يخوض المنتخب السعودي بعد أيام قليلة غمار نهائيات كأس آسيا 2015، وهو يتطلع إلى التربع على عرش القارة وفي نفس الوقت استعادة توازنه بعد الخيبات المتتالية في السنوات العشر الأخيرة التي غاب خلالها عن الألقاب. استعد الأخضر لمنافسات البطولة التي سيواجه في دورها الأول منتخبات الصين وكوريا الشمالية وأوزبكستان، من خلال المعسكر الإعدادي الذي أقيم في أستراليا على ثلاث مراحل بقيادة مدربه المعار الروماني كوزمين أولاريو. عندما نتحدث عن مشاركات الأخضر السابقة في النهائيات الآسيوية نجد أن أول ظهور كان في البطولة الثامنة التي أقيمت بسنغافورة عام 1984 حيث أوقعته القرعة في المجموعة الأولى التي ضمت إلى جانبه منتخبات كوريا الجنوبيةوقطر وسوريا والكويت. وواجه في أولى مبارياته المنتخب الكوري، وتعادل معه 1-1 وهي نفس نتيجته أمام المنتخب القطري. ونظراً للموقف المحرج جراء التعادلين كان يتعين على نجوم الأخضر البحث عن النتائج الإيجابية التي تؤهلهم للدور الثاني من البطولة وبالفعل كانوا عند حسن الظن بقيادة مدربهم الوطني خليل الزياني حيث حققوا أول فوز لهم وكان ذلك على حساب المنتخب السوري بهدف نجم الوسط صالح خليفة. وفي المباراة الأخيرة أمام الكويت شق الأخضر طريقه بقوة نحو الدور نصف النهائي بهدف أسطوري سجله الجناح الأيسر محيسن الجمعان الذي لم يتجاوز عمره 18 آنذاك. وبعد هذا الفوز تصدر الأخضر بكل جدارة واستحقاق المجموعة برصيد 6 نقاط. وفي الدور قبل النهائي واجه الأخضر المنتخب الإيراني لتنتهي المباراة في الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، فاحتكم الطرفان لركلات الترجيح التي ابتسمت لنجوم الأخضر بنتيجة 6-5. وبعد بلوغ النهائي للمرة الأولى في تاريخه، بات الفوز باللقب الآسيوي حلما سرعان ما تحول إلى حقيقة بفضل هدفين ولا أروع سجلهما شايع النفيسة والنجم الخارق ماجد عبدالله الذي تلاعب بالدفاع الصيني ومن بعده حارسه مسجلاً أجمل الأهداف ليعلن عن قدوم بطل جديد للقارة الآسيوية. وفي نهائيات البطولة التاسعة التي استضافتها الدوحة عام 1988، كانت الأنظار موجهة صوب حامل اللقب الذي حط رحاله فيها وعينه على مواصلة التألق والمحافظة على لقبه القاري ولكن هذه المرة بقيادة المدرب البرازيلي كارلوس البرتو. وضعت القرعة المنتخب السعودي على رأس المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات الكويت والبحرين وسوريا والصين ليبدأ حملة الدفاع عن لقبه بالفوز على المنتخب السوري 2-0، وفي المباراة الثانية تعادل مع الكويت سلباً قبل أن يتعادل في الثالثة أمام البحرين 1-1. وفي المباراة الرابعة والأخيرة، حقق الأخضر فوزا ثمينا على الصين بهدف وحيد لنجم الوسط فهد الهريفي. وفي الدور نصف النهائي واجه الأخضر نظيره الإيراني في سيناريو مكرر للبطولة السابقة التي التقيا خلالها في نفس الدور وتمكن من تجديد فوزه بهدف وحيد سجله هدافه ماجد عبدالله. وفي المباراة النهائية، واجه الأخضر المنتخب الكوري الجنوبي الذي تمكن هو الآخر من الفوز في جميع مبارياته وظهر بمستوى متميز أكد عزمه على الفوز باللقب لكن رغبته اصطدمت بالطموح السعودي الذي كان أقوى من الرغبة الكورية. وبعد تعادلهما السلبي في الوقت الأصلي، احتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي فاز بها الأخضر 4-3 ليتوج بطلاً للمرة الثانية على التوالي. وفي البطولة العاشرة التي استضافتها مدينة هيروشيما اليابانية عام 1992، وضعت القرعة الأخضر على رأس المجموعة الثانية إلى جانب الصينوقطروتايلاند ليبدأ مشواره بالتعادل مع الصين 1-1 ثم حقق النتيجة ذاتها أمام قطر ليرمي بعد ذلك بكل ثقله أمام المنتخب التايلاندي الذي ذهب ضحية للأخضر برباعية نظيفة أهلته للدور الثاني كمتصدر لمجموعته. وفي دور الأربعة واجه المنتخب الإماراتي وتمكن من الفوز بهدفين سجلهما سعيد العويران وفهد الهريفي، ليصعد للمباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالي، لكنه واجه فيها صعوبة أمام المنتخب الياباني صاحب الأرض والجمهور الذي تمكن من الفوز بهدف وحيد خطف به اللقب الآسيوي. وفي البطولة 11 التي استضافتها الإمارات العربية المتحدة عام 1996، رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 