يسوده الصمت والهدوء صباحا.. مساكن حديثة تجاور منازل عشوائية مبنية من الطين.. يشهد حركة خجولة في فترة ما بعد الظهيرة.. إنه حي «الحلة» وسط عنيزة ومن الأحياء القديمة التي نزح بعض قاطنيه إلى الأحياء الحديثة الأكثر تنظيما وتطورا، في حين آثر البعض الآخر البقاء في الحي واستبدال منازلهم الطينية بالبناء الحديث.. «عكاظ الأسبوعية» زارت الحي واستطلعت آراء السكان ورصدت بعض المشاهد: بقايا طين في البداية أوضح المواطن سعد الصويلح، أن حي «الحلة» من أحياء عنيزة القديمة التي احتفظت ببعض المنازل الطينية، وأن بعض تلك الأبنية الطينية تم هدمها بطريقة عشوائية وتركت بقايا الهدم بشكل يسيء للحي، وقال «أقترح على بلدية عنيزة متابعة الأمر مع ملاك المساكن أو اتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها، أما الأبنية الطينية المتكاملة فعلى الهيئة العليا للسياحة استثمارها لتكون مزارا تراثيا، خاصة أن بعض الوافدين يستغلون هذه الأبنية كمأوى بطريقة عشوائية تعجل بسقوطها»، وأبدى الصويلح أمله في أن يتحول حي الحلة إلى حي نموذجي يحمل طابع القدم والحداثة من خلال نقلة حديثة تشهدها المدينة ككل. ويتفق المواطن سعد السهيل مع الصويلح، في إيجاد حلول عاجلة للمنازل الطينية، لكنه يري أيضا إزالة الجدران الطينية المعلقة التي تشكل خطورة على المارة ويضيف «هناك سيارات داخل الحي مهملة وخربة مهجورة منذ سنوات تسيء للحي وسكانه، وأهاب السهيل بالمرور التدخل العاجل للنظر في وضعها». متابعة الوافدة من جهته، طالب المواطن صالح الهوشل، بإبعاد سكن العمالة الوافدة المنتشرة بكثرة داخل الحي، والذين يشكلون خطورة على السكان من المواطنين، وقال «يجب ترحيلهم عن الأحياء السكنية وعلى الجهات المعنية تخصيص منازل للعمالة بالمنطقة الصناعية»، ويضيف «أهيب بإدارة الجوزات والجهات الأمنية متابعة أولئك الوافدين الذين يتجمعون أمام المحلات والبقالات داخل الحي السكني لأنهم يثيرون المخاوف بتجمعهم هذا ويشكلون قلقا مضاعفا على السكان والمساكن»، وأقترح الهوشل أن يتم التعميم على مكاتب العقار بعدم تأجير الوافدين مساكن في الأحياء السكنية أو تأجير المؤسسات والشركات مساكن لمكفوليهم داخل الأحياء السكنية حفاظا على النواحي الاجتماعية داخل تلك الأحياء السكنية. ويرى المواطن ناصر الحمود، أن هناك بيوتا وغرفا مهجورة وبعضها يصلها الكهرباء ويمكن لضعاف النفوس استغلالها بشكل أو بآخر واقترح إزالتها أو استدعاء أصحابها وإلزامهم باتخاذ الإجراءات المناسبة لها حتى لا تستغل في أمور مخالفة القانون، ويضيف «تتكاثر داخل الحي القطط السائبة التي قد تضر صحة الإنسان، كما أن المباني الطينية المتهالكة والآيلة للسقوط تسيء بدورها للمنظر العام، وعلى البلدية ملاحظة ذلك خلال متابعتها للحي». إسعاف مهجور وذكر المواطن فايز السعيد، أن جمعية الهلال الأحمر السعودي كانت تحتل مقرا لها غرب حي الحلة وعند انتقالها إلى مقرها الجديد على طريق الملك عبدالعزيز بقي المبنى القديم في حي الحلة مهجورا، ولم تتم الاستفادة منه رغم حاجة المحافظة لمركز يخدم الجهة الغربية من المحافظة، وقد سبق أن نشرت بعض الصحف عنه قبل عامين تقريبا، وجاء رد من الجمعية يفيد بتحويله إلى مركز إسعاف نموذجي ولكن مضت الآن سنتان دون حراك فهل نسيت الجمعية هذا المشروع، وأضاف السعيد «بقاء المبني مهجورا يجعله بؤرة للاستغلال والسرقات وغيرها ويأمل السعيد في الاستفادة منه كمشروع صحي أو تسليمه لوزارة الصحة لتحويله لمركز صحي وسط البلد بدلا من كونه مهجورا بهذا الشكل». بدوره، يأمل العم ناصر المحمود، من البلدية وضع ديوانية للحي مثل الأحياء التي أقيم فيها مثل تلك الديوانية التي يلتقي فيها كبار السن وأبناء الحي لمناقشة أمور الحي والاستئناس بالجلوس مع الجيران، خاصة أن الحي مترابط وتتوفر فيه ساحات كثيرة يمكن أن تستغل لهذا الغرض بدلا من تركها فراغا بدون فائدة، واقترح العم المحمود أن تكون تلك الديوانية ملاصقة لأحد المساجد ليسهل لكبار السن الوصول للمسجد أوقات الصلوات كما أن هذه الديوانية ستكون مركز مراقبة للحي يساهم بالإبلاغ عن أي مخالفات. وأجمع السكان على أن حي الحلة قابل للتطوير ويمكن للأهالي التعاون مع الجهات المعنية لما فيه مصلحة الحي عامة من منطلق الحرص على حيهم، وقالوا «نأمل من الجهات المعنية مثل الأمانة والبلدية وضع اللمسات الجمالية على الحي وتوفير كافة الخدمات لسكانه»، مطالبين البلدية برفع سقف سور المقبرة القديمة التي تتوسط الحي والمغلقة منذ سنوات حتي لا تكون عرضة للكلاب الضالة حفاظا على حرمة الموتي، جهود البلدية الكبيرة في تقديم كافة الخدمات للمواطنين اينما كانوا.