يعرف علي بن محمد النهابي، أن حي الحلة الذي يسكنه ويتوسط عنيزة قديم، ومعظم مبانيه طينية آيلة للسقوط، إلا أنه يؤمن أن الأحياء القديمة من حقها أن تنعم بالخدمات مثل بقية الأحياء طالما أن بها أحياء لا أموات. لكن الحال في الحي المعروف بمبانيه الطينية والذي اضطر أهله لهجرانه، فيما بقي البعض الآخر مستبدلا المباني القديمة بأخرى جديدة، لازال يشكو الإهمال، في وقت أصبح المبرر تلك المباني القديمة. إلا أن النهابي لا يعترف بهذه المبررات أيضا، ويقترح على بلدية عنيزة متابعة الأمر مع ملاك المساكن أو اتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها، حتى ينعم الحي بأبسط الخدمات، أما الأبنية الطينة المتكاملة فيقترح أن تقوم الهيئة العليا للسياحة باستثمارها لتكون مزارا تراثيا بدلا أن يسكنها وافدون وبطريقة عشوائية ويجعلونها مهترئة. وتمنى النهابي أن يكون حي الحلة واحدا من الأحياء النموذجية، حيث يتميز بطابع القدم والحداثة، وقد شهد الحي مرحلة النقلة الحديثة بكل مراحلها. ويتفق المواطن عبدالعزيز المساعد على أهمية اتخاذ الإجراءات حول البيوت الطينية لكنه يرى أيضا إزالة الجدران الطينية المعلقة التي تشكل خطورة على المارة، مضيفا أن هناك سيارات داخل الحي مهملة مكسرة ومتروكة تسيء للحي وسكانه وبقيت دون حراك منذ سنوات حتى اللوحات لا توجد عليها، مهيبا بالمرور التدخل العاجل للنظر في وضعها. ويروى سليمان القدهي معاناة أخرى في الحي، حيث يتكاثر الوافدون وينتشرون إلى الدرجة التي تخيف السكان الأصليين، مشيرا إلى أنه يجب نقل تجمعات العمالة الوافدة إلى المدن الصناعية ليكونوا أقرب إلى أعمالهم، خاصة أنهم عزاب، داعيا الجوازات والجهات الأمنية متابعة أولئك الوافدين الذين يتجمعون أمام المحلات والبقالات داخل الحي السكني لأنهم يثيرون المخاوف من هذه التجمعات. واقترح القدهي أن يتم التعميم على مكاتب العقار بعدم تأجير الوافدين مساكن في الأحياء السكنية أو تأجير المؤسسات والشركات مساكن لمكفوليهم داخل الأحياء السكنية حفاظا على النواحي الاجتماعية داخل تلك الأحياء السكنية. ويتخوف علي البادي من استغلال البيوت والغرف المهجورة والتي تصلها الكهرباء، من قبل ضعاف النفوس، مقترحا إزالة هذه المهجورات أو استدعاء أصحابها وإلزامهم باتخاذ الأجراءات المناسبة لها حتى لا تكون سببا في الاستغلال السيئ. ويضيف البادي: إن الحي تتكاثر فيه القطط السائبة التي قد تسيء للمكان من حيث الأجواء الصحية والبيئة، كما يشير لبعض مخلفات الأبنية الطينية المتراكمة التي تسيء للمنظر العام ويأمل أن تلاحظ البلدية ذلك من خلال متابعتها للحي. وأكد عدد من الأهالي أن أملهم أن تبادر البلدية برفع مستوى سور المقبرة القديمة التي تتوسط الحي والمغلقة منذ سنوات حتي لا تكون عرضة للاقتحام من الكلاب الضالة حفاظا على حرمة الموتى.