(جدة) شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ يوما تلو آخر والاستعدادات تتواصل لتجهيز صقورنا الخضر لخوض غمار تحد جديد، ووسط طموحات كبيرة وآمال عريضة مصحوبة بنوع من الحذر والترقب أصبح المنتخب السعودي على بعد أيام قليلة من خوض معارك طاحنة في نهائيات كأس آسيا 2015 وهو يتطلع إلى التربع على عرش القارة وفي نفس الوقت استعادة توازنه بعد الخيبات المتتالية في السنوات العشر الأخيرة التي غاب خلالها عن الألقاب، وآخرها كان خسارة بطولة خليجي 22 التي استضافها على أرضه. ويتحضر الأخضر لمنافسات البطولة التي سيواجه في دورها الأول منتخبات الصين وكوريا الشمالية وأوزبكستان، من خلال المعسكر الإعدادي الذي أقيم في أستراليا على ثلاث مراحل بقيادة مدربه المعار الروماني كوزمين أولاريو الذي يتفق الجميع على إمكاناته التدريبية الكبيرة سيما أنه نجح مع عدد من الأندية الخليجية في السنوات الماضية حيث أشرف خلالها على الهلال السعودي والسد القطري والعين والأهلي الإماراتيين. تاريخ حافل عندما نتحدث عن مشاركات الأخضر السابقة في النهائيات الآسيوية نجد أن أول ظهور كان في البطولة الثامنة التي أقيمت بسنغافورة عام 1984 حيث أوقعته القرعة في المجموعة الأولى التي ضمت إلى جانبه منتخبات كوريا الجنوبيةوقطروسوريا والكويت. وواجه في أولى مبارياته المنتخب الكوري القوي وتعادل معه 1-1 وهي نفس نتيجته أمام المنتخب القطري. ونظرا للموقف المحرج جراء التعادلين كان يتعين على نجوم الأخضر تحسين الصورة والبحث عن النتائج الإيجابية التي تؤهلهم للدور الثاني من البطولة وبالفعل كان عند حسن الظن بقيادة مدربهم الوطني خليل الزياني حيث حققوا أول فوز لهم وكان ذلك على حساب المنتخب السوري بفضل الهدف الوحيد الذي سجله نجم الوسط صالح خليفة. وفي المباراة الأخيرة أمام الكويت شق الأخضر طريقه بقوة نحو الدور نصف النهائي بعد أن حقق فوزا ثانيا ومهما على أحد الفرق المرشحة بهدف أسطوري سجله الجناح الأيسر محيسن الجمعان الذي لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة آنذاك. وبعد هذا الفوز تصدر الأخضر بكل جدارة واستحقاق صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط. وفي الدور قبل النهائي واجه الأخضر المنتخب الإيراني الذي سبق له الفوز باللقب الآسيوي ثلاث مرات لتنتهي المباراة في الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، فاحتكم الطرفان لركلات الترجيح التي ابتسمت لنجوم الأخضر بنتيجة 6-5. وبعد بلوغ النهائي للمرة الأولى في تاريخه، بات الفوز باللقب الآسيوي حلما سرعان ما تحول إلى حقيقة بفضل هدفين ولا أروع سجلهما شايع النفيسة والنجم الخارق ماجد عبد الله الذي تلاعب بالدفاع الصيني كيفما يشاء ومن بعده حارسه مسجلا أجمل الأهداف ليعلن عن قدوم بطل جديد للقارة الآسيوية هو المنتخب السعودي الذي لم يتذوق طعم الخسارة منذ بداية البطولة وحتى نهايتها. بطل مرة أخرى وفي نهائيات البطولة التاسعة التي استضافتها الدوحة عام 1988، كانت الأنظار موجهة صوب حامل اللقب الذي حط رحاله فيها وعينه على مواصلة التألق والمحافظة على لقبه القاري ولكن هذه المرة بقيادة المدرب البرازيلي كارلوس البرتو. وضعت القرعة المنتخب السعودي على رأس المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات الكويت والبحرينوسورياوالصين ليبدأ حملة الدفاع عن لقبة بالفوز على المنتخب السوري 2 - صفر، وفي المباراة الثانية تعادل مع الكويت سلبا قبل أن يتعادل في الثالثة أمام البحرين 1-1. وجاءت المباراة الرابعة والأخيرة بمثابة مفترق طرق إذ لا بد من الفوز على التنين الصيني لضمان التأهل