يعمد كثير من الناس إلى دفع زكواتهم إلى كل من اعتقدوا ضعف أحوالهم وافتقارهم لمجرد النظر في الملامح والملابس وغيرها من المظاهر، دون التأكد من وضعهم الحقيقي وحالتهم المادية، وخصوصا زكاة الفطر التي يدفعها البعض إلى المتسولين أو يلقونها على أبواب البيوت الشعبية دون تأكد وتحر للمستحقين الفعليين للزكاة. فقد حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، من إعطاء الزكاة للمتسولين في الشوارع كالذين يقفون عند الإشارات لأن فيه اعانة لهم على وضعهم السيئ مع قدرتهم على الاكتساب، لافتا إلى أن هؤلاء لا يعانون على باطلهم، إلا أنه أجاز إعطاء الزكاة للمتسولين في المساجد إذا تم التأكد من حالهم أما إذا شك المتصدق في حالهم فيعطيهم من الصدقات العامة. أما عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع فقال: لا شك أن زكاة الفطر واجبة وينبغي أن تخرج في وقتها وأدائها لأصحابها. إذا أوكل أمرها لمن ليس أهلا للثقة فإنها لا تعتبر زكاة وإنما تعتبر صدقة ولا تبرأ ذمة المزكي بذلك. لذلك أطالب الإخوان للعناية بها عناية تامة. من جانبه، أوضح عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للفتوى والمستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق أن البعض يجتهدون في جمع المال ولا يجتهدون في توزيع زكواتهم، وقال: لا شك أن هذا العمل خطأ وعلى المسلم أن يجتهد في إيصال الزكاة إلى مستحقيها. وهذا المال الذي شرفهم الله به لا بد أن يجتهدوا ويبحثوا عن أهله المستحقين له، وما يفعله بعض الإخوة من التسرع في توزيعها على الذين يسألون الناس في المساجد وقد تبين أن بعضهم أغنياء، فهذا من الخطأ ومن الكسل الذي يدفعهم لذلك. وأضاف: الإنسان إذا كانت لديه زكاة عليه أن يبحث عن المستحق ويجتهد في البحث فكلما وضعت الزكاة في موضعها كان ذلك أبرأ للذمة وأكثر للأجر. كما أن بعض المسلمين تحول زكواتهم قبل رمضان ثم يؤخرونها حتى رمضان لإدراك فضيلة الشهر فهذا خطأ ولا يجوز للمسلم أن يؤخر الزكاة عن الحول الواجب.