في الوقت الذي لاتزال تتواصل فيه تجارب «المحاولة والخطأ» لمعالجة الضمور الذي منيت به كرة القدم السعودية على مستوى مختلف مشاركاتها الخارجية، منذ نكسة منتخبنا السعودي الأول لكرة القدم في مونديال 2002 حتى تاريخه، كم مضى من السنين في مسلسل هذا النوع من التجارب، دون أن تسترد كرة القدم السعودية ولو بعض بعض عافيتها حتى على مستوى أدنى المنافسات الخارجية؟!. وكم هي ملايين الملايين من الريالات والدولارات التي أهدرت ولاتزال في تجارب «المحاولة والخطأ»، التي لا علاقة لها بنظرية العالم الأمريكي «ثور ندايك»، بل هي خاصة بمحاولة استعادة «هوية منتخبنا -اللي كان-»، والتي تمثلت فيما كان له من هيبة استمدها مما سطره بماء الذهب في تاريخ البطولات والإنجازات على مستوى مختلف المنافسات الخليجية والعربية والقارية، إلى جانب تأهلاته ومشاركاته «المشرفة» على مستوى مونديالات كأس العالم. ذلك ما كان من تاريخ حافل بالأمجاد التي قدمها آنذاك «منتخبنا اللي كان» على أرض الواقع في مختلف المحافل الرياضية، قبل أن تتحول بعد «الانتكاسة والضمور»، إلى مجرد مواد وثائقية في «أرشيف إعلامنا الرياضي»، يتم اجترار عرضها في «حكاية» كان يا ما كان، كلما لاح موعد «محاولة جديدة» في مسلسل محاولات استعادة «هوية منتخبنا اللي كان»، عن طريق من يتم اختيارهم وترشيحهم لتمثيل المنتخب «الحالي»، وقياسا على نجوميتهم واستبسالهم مع فرق أنديتهم في مختلف المنافسات، يعول عليهم بعد الله أن يكونوا في مستوى هذه الثقة والتشريف، وأهلا لهذه المهمة الرياضية الوطنية، وحرصا على استعادة ما كان لكرة القدم السعودية من صيت وهيبة، وتمكنا في تجديد أمجادها وتفانيهم في محاكاة ما يشاهدونه في تلك التسجيلات الوثائقية من تضحيات أشاوس «منتخبنا اللي كان» وما كانوا عليه من بذل وفدائية، وكيف كانت تمتزج أتربة وعشب الملاعب التي كانوا يحرثونها بأقدامهم وإقدامهم، بعرقهم المسفوح عشقا وانصهارا في سبيل إعلاء راية وطنهم من خلال هذه الرسالة التي حملوها والمنتخب الذي تشرفوا بتمثيله... إلخ. لكن هيهات وألف هيهات أن ترتجي من نجوم أنديتنا في ظل «احترافنا المنقوص» أي بصيص من محاكاة لما قدمه أشاوس «منتخبنا اللي كان» فضلا عما حققوه لرياضة الوطن من سمعة وإنجازات. فنجوم أنديتنا اليوم وللأسف الشديد، لم يعد يعني لهم المنتخب شيئا مما يعنيه لهم هوسهم «بينابيع» الأندية التي حولتهم إلى صفقات مليونية، وفكر احترافي لا شيء فيه إلا نهم العقود والمزايدات وتغليب الخاص على العام. وها هو منتخبنا السعودي «لذوي القدرات الخارقة» يبهر العالم ويحقق للوطن كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، ليعيد لنا تلك الروح والإخلاص التي كان عليها أشاوس «منتخبنا اللي كان»؛ ذلك لأن هؤلاء النجوم لم تصبهم «لوثة الملايين»، فما الذي قدمنا لهم مما نغدقه على نجوم نستقطبهم للمنتخب أجسادا بينما أرواحهم في «ينابيع أنديتهم»؟!.. والله من وراء القصد. تأمل: ومن الناس أصناف إذا صادفوا الغنى تعالوا على أقوامهم وتعظموا. فاكس: 6923348