المملكة باتت مستهدفة في مقوماتها ومجتمعها الآمن لكني لم اتصور يوما أن اكون شاهد عيان أمام زيف تخطط له وسائل وابواق مغرضة تخطط للنيل من بلادنا بترويج ونشر الاكاذيب والمغالطات. فقد حالفني الحظ أن أكون وزميلي محمد المالكي شاهدين على استقرار الأوضاع الأمنية للحدود الجنوبية وان أرى وأسمع أن كل ما يروج له الإعلام الكاذب من زيف ادعاءات عن سقوط الحد الجنوبي لوطننا الغالي في يد الحوثيين.. ادعاء باطل ومكذوب يطلقه الحاقدون والكارهون لمجتمعنا الذي يسوده الأمن ويلتحف بالحب والعطاء. سألت نفسي وأنا أقف على الحد ذاته الذي انتشرت الأكاذيب بسقوطه أين أنا؟ هل في حد سعودي أم خارج الحدود. هناك على الحد الجنوبي وقفت وسمعت ورأيت قنوات تروج الأكاذيب وتحاول خداع البعيدين عن الحدود بأن أرضهم سقطت بين أيدي العابثين. الله يبطل كيد الأعداء.. هكذا رد، رفيق الرحلة، على الأكاذيب عندما سألته هل سقط الحد الجنوبي قبل وصولي؟! رد.. بل سقطت الأكاذيب بوصولك. هذا الحوار دار بيني وبين العميد عبدالله بن محفوظ رئيس الشؤون العامة والناطق الإعلامي لحرس الحدود بجازان، الذي شرفت بمرافقته رغم حفل التكريم الذي أقيم له بمناسبة تقاعده حيث لبى نداء الواجب عندما طلب منه مرافقتي في جولتي على الحدود الجنوبية بعد تنسيق مسبق مع مدير عام حرس الحدود بالنيابة اللواء بحري عواد البلوي ومتابعة المتحدث الرسمي للمديرية العامة لحرس الحدود اللواء محمد الغامدي الذي كان له الدور الاكبر في انجاح جولتنا التي امتدت 4 أيام بلياليها كانت بدايتها من مكتب اللواء أحمد المرواني مساعد قائد حرس الحدود بجازان الذي همس: أخشى عليك من تعب الرحلة، عملنا شاق ومضن وخطر، ولم أمهله لحظة واحدة ليكمل حواره وقلت له نحن أصحاب القلم معكم في الخندق ذاته نعيش الخطر. حينها ابتسم المرواني ليرد أنا متأكد من أن وجودكم بالمنطقة وتحديدا في هذا الوقت له أهمية كبرى وستنقلون الصورة الحقيقية للأوضاع على الحد الجنوبي. حاولنا يقول المرواني قدر المستحيل أن نسهل مهمتكم ونذلل الصعاب أمامكم لكننا عجزنا أمام تضاريس المنطقة الصعبة والوعرة واختلاف الأجواء التي تعود عليها رجال حرس الحدود. ومع ذلك اعتدنا عليها وأصبحت تجمعنا بها صداقة المكان والزمان. لا جدار أسمنتياً.. لا سور مكهرباً يواصل المرواني: كل الذي أتمناه رغم أن حدودنا آمنة أن تتوخوا الحذر فالمنطقة التي ستقفون عليها حدودية وقد يصادفكم ضعاف نفوس من مهربين وخارجين عن القانون من الذين لا يتوانون عن إطلاق النار على رجال حرس الحدود لتهريب سمومهم وتنفيذ مخططاتهم الآثمة.. ومع ذلك أؤكد لك وللجميع أن حدودنا آمنة بفضل الله ثم بتوجيهات ولاة الأمر ووقفة الرجال البواسل الذين يحرسون كل ذرة تراب وحبة رمل من ارضنا الغالية العزيزة، فالبواسل متاريس ضد كل من يحاول النيل من البلاد المقدسة التي يحاول ضعاف النفوس استغلال أمنها والعبث باقتصادها بإدخال المخدرات والأسلحة خاصة مع الظروف التي تمر بها اليمن اذ انعكست الاوضاع الامنية هناك على ارتفاع بسيط في تهريب الأسلحة والمخدرات والتي في الغالب تحبط على أيدي الرجال البواسل الساهرين على امن الوطن الذين بنوا من أنفسهم جدارا لحماية الوطن. يضيف اللواءالمرواني: هذه فرصة لتقفوا بأنفسكم على الأكاذيب