يستعيد أهالي عنيزة من أقاصي دفتر الذاكرة الملامح القديمة لحي متروك والذي كان عبارة عن مزرعة لعائلة المتروك، وظل الحي عبارة عن بستان أخضر لسنوات طويلة ولكن تم تحويله من مزرعة إلى مخطط سكني يحتوي على مجموعة من الأراضي التي تم بيعها للمواطنين الذين شيدوا مساكنهم فيه ليصبح الحي محتفظا باسم صاحب المزرعة وهي عادة قديمة لمثل هذه الحالات فهناك أحياء قديمة سارت على نفس الطريقة. وتشير المعلومات إلى أن غالبية سكان حي متروك ظلوا محتفظين بمواقعهم في الحي وقاموا بهدم منازلهم الطينية وتحويلها إلى بناء حديث بالمسلح وبعضهم هاجر عن الحي، وهؤلاء المهاجرون ينقسمون إلى فئتين الأولى فئة هاجرت وتركت منازلها كما هي في بنائها الطيني واستأجرتها مؤسسات خاصة لتكون مقرا لسكن عمالهم، والفئة الثانية قاموا ببناء مساكن مسلحة وسكنتها فترة من الزمن ثم هجرت الحي إلى أحياء حديثة وباعت منازلها الأولى. وأوضح صالح الحمود (75 عاما) أن حي متروك يرتبط بشارع متروك الشهير الذي اكتسب التسمية من اسم الحي وهو يمتد من شارع أهلالة وينتهي بالملاح، حيث مركز الخدمة الاجتماعية. وأضاف أن هذا الشارع يشهد حركة تجارية كبيرة، كما أن الحي به بيوت طينية شبه مهجورة نحن استخدمناها في حقبة من الزمن .. من جهته، قال سعد الماجد إن الداخل لهذا الحي يلحظ تكاثر العمالة التي تعمل في تلك المحال الواقعة على الشارع العام والتي تجعل سكان الحي يتخوفون من تكاثرهم. وفي نفس السياق، تحدث حمد الهايف عن جانب آخر في هذا الحي، حيث يقول: «لا زال الحي يسكنه المواطنون الذين يخافون على أبنائهم الصغار من تجمع الوافدين والعمالة». ويقترح الهايف أن تكون إقامة الوافدين في مواقع بعيدة عن منازل السكان الأصليين لأن أكثرهم عزاب ولا يحق لهم السكنى بجوار العوائل في الحي. ويشير محمد الجميل إلى أن هناك منازل طينية، داعيا الأجهزة المختصة مثل الشرطة والبلدية والدفاع المدني باتخاذ الإجراءات الملائمة لحماية هذه البيوت الطينية من عبث العابثين وضعاف النفوس وتمنى إذا لم يعرف أصحابها وضع الأسوار عليها حتى لا يصلها العابثون. انقطاع التيار سبق وأن سقط عمود كهرباء من تلقاء نفسه، وسبب توقف التيار الكهربائي ساعات طويلة ويخشى أن يتكرر مثل هذا السيناريو فتكون الفاجعة أكبر ولهذا لا بد أن تقوم شركة الكهرباء بالصيانة الدورية على الأحياء القديمة تلافيا لحدوث مثل هذه الحالات، ويضيف الوافي أن الحي بقدر ما فيه من سلبيات تسهل معالجتها إلا أنه حي هادئ لا ضجيج فيه ويلتئم مع الأحياء القريبة منه بصفات التماسك والترابط الأسري من أبناء عنيزة الأصليين ولذلك بقي الحي صامدا أمام متغيرات الزمن.