اعترض أحد المحتسبين الحاضرين في الندوة النقدية التي أقيمت ضمن فعاليات «ملتقى الشعر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، الذي اختتم مساء أمس في الطائف، على صعود الدكتورة لمياء باعشن إلى المنصة. وطالب المحتسب، مدير الأمسية الدكتور حامد الربيعي، بنزول باعشن من المنصة، قبل أن يتدخل أعضاء من اللجنة المنظمة ويطالبونه بالخروج من القاعة. وشارك في الندوة التي أقيمت مساء أمس الأول، إلى جانب باعشن، كل من الدكتور صالح زياد الغامدي، والدكتور محمد المهري، وأحمد التيهاني. وناقشت تأثير المتغيرات الحديثة في الشعر العربي. وبدأت الدكتورة لمياء باعشن الندوة متحدثة عن ظاهرة أوجه الآثار التي تركتها المتغيرات الحديثة في شعر جاسم الصحيح، قائلة إنه تفاعل مع الأحداث الكبرى وتقمصها، مضيفة أنه صدر للصحيح 10 دواوين على مدى 18 عاماً. وقدمت باعشن قراءة نقدية لتأثير هذه الظاهرة في 3 دواوين للصحيح صدرت على فترات متباعدة، وهي دواوين: «ظلي خليفتي عليكم»، «نحيب الأبجدية»، و «ما وراء حجرة المغني»، مشددة على أن الآثار التي ظهرت على هذه الدواوين تتمثل في الأحداث السياسية التي عاصرتها. من جانبه، تحدث العماني الدكتور محمد المهري في ورقته النقدية، عن التحولات التي مر بها العالم العربي منذ عام 2011م، وآثارها في النصوص الشعرية التي فازت في مهرجان الشعر العماني الثامن، وعددها 5 نصوص، وجد من خلالها أن الشاعر العماني الشاب لم يعد يؤمن بالربيع العربي، لأنه نظر إلى ذلك من 3 محاور، أولها: الوطن، والثاني: الوحدة الإسلامية، وثالثها: الذات. أما الدكتور صالح زياد الغامدي، فقدم ورقة نقدية حول القصيدة المعاصرة في ضوء المتغيرات الحديثة، واصفاً القصيدة الحديثة بأنها معاصرة، وقال إن الشعراء في حقبة زمنية يختلفون عن بعضهم بعضاً، وقد نجد شاعراً مغنياً عن غيره. وتساءل الغامدي: هل يؤثر الواقع الحي بمتغيراته في الشعر، أم هل يؤثر الشعر في متغيرات الواقع؟ وهل يمكن أن يكون هناك شعر بلا تغيير؟ وقدم إجابات عن تلك الأسئلة تشدد على وجود التغيرات وتأثيرها على الشعر الذي يعتبر انعكاساً للواقع. وقال إن هناك تسارعاً في التجربة الشعرية التي تعكس الواقع بحركيته المستمرة المتغيرة، وما شاهدناه من «تغريدات» علي الدميني، و»خادمة» الهنوف محمد، في هذا الملتقى هو قراءة لواقع، والمتأمل في تلك النصوص يقرأ أبعاداً اجتماعية في تلك النصوص تحكي عن الواقع، متهماً الشاعر التقليدي بأنه غير مثقف. في حين قدم أحمد التيهاني ورقة نقدية حول «لغة الأرض»، والتخلص من المعجم العربي في قصائد بعض شعراء منطقة عسير، وقال: تلك اللغة غرست في الذاكرة الجنوبية فورثتها أجيال وبقيت محفورة في ذاكرة القلة، ولكن المعجم التراثي لم يستحضر منها شيئاً، إلا أن الشعراء المجددين استحضروها فأخرجوها لأنها لغة فصيحة ذات دلالات لغوية عميقة ومعانٍ لا يفهمها إلا من وعى البيئة الجنوبية، وضرب أمثلة مثل «أم صبايا» وهي المرأة الجميلة، «الخبزة الحالية»، موضحاً أنها تعني ظاهرياً الخبزة الممزوجة بالسكر، ولكن في المعنى الجنوبي تعني الخبزة العاجلة. وشهد أمس الأول أيضاً إقامة أمسية شعرية بعد النقدية، أدارها فهد الشريف، وشارك فيها الشعراء حسن السبع وشميسة النعماني وخليف الشمري، تناوبوا على إلقاء نصوصهم خلال الأمسية، وألقى السبع قصائد: «هامش على المتن»، و»غزية»، و «نصف الضجيج»، وقدمت النعماني نصوص «طواف»، و»لا تمت مثلهم»، فيما قرأ الشمري قصائد «احتاج عمر» و»رسالة إلى أبينا حاتم الطائي»، و»أفيقي»، و «أرصفة الأيام». وبعد انتهاء الأمسيات، انتقل الشعراء والحضور إلى قرية الكر، وشاركوا فرقة الجنوب في عروضها التي قدمتها ضمن مسابقة «الطائف سما للفنون الشعبية»، المقامة في منتجع الكر الترفيهي. وقدمت الفرقة ألواناً فلكلورية تشتهر بها منطقة جازان، من أبرزها «الدمة»، «العرضة»، «السيف»، «الربش».