بدأ سامي بن عبدالله الجابر مشواره الرياضي عام 1986م عندما نجح الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بإقناع والده بتسجيله في نادي الهلال، وكان الأخير يرفض في البداية فكرة تسجيل ابنه في أي ناد رياضي، كان يريده أن يكمل مشواره التعليمي. في ذلك الوقت كان لسامي شقيق أكبر يلعب في فريق النصر واختير غير مرة للمنتخبات السنية، كان خالد الجابر مشروع لاعب جيد، لكن رفض سامي فكرة اللعب مع شقيقه وإصراره على التسجيل في النادي المنافس آنذاك، أغضب النصراويين من خالد الجابر الذي تحول بعد سنوات إلى الإعلام المقروء. لم يكن هناك من يتنبأ بأن الشاب النحيل الذي قطع في مكتب رعاية الشباب بالرياض - وهو يمضي بحروف اسمه الأولى في كشوفات نادي الهلال - أول خطوة في طريق طويل سيكون واحداً من عظماء كرة القدم في التاريخ، وأنه سيدون اسمه بجانب أربعة نجوم عالميين آخرين في قائمة المشاركين في أربعة مونديالات والتسجيل في ثلاثة يفصل بينهما 12 عاماً. بدأ سامي اللعب مع فريق الشباب، لكن عيني الصقر كانت تراقبان تدريبات الفريق الأول، كان ينتظر الفرصة، وفي نفس الوقت كان مدرب الفريق الأول موسم 1989 خوسيه كندينو يراقب اللاعب الصغير بصمت، كان المدرب الشهير يقرأ في حركات سامي وسكناته أشياء لا يدركها إلا المبصرون في أسرار كرة القدم، وفي لحظة تاريخية مفصلية في تاريخ اللاعب استدعاه كندينو للعب مع الفريق الأول، ومن فرط الفرحة والدهشة لم تكد قدما اللاعب تحملانه، لعب سامي مع الكبار بجانب صالح النعيمة والدايل والتخيفي والهذلول والثنيان والمصيبيح والحبشي وغيرهم من الأسماء المرصوصة كاللولؤ في عقد نادي الهلال الشامخ، وفي أول مواسمه كان يلعب مباراة ويغيب أخرى، في ذلك الموسم شهد سامي الفوز الكبير على النصر بثلاثية المدافعين الشهير على ملعب جدة، في الموسم الذي يليه كان سامي الجابر يدشن أول ألقابه الشخصية بالفوز بلقب هداف الدوري السعودي، وكان فريقه أيضا يكتب سطراً جديداً في رواية بطولاته الخالدة التي لم تعرف التوقف، كان سامي الجابر ينسج في تلك الأثناء خيوط نجوميته، حتى غدا بعد مواسم تعد على أصابع اليد الواحدة نسيجا وحده لا ينازعه في النجومية أحد ولا يقترب من أمجاده مقارب. مرت الأيام يطوي بعضها بعضا، وحقق سامي من الألقاب والبطولات أرقاماً قياسية لم ينافسه عليها إلا نجوم بحجم يوسف الثنيان ومحمد الشلهوب ومحمد الدعيع، لعب سامي الجابر في أربعة مونديالات، وهو إنجاز صعب على كبار نجوم كرة القدم في العالم، كان سامي لا يتوقف عن الإنجازات إلا لتحقيق الإنجازات!! كان سامي يحقق الإنجازات، وكانت هناك آلة إعلامية تنال منه وتقلل من شأنه وتحاربه، وتسعى لإيقاف مشواره الكروي، لكن سامي كان يملك حصانة كافية، كانت لاعبا مختلفا لا تهزه الأقاويل، ولا تؤثر فيه الزوابع، سار حتى حقق كل أهدافه وبنى مجدا يحاكي أمجادا... حتى وضع عصاه وآثر أن يستريح قبل أربعة مواسم ونيف. مر سامي بتجربة إدارية، وتجربة أخرى في جهاز تدريبي فرنسي، قبل أن يعود من جديد إلى معشوقه ومصنع نجوميته نادي الهلال، ولكن بقبعة التدريب هذه المرة، وهنا لا أخفي أني كنت خائفاً على سامي من تجربة صعبة مع فريق لا يعرف التثاؤب، كنت أتمنى أن يؤجل سامي مشروعه حتى يكسب الخبرة اللازمة.... ولكن عندما أعود لقراءة تاريخه الطويل أدرك اننا مع رياضي مختلف، ونجم لا يقارن، وشخص يعرف كيف يتجاوز الصعاب، وكيف يطوع المشاكل لمصلحته بطريقة لا يجيدها إلا قلة. * * يعود سامي الجابر مع باب آخر.... كان النجاح ديدنه والتفوق عادته!! ولننتظر مشواره القادم... وكيف يكون!! مراحل... مراحل * * بعد خط مفاوضات طويل مليء بالعراقيل والشروط يجدد اللاعب عقده، أو يوقع وثيقة الانتقال ثم يصرح للإعلام بكل برود: لم أكن أجد نفسي خارج هذا النادي/ هذا النادي طموحي منذ الصغر!! * * يوقع اللاعب أو يجدد عقده ثم يقول: وقعت لهذا الفريق لأني واثق بأني سأجد فرصتي فيه.... (يعني صعبة العب في الأندية الأخرى). * * أهم خط يجب أن يعززه الهلال هو خط الدفاع... في الموسم الأخير خسر الفريق الكثير بأخطاء مدافعيه!! * * حاجة الفريق أهم من الأسماء... في مواسم ماضية نجحت بعض الأندية في تسجيل اسماء بارزة بمبالغ مرتفعة ولم تحقق منها أي فائدة، في المقابل سجلت أسماء غير مشهورة بمبالغ زهيدة وحققت نجاحات لافتة!! * * مجاملة بعض الأسماء واستمرارها على حساب الفريق - أي فريق - من أجل فلان وخاطر فلان لن يكون في صالح الفريق... وتجارب المجاملة في الماضي لا تحتاج إلى تذكير. * * فارق الطموح... ناس تحتفل ببطولات، وناس تحتفل بتسجيل لاعب!! [email protected] aalsahan@ :تويتر