أقام ملتقى الشعر لدول مجلس التعاون الخليجي، الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام بالشراكة مع نادي الطائف الأدبي، فعاليتين ثقافيتين، كانت الأولى عبارة عن أمسية نقدية لمناقشة موضوع "القصيدة المعاصرة في الخليج في ظل المتغيرات الحديثة"، أدارها الدكتور حامد الربيعي. وشارك فيها كل من الدكتورة لمياء باعشن، ومحمد المهري من عمان، والدكتور صالح زيّاد الغامدي، وأحمد التيهاني، حيث تناولت الدكتورة لمياء باعشن في حديثها التجربة الشعرية للشاعر جاسم الصحيّح، ثم تحدث محمد مسلم المهري من سلطنة عمان القصيدة الشعرية في سلطنة عمان من عدة محاور (الوطن، والوحدة العربية، والعودة إلى الذات)، واستشهدت بعدد من القصائد الشعرية، فيما ذهب الدكتور صالح زيّاد إلى العلاقة المتسارعة بين الإنسان والزمن، وقال إن القصيدة الشعرية الحديثة هي قصيدة معاصرة، تنطوي على التغيير، ومن دون تغيير فليس هنالك شعر، مشيراً إلى أن الشعراء في حقبة زمنية محددة يختلفون عن غيرهم في حقبة أخرى، وهذا مصدر التنوع بينهم، وكذلك بروز ظاهرة تحرر القصيدة من الواقع.. ثم تساءل زيّاد قائلًا: هل يؤثر الواقع بمتغيراته الحديثة في الشعر أم العكس؟! منوهاً بأهمية أثر المتغيرات النفسية في الشعر بصفة عامة، مستعرضاً أهمية الوعي في الحياة بصفة عامة ودور الشعر ذلك إيقاظه، كما ركز في أهمية التغيير وهو ما يميز الشعر من غيره من الفنون الإبداعية، مستشهدا ببعض روّاد الأدب في المملكة كالناقد عبدالله الغذامي، وعزيز ضياء، ومحمد حسن عواد، وحمزة شحاتة، وسعد البواردي، وغيرهم. وكذلك بروز مفهوم الحرية في القصيدة الحديثة، ذلك بسبب الانفتاح وتطور التعليم، مشيراً إلى أن الشاعر التقليدي يعتبر غير مثقف، وليس الشاعر التقليدي هو من يكتب القصيدة العمودية فقط، وختم الجلسة النقدية الأديب أحمد التيهاني الذي قدم ورقة نقدية تناولت ظاهرة " لغة الأرض الناجمة عن التخلص من المعجم التراثي في القصيدة الحديثة واللغة الجديدة لدى شعراء الاستقرار في الجزيرة العربية"، واختار شعراء عسير أنموذجا، كما استعرض عددا من قصائد محمد زايد الالمعي، وزاهر بن عواض الألمعي، حيث توجد مثلا ألفاظاً لغة باقية من اللغة الحميرية كما نجد في قصائد الشاعر إبراهيم طالع الالمعي، وكذلك ديوانه "سهيل أم يماني"، وقصيدته "أم صبايا"، ثم ختمت الجلسة بعدد من التعقيبات والمداخلات. تلا ذلك أمسية شعرية شارك فيها كل من الشعراء حسن السبع وملاك الخالدي من الكويت، وصلاح دبشة من الكويت، وشمسية النعماني من عمان، وأدراها الزميل فهد الشريف، وتناوب الشعراء على إلقاء عدد من القصائد الشعرية متنوعة الأغراض والبحور والشعرية والمدارس الشعرية، ما أضفى جمالاً وتجديداً على فعاليات الأمسية. وفي نهاية كل أمسية من الأمسيتين اللتين أقيمتا في قاعة المؤتمرات بفندق ميرديان الهدا بالطائف، كرّم مدير عام الأندية الأدبية بالمملكة، الأمير سعود بن محمد آل سعود، ورئيس نادي الطائف الأدبي الثقافي عطا الله بن مسفر الجعيد المشاركون بدروع تذكارية.