أقيمت البارحة الندوة النقدية في ملتقى الشعر الخليجي تحت عنوان «القصيدة المعاصرة في ظل المتغيرات الحديثة»، أدارها الدكتور حامد الربيعي بمشاركة عدد من الأدباء لمناقشة أوراقهم النقدية حول عدد من المواضيع، إلا إن إحدى الأوراق عن مظاهر اللغة في عسير من حيث الألفاظ لاقت اعجاب الجمهور في نقدها. وبدأت الدكتورة لمياء باعشن الندوة بمناقشتها لعدد من أبيات قصائد الشاعر جاسم الصحيح، وسرد عدد من الجوانب التي كان يثيرها في دوايينه الشعرية، وقسمتها إلى ثلاثة أقسام الأول في الجانب السياسي، حيث رأت بأنها تشتمل على القصائد الوجدانية والانتماء الوطني، وعن العراق والحال الذي تعيشه، بالإضافة إلى قصيدته عن محمد الدرة، وعلى الصعيد الثاني الاجتماعي، ورأت بأن الشاعر جاسم الصحيح لديه قصائد تحدثت عن اكتشاف النفط، وتعمقت في قصيدته «المرايا المشوهة»، أما في القسم الثالث فكانت في الأدب والفن، ورأت بأن لديه قصائد عديدة حكت واقع الحداثة والفضائيات. وبدوره تحدث الدكتور محمد المهري في ورقته النقدية عن التحولات التي مر بها العالم العربي منذ عام 2011، مبينا أنها أوجدت بيئة خصبة للمبدعين من الشعراء، إلا أنه يرى بأن صدمة الربيع العربي كان لها تأثير مباشر على الشاعر والقصيدة، لافتا إلى ما تم رصده في سلطنة عمان من نصوص فازت بالمسابقات الشعرية من جيل الشباب، كانوا قد تأثروا بهذه المرحلة، مشيرا إلى أن الشاعر العماني كفر بالربيع العربي، والكثير منهم عاد إلى الذات، من جانبه، تحدث صالح زياد عن أن التغير والتغيير علاقة نشأ عنها الشعر، مضيفا أن الشعراء في حقبة زمنية يختلفون عن غيرهم، ومن الطبيعي أن تختلف وتتنوع قصائدهم، متسائلا هل يمكن أن يكون هناك شعر بلا تغيير ؟، أو بالأحرى هل يؤثر الشعر في متغيرات الواقع، مبينا أن هذا الأمر جعل الشاعر يقع تحت تحكم الواقع في القصائد، كما أشار إلى أن القصيدة المعاصرة أبرزت مفهوم الحرية، وجعلت من الشاعر التقليدي غير مثقف، كما أن المدرسة الرومانسية كان لها موقف من التقدم والتطور. وفي آخر مشاركة في الندوة كانت ورقة أحمد التيهاني في سرده لعدد من الأبيات الشعرية في بيئة منطقة عسير، أكثر ورقة تفاعل معها الجمهور، حيث أبرز مظاهر اللغة في عسير من حيث الألفاظ واكتساحها للقصيدة بشكل جمالي ومبدع، مع تضمنها للقوالب الشعرية المميزة، كأن يذكر «أمصبايا» فيقصد بها الصبايا، معتبرا أنها أكثر عمقا في التعبير عن الجمال المطلق، ولفظ «الخبزة الحالية» والتي قد يفهم منها أنها كثيرة الحلى، ومعناها في اللهجة الجنوبية الخبزة التي قدمت ولم تنجز عجينتها، كما تطرق إلى كثير من الإيحاءات اللفظية التي جعلت من الشاعر في تلك البيئة يعيش في قصائده على الايحاءات اللفظية، مشيرا إلى أن لغة الأرض الناجمة عن التخلص من المعجم التراثي في القصيدة هي الفكرة المحورية التي قام بالتركيز عليها.