قال وكيل كلية التربية بجامعة المجمعة جبر بن ضويحي الفحام: إن الدبلوماسي الشاعر محمد الفهد العيسى غاب عن الدراسات النقدية في مشهدنا الثقافي المحلي، مما يجعل العيسى بحاجة إلى مزيد من الدراسات النقدية التي تحتفي بمسيرة شعرية تستحق البحث والاهتمام من قبل الباحثين.. جاء ذلك خلال الأمسية التأبينية التي أقامها نادي الرياض الأدبي الثقافي مساء أمس عن سيرة العيسى الشعرية، والتي استعرض خلالها المداخلون جوانب متعددة ومتنوعة عن الشاعر، كان من أبرزها القدرة على التجديد، وريادته في كتابة القصيدة الغنائية، والصورة الابتكارية التي صعنها.. قدم لهذه الأمسية عضو مجلس إدارة النادي عبدالله بن سالم الحميد.. والتي شهدت مداخلات لعدد من أسرة وأقرباء فقيد المشهد الوطني والثقافي. كم استعرض الفحام مسيرة الشاعر، والتي استهلها بتنقل العيسى مع أسرته وحرصه على إتمام دراسته وانتقاله بعد ذلك إلى الجانب الوظيفي بدءاً بمحافظة جدة ومنها إلى مكةالمكرمة ثم الطائف مستقراً فيها فترة طويلة بصحبة أسرته آنذاك، متتبعاً المحاضر جملة من الوظائف التي عمل بها العيسى بعد ذلك في الطائفوجدة ومنها إلى الرياض، ليبتعث بعدها إلى مصر للدراسة عائداً بعدها للعمل الوظيفي من جديد وصولاً إلى عمله في مجال السلك الدبلوماسي سفيراً للممكلة في عدد من الدول. أما عن مسيرة الشاعر الإبداعية فقد اعتبر المحاضر أن الشاعر لا يُعد لديه من شعراء القصيم، وإنما من شعراء الحجاز استناداً على تجربته الشعرية، ومتطرقاً إلى جده ومثابرته التي انعكست على فنه الإبداعي الشعري، رغم اتصافه بلين الجانب وحسن الطبع، ووفائه لكل من عرفه سواءً في مجال العمل وفي الجانب الإبداعي، متخذاً من ديوانيّه الأولين "ليديا" و"على مشارف الطريق" منطلقاً للحديث عن تجربة العيسى الشعرية، التي غلب عليها في هذين الديوانيين الوجدانيات. كما تطرق الفحام إلى جانب الكتابة الصحفية لدى العيسى والتي تمثلت في كتابة المقالة وكتابة القصة إلى جانب ما كتبه من قصائد عامية وقام بنشرها في عدة صحف محلية، بأسماء مستعارة كان منها: الفهد التائه، وسليم ناجي، والحطيئة، و"بدوي الدهناء" التي وصفها المحاضر بغزارة النشر، والتي تتطلب جهدًا من قبل الناقدين في جمعها ومن ثم دراستها دراسات نقدية، عطفاً على ما تضمه من تنوع أدبي بين السرد والشعر والمقالة. ومضى المحاضر مقسماً تجربة العيسى الشعرية إلى قسمين، الأولى تمثلت في تجاربه الشعرية خلال فترة شبابه التي انشغل عنها فيما بعد عن الشعر بالعمل الوظيفي، ليعود إلى نشر قصائده مرة أخرى خلال فترة إقامته بمحافظة الطائف. وعن السمات الشعرية التي تميز بها شعرالعيسى في المرحلة الثانية، قال عنها الفحام: تميزت التجربة الشعرية لدى العيسى بسبب الجرأة في تناول الموضوعات التي يطرحها في قصائده، والتجديد في الموسيقى الشعرية، إلى جانب التجديد في بناء القصيدة وطريقة كتابتها وتجزئة بحورها، إضافة إلى الصورة المبتكرة التي يتفرد بها الشاعر في كتابته للقصيدة، ورقة الألفاظ وسلاستها، والقدرة على بث لغة إيحائية، والبعد عن التكلف والإغراب، إضافة إلى تقليده وتأثره بالاتجاه الرومانسي وشعرائه، واصفاً المحاضر القصيدة لدى العيسى في هذه المرحلة بأنها تمثل مرحلة النضج والإبداع، التي تخلص فيها من تقليد شعراء الاتجاه الرومنسي، مكتسباً بسبب ذلك المزيد من التجديد جامعاً بين الأصالة والتجديد، والوضوح الفلسفي ليصل لمرحلة تملي القصيدة موضوعها عليها. أما عن الظواهر الشعرية عند العيسى فأضاف الفحام أن الارتقاء بقيم الحب، والغزل العذري لدى العيسى أبرز الظواهر الدلالية لديه، إضافة إلى دلالة الانتكاسة في الحب، وعدم حديثه في قصائده عن مشاعر الأنثى فيما يكتب، وربط الحب بالطبيعة، والقلق والاغتراب الممتد كثيراً في قصائده.. مختتماً حديثه بالعديد من مقولات العيسى عن الشعر، التي يرى أن أعذب الشعر أصدقه، وأن القصيدة إن كتبت فيجب ألا يتم التعديل عليها عند العزم على طباعتها في ديوان، رافضاً إهمال الوزن عند كتابة القصيدة. عدد من الحضور يقتنون إهداءات من إصدارات العيسى