المروجة بوجود جدار أسمنتي يبنى بيننا وبين الشقيقة اليمن، فلا الطبيعة الجغرافية تساعد على بناء ذلك الجدار ولا المساحة الشائعة تسمح بذلك وقبل ذلك لا توجد أي نية لبناء هذا الجدار.. الذي يفصل بيننا وبين اليمن سور شائك يستخدم في كل حدود العالم وهو سور شائك غير مكهرب كما يروج الحاقدون، وحاليا نسعى بكل الوسائل المتاحة ثم بفضل الدعم الذي تجده المنطقة إلى تهيئة الشريط الحدود بوسائل إنارة باستخدام الطاقة الشمسية وشق بعض الجبال لتمهيد الأراضي لسير الدوريات الراكبة والراجلة مع استخدام التقنية العالية من أجهزة ومعدات للسيطرة على الحدود والمنافذ البرية والبحرية. يقظة على مدار الساعة بعد الحوار مع قائد حرس الحدود في جازان انطلقت برفقة رجال الشؤون العامة بحرس حدود منطقة جازان، العميد بن محفوظ والرقيب ولي الحكمي والرقيب على خواجي، ذارعين الأرض، متوجهين إلى النقطة الساخنة كما أشار إليها البعض الأسبوع الماضي وهي حدود قطاع الطوال الذي يقع فيه المنفذ البري ويشرف عليه قائده العميد عبدالمحسن السعدون الذي رافق «عكاظ» مع بعض الضباط إلى المراكز التابعة حيث مشطنا خلالها كافة خط حدود مسؤولية قطاع الطوال بهدف البحث عن موقع وقع بيد الحوثيين كما أشيع، لكن العميد السعدون قال: اعرف ما تبحثون عنه لن تجدوه هنا، فرمال هذه الأرض غالية على كل مواطن والرجال البواسل الذين يحرسونها ليلا نهارا ولن يسمحوا بالعبث بأرضهم حتى وإن سالت دماؤهم فقطاع الطوال، والمنطقة، كما ترون، تحت حدود مسؤوليتنا نسيطر عليها رغم تقارب القرى بين البلدين ووعورة التضاريس وجريان الأودية وامتداد الشعاب والجبال والرمال وكثرة الأشجار، وهذه المواقع تمشط على مدار الساعة بواسطة رجال حرس الحدود وتراقب عبر الأجهزة والتقنية الحديثة رغم حرص المهربين والمتسللين على مسح آثارهم خشية القبض عليهم. عض أصابع الندم لأن الأبواق الكاذبة الحاقدة لا تزال تبث اكاذيبها وشرورها بأن حدودنا الجنوبية في أيدي العابثين، واصلنا رحلة البحث عن الحقيقة من الطوال إلى قطاع الحرث وهي المنطقة التي تقترب كثيرا من الأراضي اليمنية التي يتواجد فيها الحوثيون الذين استوطنوا تلك المنطقة قبل الأحداث الأخيرة. وهناك سألنا العقيد الدكتور حسن العقيلي قائد قطاع الحرث هل حاول الحوثيون الوصول الى أرضنا السعودية.. صمت ثم رد بصوت حاسم: لن يبلغوا شبرا واحدا طالما قلوبنا تنبض ودماؤنا في عروقنا ولو حاولوا ذلك لن يتمكنوا وسيندمون ومتأكدون أن أي حركة منهم تجاه حدودنا ستقابل بالردع والحسم بلا تأخير او تردد وسيعض المعتدون اصابع الندم. أسواق تبيع السلاح واصلت «عكاظ» رحلة كشف زيف أبواق الحاقدين وهذه المرة إلى قطاع العارضة، وعلى حدود مسؤولية القطاع رافقنا قائد القطاع العقيد صالح البشري الذي تجولنا برفقته على امتداد مسافة الحد وكان يتوقف بنا بين موقع وآخر لرصد وعورة الطريق وخطورته لكنه في الوقت نفسه ينقلنا إلى مواقع رجال نذروا أنفسهم لحماية الوطن تحت ظروف جوية متقلبة، تارة أجواء ساخنة واحيانا باردة وثالثة ممطرة ورابعة مغبرة وخامسة وهي الأخطر محملة برصاص حي يطلق من المهربين والعابثين تجاه رجال حرس الحدود الذين اعتصموا بعون الله في منطقة تطل على أربعة اسواق لبيع السلاح في المشنق، ستارة، عفرة، وغمر.