ما إن حل شهر رمضان المبارك، حتى دخل سكان حي الحرس (شمال المدينةالمنورة) في حال من العطش الشديد، نتيجة غياب المياه عنهم، فاضطروا للاستعانة بالصهاريج التي استغلت الوضع ورفعت الأسعار لتبلغ قيمة «الوايت» الواحد 400 ريال، بالكاد يكفي ليوم واحد. وتساءل السكان عن أسباب غياب أكسير الحياة عنهم، خلال الشهر الكريم على الرغم من الطلبات والشكاوى التي تقدموا بها لمديرية المياه. وأوضح المواطن محمد الحربي أنهم تقدموا لمديرية المياه آخر أيام شعبان الماضي ببلاغ رقم 138557 حول انقطاع المياه بالحي ولكن لم يرد على البلاغ أحد، مشيرا إلى أنهم تقدموا ببلاغ آخر يحمل الرقم 138489 حول الموضوع نفسه ولكن ليس هناك استجابة مثل البلاغ الأول. وبين الحربي أن الحي يعاني من شح المياه الصالحة للشرب بسبب الانقطاعات المتكررة للمياه عنه، لافتا إلى أن كل مواطن أصبح يتكبد المشاق من أجل الحصول على قطرة ماء يروي بها عطش أهل بيته في هذا الشهر الفضيل. وقال: البعض لا يملك المال الكافي لشراء صهريج صغير من أجل تعبئة الخزان الخاص به الذي لا يكفيه ليوم واحد خصوصا في مثل هذه الأيام شديدة الحرارة والتي تستدعي استهلاك كميات كبيرة من المياه العذبة، لافتا إلى أن عطش السكان شجع أصحاب الوايتات على الجشع ورفع أسعار الماء الذي يجلبونه من الأشياب القريبة من القرية ويستغلون حاجة السكان إلى الماء الصالح للشرب. وبين أن سعر الصهريج الصغير وصل ل400 ريال ولا يكفي يوما واحدا لأسرة كبيرة، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل سريعا لإنهاء معاناتهم سريعا في حي الحرس الذي بات سكانه يعانون من الصيام في ظل غياب المياه عنهم. إلى ذلك، شكا كل من فهد العمري وعبدالله الحربي وعبدالرحمن المطيري من غياب الماء عنهم في حي الحرس خلال شهر رمضان، مشيرين إلى أنهم اضطروا إلى شراء صهاريج المياه، بأسعار مبالغ فيها، نتيجة مساومة أصحاب الوايتات لهم، مستغلين الصيام وارتفاع درجات الحرارة حاليا. وناشدوا الجهات المختصة بالتدخل سريعا لإنهاء معاناتهم قبل تفاقم، متمنين أن يصوموا النصف الثاني من الشهر الفضيل وهم في وضع أفضل، ولن يتحقق ذلك إلا بضخ المياه إلى مساكنهم. في حين اتفق مناور العوفي ومرزوق الرشيدي على أن غالبية سكان الحي من ذوي الدخل المحدود ولا يستطيعون توفير قيمة صهريج بعد أن بلغت قيمته أسعارا خيالية، مطالبين فرع وزارة المياه بمنطقة المدينةالمنورة أن يوفر الماء للسكان ومنع الانقطاعات عن الحي، خصوصا في شهر رمضان المبارك الذي تشتد فيه الحرارة التي لا يمكن مواجهتها بقليل من الماء الذي يجلبه السكان من أماكن بعيدة على سياراتهم الخاصة في حين لا يمتلك عدد كبير من الأهالي وسائل لجلب الماء. المشكلة فردية أوضح مدير عام المياه في المدينةالمنورة المهندس صالح جبلاوي أن المشكلة فردية والحي يزود بالمياه ضمن برنامج المناوبات، مؤكدا أن المدينة ولله الحمد لا تشهد انقطاعات للمياه وأن الوضع العام يفيد أن جميع الأحياء لا تشكو من أي أزمة.