للدور قبل النهائي وصدارة المجموعة وهو ما حدث بالفعل حيث حقق انتصارا ثمينا بهدف وحيد لنجم الوسط فهد الهريفي. وفي الدور نصف النهائي واجه الأخضر نظيره الإيراني في سيناريو مكرر للبطولة السابقة التي التقيا خلالها في نفس الدور وتمكن من تجديد فوزه بهدف وحيد سجله هدافه ماجد عبدالله الذي صعد بمنتخب بلاده للنهائي للمرة الثانية على التوالي. وفي المباراة النهائية، واجه الأخضر المنتخب الكوري الجنوبي الذي تمكن هو الآخر من الفوز في جميع مبارياته وظهر بمستوى متميز أكد عزمه على الفوز باللقب لكن رغبته اصطدمت بالطموح السعودي الذي كان أقوى من الرغبة الكورية. وبعد هجمة من هنا وأخرى هناك انتهت المباراة بالتعادل السلبي ليتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح التي فاز بها الأخضر 4-3 ليتوج بطلا للمرة الثانية على التوالي. هكر ياباني وفي البطولة العاشرة التي استضافتها مدينة هيروشيما اليابانية عام 1992، شارك الأخضر بعدد من اللاعبين الذين يفتقدون للخبرة الدولية نتيجة اعتزال عدد من اللاعبين على المستوى الدولي وإصابة البعض الآخر. وقد وضعته القرعة على رأس المجموعة الثانية إلى جانب الصينوقطروتايلاند ليبدأ مشواره بالتعادل مع الصين 1-1 ثم حقق النتيجة ذاتها أمام قطر ليرمي بعد ذلك بكل ثقله أمام المنتخب التايلاندي الذي ذهب ضحية للأخضر برباعية نظيفة أهلته للدور الثاني كمتصدر لمجموعته. وفي دور الأربعة واجه المنتخب الإماراتي وتمكن من الفوز بهدفين سجلهما سعيد العويران وفهد الهريفي، ليصعد للمباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالي، لكنه واجه فيها صعوبة أمام المنتخب الياباني صاحب الأرض والجمهور الذي تمكن من الفوز بهدف وحيد خطف به اللقب الآسيوي من حامله الذي حاول جاهدا ولكن الظروف لم تكن في صالحه. كلاكيت ثالث مرة وفي البطولة الحادية عشرة التي استضافتها الإمارات العربية المتحدة عام 1996، رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 16 وزعت على أربع مجموعات. وخاض الأخضر البطولة ببعض العناصر الشابة إلى جانب قلة من عناصر الخبرة، وقد وضعته القرعة في المجموعة ضمت إلى جانبه منتخبات تايلاندوالعراقوإيران. واستهل مشواره بفوز كبير على تايلاند بلغ نصف دزينة من الأهداف، وهذا الفوز أصاب اللاعبين بالغرور وتسبب في ثقة مفرطة لديهم ما انعكس سلبا على أدائهم في المباراة الثانية أمام المنتخب الإيراني الذي فاز بثلاثة أهداف دون مقابل. وهذه الخسارة القاسية وغير المنتظرة كانت بمثابة جرس إنذار للخروج المبكر من البطولة الأمر الذي جعل اللاعبين ينظرون للمباراة الثالثة أمام العراق على أنها مباراة كؤوس لا بديل فيها عن الفوز، فتمكنوا من الفوز بهدف وحيد سجله فهد المهلل ما منحهم صدارة المجموعة بفارق الأهداف عن إيران الثانية والعراق الثالثة. وفي الدور ربع النهائي التقى الأخضر بالمنتخب الصيني، وبرغم تقدم الأخير بهدفين نظيفين إلا أن الصقور حولوا خسارتهم إلى فوز بأربعة أهداف سجلها سامي الجابر ويوسف الثنيان وفهد المهلل (هدفين) مقابل ثلاثة في خطوة هامة نحو استعادة اللقب. وفي الدور نصف النهائي واجه الأخضر نظيره الإيراني الذي فاز في الدور الأول بثلاثية نظيفة لتكون المواجهة أشبه بالثأر بين الفريقين، فاستطاع رد اعتباره من خلال ركلات الترجيح وبنتيجة 4-3 بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي. وجاءت المباراة النهائية قمة في الإثارة والقوة والصعوبة لاسيما من جانب الأخضر الذي لعب على أرض منافسه المنتخب الإماراتي وأمام جماهيره فضلا عن الطرد الذي تعرض له نجمه حسين عبدالغني. ورغم هذه الظروف صمد