تستقبل المملكة اليوم، بالحفاوة المستحقة، الرئيس عبدالفتاح السيسي تأكيدا وتعبيرا عن التقدير لمكانة مصر وقيادتها في التصدي للتوجهات الفكرية المتطرفة الحاضنة للإرهاب وما ينتج عنه من أعمال ومؤامرات تستهدف سلامة الوطن وتهديد استقراره وزعزعة أمن مواطنيه. وهذا الموقف الذي تعكسه هذه الحفاوة قد أكدته المملكة ورسخت معانيه ودلالاته في مبادرتها للوقوف إلى جانب مصر ضد كل من يهدد أمنها واستقرارها، فالمملكة حين بادرت إلى دعم القيادة المصرية الملبية لرغبات شعبها والمعبرة عن إرادته إنما تخدم مصالح الوطن والحفاظ على مكتسباته وضمان حماية مسيرة التنمية من أي مهددات لأن هدفها الأساسي هو الإنسان. وقيمة مصر ومكانتها ليست موقفا سياسيا أو قوة عسكرية أو ثقلا أمنيا فقط، بل هي فوق ذلك، متجذرة في الضمير والوعي العربي بقيمتها الفكرية وحضورها الثقافي وتأثيرها الإعلامي وحجم سوقها الاقتصادي.. ووقوف المملكة معها توجبه المصلحة الوطنية فضلا عن معاني التضامن الأخوي ونصرة الحق الأخلاقي. فإذا احتفت المملكة اليوم بزيارة الرئيس السيسي فهي تؤكد موقفها وسياستها الثابتة تجاه مناصرة السيادة المصرية، التي عبر عنها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- منذ اللحظات الأولى لقرار الجيش المصري في الاستجابة لإرادة المصريين وحماية وطنهم مما يخطط له أعداؤه.