علمت "سبق" من مصادرها أن اجتماعاً أمنياً وقبلياً تم عقده أمس بين أطراف سعودية ويمنية على حدود البلدين بقطاع الدائر الجبلي، والذي بموجبه تم إيقاف إطلاق النار، بعد أن بادر مجموعة من المتسللين القريبين من الحدود بإطلاق نار باتجاه دوريات حرس الحدود السعودي الموجودين بمواقعهم، والذين حاولوا التصدي لتلك المجموعات المسلحة والرد عليهم. وكان تبادل إطلاق النار قد أسفر عن إصابة رجل أمن بقطاع حرس الحدود، وتم نقله للمستشفى، حيث لازال يتلقى العلاج.
وأضافت المصادر أن حرس الحدود قام بتعزيزات أمنية ودعم لعدة مواقع على الحدود الجنوبية، خاصة بالقطاعات الجبلية؛ من أجل رفع مستوى التأهب الأمني لمواجهة أي طارئ، وأيضاً للتصدي لعمليات التهريب، ومنع المتسللين من دخول الأراضي السعودية، وتكثيف الرقابة على امتداد الشريط الحدودي.
وأكد المتحدث الرسمي للمديرية العامة لحرس الحدود اللواء محمد سعد الغامدي ل"سبق" أن المهربين يطلقون النار على دوريات قطاع حرس الحدود، من داخل الأراضي اليمنية، مؤكداً أن خبرة أفراد حرس الحدود في التعامل مع مثل هذه الحالات تساهم في تحصين الشريط الحدودي.
وحول التعزيزات الأمنية الحالية أوضح الغامدي في حديثه ل"سبق" أن حرس الحدود دائماً على أهبة الاستعداد لمواجهة المهربين، مؤكداً في الوقت نفسه أن حرس الحدود يقبض يومياً على أعداد كبيرة من المُهرّبات يتم العثور عليها، بعد تبادل إطلاق النار وفرار المهربين.
وحول القبض على المهربين مطلقي النار، أكد الغامدي أنه في بعض الأحيان يتم القبض عليهم، بينما في أحيان كثيرة لا يتم ذلك بسبب فرارهم داخل الأراضي اليمنية.
وأكد الغامدي أن رجل الأمن المصاب في تبادل إطلاق للنار قبل يومين، بصحة جيدة حالياً وتماثل للشفاء، مفيداً بأن هذه الأحداث لم تعد تؤثر في معنويات رجال حرس الحدود، مستشهداً برجال حرس حدود عاودوا ممارسة عملهم كما كانوا بعدما يتعرضون له من إصابات في مهام عملهم الخطرة.
وقال الغامدي إن تبادل إطلاق النار في الشريط الحدودي مع اليمن أمر اعتاد عليه رجال حرس الحدود، مؤكداً أن ما يحدث منذ يومين في محافظة الداير بني مالك محاولة لإشغال رجال حرس الحدود من أجل إدخال المُهربات، مؤكداً أن حرس الحدود بالمرصاد.
من جهته صرح نائب الناطق الإعلامي بحرس الحدود بجازان الرائد حسن بن بدر القصيبي بأن دوريات قطاع حرس الحدود بالدائر بمنطقة جازان أحبطت خلال العشرين يوماً من شهر ذي الحجة لعام 1435ه عدة عمليات تهريب وتسلل أثناء قيامها بمهامها الأمنية المعتادة، كان أبرزها القبض على: 80692 كجم قات، و448 كجم ألعاب نارية، و1374 ماشية، و99 سلاحاً، و116 ذخيرة، و15623 مبلغاً مالياً، و24 سيارة تهريب، و42 مهرباً، و161 متسللاً يمنياً، و256 متسللاً إفريقياً، و571 كجم شمة، و29 أجهزة إلكترونية.
وأردف الرائد القصيبي قائلاً إن تلك العمليات التي أحبطها رجال حرس الحدود بالدائر تثبت جهودهم المضنية في حفظ الأمن وردع المهربين، مضيفاً "وهو شاهد أن رجالنا عيون ساهرة على حدود بلادهم، وسيقفون سداً منيعاً لكل من تسول له نفسه المساس بأمن هذا البلد الآمن بإذن الله".
وقال مساعد قائد حرس الحدود بمنطقه جازان اللواء أحمد بن عبدالله المرواني، والذي تابع عمليات القبض: "أشكر أفراد الدوريات القابضة بالدائر على جهودهم العظيمة ليل نهار لرصد المهربين والمتسللين، وهذه الأرقام المبينة أعلاه هي حصيلة الجهد المبارك والعمل المخلص منهم خلال العشرين يوماً الماضية".
وأثنى اللواء المرواني على مواقفهم البطولية في عمليات القبض التي في أغلبها يتبادلون إطلاق النار مع المهربين، ويصمدون بشجاعة، ويتعاملون بما يمليه الموقف بفرض السيطرة الأمنية لحفظ أمن الوطن.