المنتخب السعودي بكل قوة وكان بإمكانه حسم المباراة في وقتها الأصلي إلا أن الفرص لم تستغل بالشكل المطلوب لتبقى كلمة الحسم مرهونة بالركلات الترجيحية التي حسم من خلالها الأخضر اللقب لصالحه بعد الفوز بنتيجة 4-2. وفي البطولة الثانية عشرة التي أقيمت في لبنان عام 2000، وقع الأخضر في المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبات اليابانوقطر وأوزبكستان. الساموراي من جديد وجاءت بداية حملة الدفاع عن لقبه مفاجئة حيث خسر أمام اليابان 1-4، وهذه الخسارة غير المتوقعة كانت كفيلة بالإطاحة بمدربه التشيكي ميلان ماتشالا وإسناد المهمة لمساعده المدرب الوطني ناصر الجوهر الذي رتب أوراقه مستخدما السلاح النفسي لتهيئة اللاعبين وإخراجهم من الحالة السيئة التي كانوا عليها. وبالفعل، كانت البداية التعادل السلبي مع المنتخب القطري ومن ثم الفوز على المنتخب الأوزبكي بخمسة أهداف نظيفة قادته لبلوغ الدور ربع النهائي بفارق الأهداف. وفي الدور ربع النهائي واصل الأخضر صحوته وتجاوز منافسه الكويتي بهدف ذهبي سجله نجمه نواف التمياط بعد أن انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي 2-2. ورفع الفوز المستحق على الكويت معنويات اللاعبين ليدخلوا مباراتهم أمام كوريا الجنوبية برغبة الفوز وبلوغ النهائي للمرة الخامسة على التوالي وكان لهم ما أرادوا حيث حققوا مبتغاهم بهدفين مقابل هدف سجلهما طلال المشعل ليجدوا أنفسهم من جديد أمام اليابان. وفي المباراة النهائية كان بإمكان الأخضر الثأر من اليابان ورد اعتباره بعد أن خسر نهائي البطولة العاشرة عام 1992 وفي مباراته الافتتاحية في نفس البطولة. وكانت الفرصة مواتية لذلك عندما احتسب حكم المباراة ركلة جزاء لم يوفق حمزة إدريس في ترجمتها إلى هدف في الشوط الأول ليتمكن اليابانيون من استثمار إحدى الفرص القليلة لتسجيل هدف المباراة الوحيد. مشاركة سيئة وفي البطولة الثالثة عشرة التي استضافتها الصين جاءت مشاركة الأخضر بصورة مختلفة لانها كانت الأسوأ في تاريخ مشاركاته بعد أن ودع من الدور الأول في واحدة من أكبر المفاجآت نتيجة خسارته أمام أوزبكستان صفر- 1 ثم التعادل أمام تركمانستان 1-1 وأخيرا الخسارة أمام العراق 1-2. وقد تسبب هذا الخروج المر في إقالة المدرب الهولندي جيرارد فاندرليم. آخر الزمن الجميل وفي البطولة الرابعة عشرة ظهر الأخضر بصورة مغايرة عما كان عليها في البطولة السابقة حيث نجح في تصدر مجموعته الرابعة بفارق الأهداف عن كوريا الجنوبية التي تعادل معها في بداية مشواره 1-1 ثم فاز على إندونيسيا 2-1 والبحرين 4 -صفر، ليواجه نظيره الأوزبكي في ربع النهائي حيث تغلب عليه 2-1 سجلهما ياسر القحطاني وأحمد الموسى. وفي نصف النهائي وبعد مباراة مثيرة تعتبر الأقوى في البطولة نظرا للتنافس الكبير بين المنتخبين، تمكن الأخضر من إقصاء اليابان حاملة اللقب عقب الفوز عليها 3-2 سجلها ياسر القحطاني ومالك معاذ (هدفين)، ليضرب موعدا في النهائي مع المنتخب العراقي الذي تمكن من هزيمة الأخضر والتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه. السقوط المر وفي البطولة الأخيرة التي استضافتها الدوحة عام 2011، كانت مشاركة الأخضر الأسوأ في تاريخه على الإطلاق حيث خرج من الدور الأول دون أن يحقق أي فوز أو حتى تعادل وتلقى ثلاث هزائم متتالية أمام سوريا 1-2 والأردن صفر- 1 واليابان صفر- 5. وهذا الحضور الضعيف الذي أساء لسمعة الكرة السعودية أدى إلى إقالة المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو واستقالة الأمير نواف بن فيصل من منصبه كرئيس لاتحاد القدم السعودي بعد الهيجان الذي شهده الشارع الرياضي.