب موضوع تأمين مستقبله أمام عينيه وألا يفكر في أي تضحيات من هذا النوع وأن يلتفت للعروض المقدمة لوكيل أعماله خلال الأيام الماضية والتي تشير الأنباء إلى أنها عروض مغرية من أندية قوية تنافس على البطولات. إدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن تركي إن كانت حريصة على الفريق في الفترة المقبلة فعليها أن تبادر بحسم ملف خالد الغامدي كونه يعتبر ورقة أساسية ومصدر قوة في الفريق كما أن الفريق يفتقد للبديل الجاهز له، أما المدرب الأرجوياني كارينيو فعليه أن يبقي اللاعب إلى جواره على دكة البدلاء حتى تنهي الإدارة تجديد عقده أو يؤمن مستقبله بأحد العروض التي وصلت لوكيل أعماله عقب دخوله فترة الستة أشهر. خطأ تأجيل حسم تجديد عقد الغامدي لم يكن الوحيد للإدارة النصراوية، بل إن قرار تمديد إجازة لاعب الوسط شايع شراحيلي بمناسبة زواجه أثر على مستوى الفريق بشكل كبير في مباراته مع الشباب ضمن دور ال 16 من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، إذ افتقد النصر لورقة مهمة في وسط الملعب ولاعب يوصف من قبل النصراويين على أنه القلب النابض، وأنعكس غياب شراحيلي سلبياً على الفريق النصراوي، وكان بإمكان إدارة النصر أن تقنع اللاعب بتأجيل زواجه إلى مابعد مرحلة الحصاد أو الاكتفاء بإجازة قصيرة إلى ماقبل مباراة الشباب حتى يكون جاهزاً للمشاركة فيها لكنها لم تفعل هذه ولا تلك مرتكبة خطأ فادح في حق فريقها. النصراويون متضجرون من أخطاء الإدارة النصراوية والتي كلفتهم الخروج من كأس خادم الحرمين الشريفين وقد تكلفهم الكثير في الدوري إذا ما استمر الحال على ماهو عليه، فالمتابع للشأن النصراوي يدرك جيداً بأن إدارة النادي أضحت ترتكب أخطاءً بالجملة في هذه المرحلة الحساسة، ولا يمكن إغفال ملف المدرب الأوروغوياني كارينيو وتجديد عقده بعد الأنباء المتداولة عن دخوله في مفاوضات مع فرق خليجية، وبالتأكيد أن ذلك سيؤثر على تركيز المدرب، إذ افتقد النصر لحنكته في المباريات الأخيرة ولقراءته الجيدة كما كان يفعل منذ بداية الموسم وهذا مؤشر يعطي دلالة بأن الأمور ليست في صالح النصراويين. الغامدي