حي الشهداء الذي لا يبعد عن الحرم النبوي سوى 5 كم، والذي دارت على أرضه رحى معركة أحد، وفيه مقبرة سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب، رضي الله عنه، وأكثر من 70 شهيدا، ورغم أهميته التاريخية هذه، إلى جانب ما يقطنه عدد السكان والذي يزيدون عن 16 ألف نسمة، إلا أنه يعاني من شح كبير في مياه الشرب، حيث يشتكي السكان من شح واضح في المياه، كذلك تعبيد بعض الطرق في الحي وتوسيع مدخله من الناحية الغربية، «عكاظ» زارت الحي واستمعت إلى الأهالي واحتياجاتهم. يقول المواطن صالح سفر العوفي، أحد أقدم سكان الحي، إن الحي يزداد في كل يوم كثافة، لذلك أصبح بحاجة ماسة لتوفير المياه الصالحة للشرب، مبينا أنهم يعانون من شح المياه على الرغم من وجود شبكة مياه واصلة لكل بيت، ولذلك أصبح السكان يتكبدون المشاق من أجل الحصول على قطرة ماء يروون بها عطش أسرهم والاحتياجات الأخرى في المنزل. وأشار العوفي إلى أن بعضهم لا يملكون المال الكافي لشراء وايت صغير من أجل تعبئة الخزان الخاص به والذي لا يكفيه ليوم واحد خصوصا في الأيام الشديدة الحرارة، والتي تستدعي استهلاك كميات كبيرة من المياه العذبة، وأضاف: شح المياه لدى سكان الحي جعل أصحاب الوايتات يغالون في الأسعار في جشع واضح، حيث عمدوا إلى رفع أسعار الماء الذي يجلبونه من الأشياب القريبة من الحي، ويستغلون حاجة السكان إلى الماء الصالح للشرب، مبينا أن سعر الوايت الصغير وصل إلى 350 ريالا، وأضاف: تصوروا هذا السعر لوايت لا يفي حاجة أسرة كبيرة في هذا الحي الكبير ليوم واحد. دخول متدنية وقال عايش محمد عثمان الحربي، إنهم يتطلعون إلى حسم الأمور في هذه القضية البالغة الأهمية بأن تتدخل وزارة المياه فرع منطقة المدينةالمنورة لحل هذه الأزمة قبل تفاقمها على سكان سيد الشهداء. وأشار الحربي إلى أن معظم سكان الحي في حاجة ماسة إلى توفير مياه الشرب لهم، إذ أن معظمهم قليلو ذات اليد، ولا يستطيعون توفير قيمة وايت ماء صغير، الذي أصبح سعره يفوق 300 ريال. مناشدا فرع وزارة المياه بمنطقة المدينةالمنورة أن توفر الماء للسكان، خاصة في فصل الصيف في ظل عدم قدرتهم على توفيرها من الأشياب، بسبب دخولهم المتدنية، وقال إن هذه السنة يتوقع أن تشهد المنطقة موجة حارة لا يمكن مواجهتها بقليل من الماء الذي يجلبه السكان من أماكن بعيدة على سياراتهم الخاصة، فما بالك بالذين ليس لديهم وسائل نقل لجلب الماء، وتساءل ماذا يفعلون؟. وكشف الحربي أن الحي يعاني من شح المياه الصالحة للشرب، لافتا إلى أن بعض الأسر تمر عليها أيام بدون ماء، لانقطاع المياه عبر الشبكة، ما يضطرهم الاستعانة بأهل الخير لمساعدتهم في جلب الماء لهم لقلة وسائل المواصلات لديهم. المخلفات أزعجتنا ويقول عبدالمعين جابر الصاعدي من سكان الحي، إن الحي بحاجة ماسة إلى سرعة تعبيد بعض شوارعه المهمة، كذلك الطرق الموصلة لبعض المساكن في أطراف ووسط الحي، إلى جانب رفع المخلفات التي أزعجت السكان أولا بأول. فيما أكد المواطن طلال حمدي، أن انقطاع المياه بحي الشهداء أمر يزعج كل السكان خاصة بالنسبة لمن لديه عائلة كبيرة وأطفال والذين لا يستغنون عن الماء في أية لحظة، وأضاف ولكن انقطاع المياه عن الحي يجعلنا نلجأ لأصحاب الوايتات لتغذية بيوتنا بالماء، وبالطبع فإن سعر الوايت اليوم وفي هذا الوقت تحديدا سعره مرتفع للغاية، حيث يصل إلى 350 ريالا، وأن بعض أهل الحي لا يملكون هذا المبلغ ويطالب طلال بأن تقوم مياه المدينةالمنورة بحل معضلة انقطاع المياه بالحي ويكون ذلك سريعا. المرحلة الثالثة من جهته أوضح المهندس صالح جبلاوي مدير عام المياه بالمدينةالمنورة، أن حي الشهداء مثله مثل بقية أحياء المدينةالمنورة، يخضع لنظام المناوبات، وفقا للحصص الممنوحة لكل حي، ووفقا للكثافة السكانية وحتى انتهاء المرحلة الثالثة من مشروع تحلية مياه البحر من ينبع.