يعاني سكان حي الحرس شمال المدينةالمنورة من العطش الشديد نتيجة غياب المياه منذ أكثر من 25 يوما، ما رفع سعر الصهريج الواحد إلى 400 ريال للحجم الصغير، حيث بالكاد يكفي ليوم واحد، وربما لا يفي بالغرض في بعض البيوت حسب قول الأهالي. وتساءل السكان عن أسباب غياب أكسير الحياة عنهم طوال هذه الفترة المتصلة، رغم الطلبات والشكاوى التي تقدموا بها لمديرية المياه بالمنطقة وتتالي بلاغاتهم التي لم تجد إجابة حتى إعداد هذا التحقيق. وأوضح المواطن ماجد حمدان الحربي من سكان حي الحرس، أن الأهالي تقدموا لمديرية المياه منذ انقطاع المياه 25 يوما بعدة بلاغات حول انقطاع المياه بالحي، مؤكدا أن المديرية لم تحرك ساكنا ولم تستجب لمطالباتهم، مشيرا إلى أن ضمن هذه البلاغات بلاغ رقم 210715 وبلاغ آخر برقم 211028. وبين الحربي أن الحي يعاني من شح المياه الصالحة للشرب بسبب الانقطاعات المستمرة للمياه عنه، لافتا إلى أن مواطني الحي أصبحوا يتكبدون المشاق من أجل الحصول على شربة ماء يروون بها عطش أسرهم وأطفالهم. أما محمد الحربي وسيف العوفي فقالا: إن البعض في هذا الحي لا يملك المال الكافي لشراء صهريج صغير من أجل تعبئة الخزان الخاص به الذي لا يكفيه ليوم واحد، مشيرا في نفس الوقت إلى أن عطش السكان شجع أصحاب الوايتات على الجشع ورفع أسعار الماء الذي يجلبونه من الأشياب القريبة من الحي ويستغلون حاجة السكان إلى الماء الصالح للشرب، مبينا أن سعر الصهريج الصغير وصل إلى 400 ريال رغم أنه لا يكفي مستلزمات الأسرة الكبيرة لمدة يوم واحد، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل سريعا لإنهاء معاناة أهالي الحي بشكل عاجل. إلى ذلك شكا كل من علي العمري وعبدالله الحربي وجابر المطيري وجهز المطيري من غياب الماء عنهم في حي الحرس خلال الفترة الماضية حتى الآن، مشيرين إلى أنهم اضطروا إلى شراء ناقلات المياه بأسعار خيالية نتيجة مساومة أصحاب الوايتات لهم مستغلين انقطاع المياه عن الحي طوال هذه الفترة. واتفق الجميع على أن غالبية سكان الحي من ذوي الدخل المحدود ولا يستطيعون توفير قيمة صهريج المياه بشكل يومي، خاصة بعدما بلغت قيمته أسعارا خيالية، مطالبين فرع وزارة المياه بمنطقة المدينةالمنورة أن يوفر الماء للسكان والحيلولة دون الانقطاعات غير المبررة عن الحي خاصة في أشهر الصيف التي تشتد فيها الحرارة ولا يمكن معها مواجهة العطش بقليل من الماء الذي يجلبه السكان من أماكن بعيدة على سياراتهم الخاصة، في حين لا يمتلك عدد كبير من الأهالي وسائل لجلب الماء. وأبدى الأهالي تخوفهم من تفاقم المشكلة أو استمرارها حتى بلوغ شهر رمضان الكريم، مؤكدين أن ذلك هاجس يقض مضاجع الأهالي والسكان، مناشدين الجهات ذات العلاقة بالعمل على عودة المياه إلى منازلهم، وضرورة ضخ المياه للحي أسوة بالأحياء المجاورة. الجدير بالذكر أن مديرية المياه بالمدينةالمنورة قد أعلنت عن أن نقص المياه يأتي نتيجة نقص حصة المدينةالمنورة من المياه المحلاة نتيجة أعمال الصيانة في محطة التحلية بينبع.