ثمّن النائب الأول لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية لمصر في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد حالياً، مؤكداً أن الشعب المصري لن ينسى هذا الدعم. وأكد الفريق السيسي خلال لقائه أمس برجال المنطقة المركزية بحضور وزير الداخلية محمد إبراهيم وعدد من قيادات الشرطة، «أن للشعب المصري إرادته الحرة في اختيار من يشاء ليحكمه»، مؤكداً أن القوات المسلحة والشرطة سيظلان أمناء على إرادة الشعب في اختيار حكامه. وأوضح أنه لم يتم التنسيق أو التعاون خارجياً مع أي دولة في الشأن المصري، وأن المصلحة العليا للوطن تقتضي وضع مصلحة مصر وأمنها القومي فوق كل اعتبار. كما وجّه السيسى رسالة إلى أنصار النظام السابق، وقال: «مصر تتسع للجميع، وإننا حريصون على كل نقطة دم مصري»، ودعاهم إلى مراجعة مواقفهم الوطنية وأن يعوا جيداً أن الشرعية ملك للشعب يمنحها لمن يشاء ويسلبها متى يشاء، وأن حماية الدولة ستبقى أمانة في أعناق الجيش والشرطة والشعب المصري. إلى ذلك، نوّه وزير خارجية مصر نبيل فهمي بتصريح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في شأن الأحداث الجارية في مصر، كما اعتبر السفير المصري لدى المملكة عفيفي عبدالوهاب توجيه خادم الحرمين بإرسال ثلاث مستشفيات إلى مصر «امتداداً للمواقف المشرفة للمملكة تجاه بلاده في أزمتها». وقال الوزير فهمي في مقابلة مع التلفزيون المصري نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، تعليقاً على موقف خادم الحرمين تجاه مصر: «إن هذه الرؤية تأتي من قامة عربية كبيرة، لها جذور في العالم العربي وتحمل العديد من الرسائل، حيث تدين الإرهاب وتحذر من التدخل في الشأن المصري». وأكد أن أحداث العنف التي وقعت أخيراً، غيرت الموقف تماماً في شأن الأوضاع في مصر منذ 30 يونيو الماضي، معرباً عن استغرابه لصمت المجتمع الدولي عن إدانة أعمال الإرهاب من جماعات العنف، مشيراً إلى أنه بعد أحداث العنف «فإن القضية تغيرت تماماً، إذ لم تعد قضية حوار سياسي بل أصبحت تهديداً للأمن القومي المصري». إلى ذلك، أشاد سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية عفيفي عبدالوهاب، بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المسؤولة تجاه مصر وشعبها. وقال السفير عفيفي في بيان صحافي أمس: «إن تصريح خادم الحرمين الشريفين في شأن الأوضاع في مصر، والذي حذر فيه من التدخل في الشأن المصري، وأن مصر تتعرض لكيد الحاقدين لضرب وحدتها وزعزعة استقرار دولة بحجم مصر ذات المكانة الكبرى عربياً وإسلامياً ودولياً، جاءت لتمثل أكبر دعم لمصر في ظل ظروف دولية وإقليمية وداخلية أصبحت تهدد الأمن القومي المصري في شكل غير مسبوق». وأشار السفير المصري إلى ردود الفعل الإيجابية لهذا التصريح القوي والحاسم من قطاعات الشعب المصري «الذي يبادل خادم الحرمين وشعب المملكة العربية السعودية حباً بحب». وأضاف: «إنه استمراراً لمواقف خادم الحرمين الشريفين المسؤولة جاء الأمر الملكي بإرسال ثلاثة مستشفيات ميدانية بكامل تجهيزاتها مساندة للشعب المصري في ظل هذه الظروف، لتخفيف الضغط على المستشفيات المصرية وهيئة الإسعاف»، مؤكداً أن تلك المواقف والمبادرات المشرفة من خادم الحرمين الشريفين، والتي جاءت في توقيتها تماماً تجاه مصر وشعبها تأتي متسقة مع مواقف ملوك المملكة منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز، كما أنها تتسق مع ما يعرف عن خادم الحرمين الشريفين من غيرته على أمته العربية والإسلامية، ومبادراته الإنسانية المعروفة تجاه شعوب العالم.