أكد مدير عام حرس الحدود الفريق الركن زميم بن جويبر السواط، أن استهداف رجال حرس الحدود البواسل لن يثنيهم أبدا عن أداء واجبهم تجاه وطنهم وتجاه إخوانهم المواطنين في حماية هذه الأراضي المقدسة من عبث العابثين الذين يسعون بكل الوسائل والطرق إلى إدخال سمومهم ومهرباتهم إلى وطننا عبر الحدود، وعندما يفشلون يستهدفون أرواح إخواننا الرجال البواسل الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن بدليل أن بعضهم يتعرض في بعض الأحيان إلى إصابة نتيجة مواجهة مع المجرمين والمهربين ويصر على العودة للعمل بعد شفائه ولدينا حاليا زميل وأخ يتلقى العلاج للمرة الثانية. وقال الفريق السواط في إجابته على أسئلة «عكاظ» إن هذه الملاحم البطولية التي يسطرها رجال الحدود البواسل في حروبهم ضد الفاسدين والعابثين هي مصدر فخر واعتزاز لجميع منسوبي حرس الحدود ولكل رجل أمن ولكل مواطن سعودي غيور. مبينا أن استشهاد البعض أو إصابته هي بمثابة دافع كبير لبقية زملائهم لبذل المزيد من الجهد وبذل المزيد من التضحيات من أجل التصدي لهؤلاء العابثين والمجرمين. وأضاف، أن الرجال البواسل الشجعان المرابطين في ثغور الحدود والذين يحرسون الوطن في مواقع تضاريس صعبة ووعرة ومناخ متقلب يتعرضون يوميا وعلى مدار الساعة لإطلاق نار ومواجهات مع المجرمين ولكنها تكون أكثر شراسة في ساعات الليل نتيجة أن المجرمين يحاولون الاستفادة من ظلمة الليل للتوغل إلى أراضينا لإدخال مهرباتهم حتى أن بعضهم يتوشح بثياب سوداء، ولكنهم في كل مرة يفاجأون برجال مدربين على أحدث تدريب ومجهزين بأفضل التقنيات والوسائل الإلكترونية المتقدمة والمتمثلة في الكاميرات الحرارية المحمولة والثابتة والرادارات البحرية والبرية وغيرها، وقبل كل ذلك يجدون رجالا محصنين بالله ومؤمنين أن هذا الوطن المقدس لابد أن نحميه بأرواحنا ودمائنا، ويوميا نضبط بين 60-90 كيلو جراما من الحشيش ونقبض على 600 متسلل وقد يصل العدد في بعض الأحيان إلى 800 متسلل و20 رشاشا و500 طلقة حية يوميا، وللتصدي لهؤلاء المجرمين يحدث بين الحين والآخر مواجهات بيننا وبينهم، وفي العام الماضي استشهد من رجال حرس الحدود ثلاثة وأصيب 10 آخرين تلقوا العلاج. وأشار الفريق السواط إلى أن المجرمين لديهم من الخطط والوسائل الكثير ويستخدمون بعض الوسائل الحديثة مثل هواتف الثريا وأجهزة تحديد المواقع، وهم أذكياء استغلوا ذكاءهم في أمور خارجة عن القانون وتناسوا أن رجل الأمن هو أذكى منهم واحرص على حماية وطنه وأسرته وأنه مجهز بأفضل التقنية وهم ينقسمون إلى قسمين، الأول منهم هدفه الاتجار في المخدرات والأسلحة، فيما الآخر وهو الأخطر كل همه وهدفه زعزعة أمن مجتمعنا والتغرير بشبابه وفتياته، وفي كثير من الأحيان هم مجموعة تتوزع على عدة مواقع بعضهم يطلق النار من أجل إشغال رجال حرس الحدود، فيما يحاول الآخرون استغلال ذلك في عمليات التهريب لكنهم يجدون أنفسهم أمام حرس الحدود المتأهب في كل وقت. وبين أنه لايمكن حصر عدد المهربين لأنهم دائما يحاولون الإفلات والهروب سواء نجحوا في إدخال مهرباتهم أو لم ينجحوا ومع ذلك أؤكد لك أننا نحرص دائما في القبض عليهم سواء كان ناقلا أو مهربا ومعظم المواجهات تحدث في المواقع الجنوبية ذات المساحة الشاسعة والتي تختلف فيها التضاريس من منطقة لأخرى والتي تشهد ضعفا أمنيا من الدولة المجاورة، وأن سبب ظهور التهريب في المنطقة الجنوبية يعود أيضا إلى الكهوف الجبلية ووجود قرى متداخلة وبيوت لايفصلها عن الشريط الحدودي سوى أمتار قليلة، بالإضافة إلى تعاون بعض ضعاف النفوس مع المتسللين من أجل القليل من المال، وسبق أن قبض على بعضهم وأحيلوا إلى الجهات المختصة لاتخاذ اللازم معهم. واختتم الفريق السواط موضحا أن التهريب ليس له طريق أو وسيلة محددة فالبحر أيضا بدأ يتلوث من أعمال المجرمين والمهربين من خلال استخدامه في التهريب، وقد سجلنا بعض الحالات وقبض على بعض المهربين الذين كانوا يسعون في إدخال مهرباتهم عبر الوسائل البحرية في المنطقة الغربية أو الجنوبية ولكنها فشلت أمام رجال حرس الحدود.