16 وزعت على أربع مجموعات. ووضعت القرعة الأخضر في المجموعة ضمت إلى جانبه منتخبات تايلاندوالعراق وإيران. واستهل مشواره بفوز كبير على تايلاند بلغ نصف دزينة من الأهداف، وهذا الفوز أصاب اللاعبين بالغرور ما انعكس سلبا على أدائهم في المباراة الثانية أمام المنتخب الإيراني الذي فاز «3-0». وهذه الخسارة القاسية كانت بمنزلة جرس إنذار للخروج المبكر من البطولة الأمر الذي جعل اللاعبين ينظرون للمباراة الثالثة أمام العراق على أنها مباراة كؤوس لا بديل فيها عن الفوز، فتمكنوا من الفوز بهدف وحيد سجله فهد المهلل ما منحهم صدارة المجموعة. وفي الدور ربع النهائي التقى الأخضر بالمنتخب الصيني، وبرغم تقدم الأخير بهدفين نظيفين إلا أن الصقور حولوا خسارتهم إلى فوز بأربعة أهداف سجلها سامي الجابر ويوسف الثنيان وفهد المهلل «هدفان» مقابل ثلاثة في خطوة هامة نحو استعادة اللقب. وفي الدور نصف النهائي واجه الأخضر نظيره الإيراني، فاستطاع رد اعتباره من خلال ركلات الترجيح وبنتيجة 4-3 بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي. وجاءت المباراة النهائية قمة في الإثارة والصعوبة لاسيما من جانب الأخضر الذي لعب على أرض منافسه المنتخب الإماراتي فضلا عن الطرد الذي تعرض له نجمه حسين عبدالغني. ورغم هذه الظروف صمد المنتخب السعودي بكل قوة لتبقى كلمة الحسم مرهونة بالركلات الترجيحية التي حسم من خلالها الأخضر اللقب لصالحه بعد الفوز بنتيجة 4-2. وفي البطولة 12 التي أقيمت في لبنان عام 2000، وقع الأخضر في المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبات اليابانوقطر وأوزبكستان. وجاءت بداية حملة الدفاع عن لقبه مفاجئة حيث خسر أمام اليابان 1-4، وهذه الخسارة غير المتوقعة كانت كفيلة بالإطاحة بمدربه التشيكي ميلان ماتشالا وإسناد المهمة لمساعده المدرب الوطني ناصر الجوهر الذي رتب أوراقه مستخدما السلاح النفسي لتهيئة اللاعبين. وبالفعل، كانت البداية التعادل السلبي مع المنتخب القطري ومن ثم الفوز على المنتخب الأوزبكي بخماسية نظيفة قادته لبلوغ الدور ربع النهائي. وفي الدور ربع النهائي تجاوز الأخضر منافسه الكويتي بهدف ذهبي سجله نجمه نواف التمياط بعد أن انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 2-2. ورفع الفوز المستحق على الكويت معنويات اللاعبين ليدخلوا مباراتهم أمام كوريا الجنوبية برغبة الفوز وبلوغ النهائي للمرة الخامسة على التوالي وكان لهم ما أرادوا حيث حققوا مبتغاهم بهدفين مقابل هدف سجلهما طلال المشعل ليجدوا أنفسهم من جديد أمام اليابان. وفي المباراة النهائية كان بإمكان الأخضر الثأر من اليابان، وكانت الفرصة مواتية لذلك عندما احتسب حكم المباراة ركلة جزاء لم يوفق حمزة إدريس في ترجمتها إلى هدف في الشوط الأول ليتمكن اليابانيون من استثمار إحدى الفرص القليلة لتسجيل هدف المباراة الوحيد. وفي البطولة 13 التي استضافتها الصين جاءت مشاركة الأخضر بصورة مختلفة لأنها كانت الأسوأ في تاريخ مشاركاته بعد أن ودع من الدور الأول في واحدة من أكبر المفاجآت نتيجة خسارته أمام أوزبكستان 0-1 ثم التعادل أمام تركمانستان 1-1 وأخيراً الخسارة أمام العراق 1-2. وقد تسبب هذا الخروج المر في إقالة المدرب الهولندي جيرارد فاندرليم. وفي البطولة 14 ظهر الأخضر بصورة مغايرة عما كان عليها في البطولة السابقة حيث نجح في تصدر مجموعته الرابعة بفارق الأهداف عن كوريا الجنوبية التي تعادل معها في بداية مشواره 1-1 ثم فاز على إندونيسيا 2-1 والبحرين 4-0، ليواجه نظيره الأوزبكي في ربع النهائي حيث تغلب عليه 2-1 سجلهما ياسر القحطاني وأحمد الموسى. وفي نصف النهائي وبعد مباراة مثيرة تعتبر الأقوى في البطولة نظراً للتنافس الكبير بين المنتخبين، تمكن الأخضر من إقصاء اليابان حاملة اللقب عقب الفوز عليها 3-2 سجلها ياسر القحطاني ومالك معاذ «هدفان»، ليضرب موعدا في النهائي مع المنتخب العراقي الذي تمكن من هزيمة الأخضر والتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه. وفي البطولة الأخيرة التي استضافتها الدوحة عام 2011، كانت مشاركة الأخضر الأسوأ في تاريخه على الإطلاق حيث خرج من الدور الأول دون أن يحقق أي فوز أو حتى تعادل.