أشار الصديق خالد السليمان، في مقاله يوم أمس، إلى ساعة رولكس رصدتها العدسة على معصم الخليفة الداعشي، وقطع السليمان بأنها «ساعة مزيفة على يد خليفة مزيف»، وإذا لم يكن هناك شك في زيف هذا الخليفة الداعشي، فإن القطع بزيف الساعة التي تحيط بمعصمه موضع نظر، ذلك أن بوسع هذا الخليفة الزائف أن يتخذ ساعة مزخرفة بالألماس لو شاء، فليس هو بالرجل الزاهد، كما أن من يقدمون له أسلحة وذخائر بمئات الملايين لن يتأخروا عنه أو يخذلوه لو «اشتهى» عليهم مثل تلك الساعة المرصعة بالألماس، والتي تبدو ساعة الرولكس التي استكثرها عليه صديقنا السليمان ساعة متواضعة لا تليق بمقام الخليفة الداعشي. وليس بمستغرب أن يعنى الخليفة الداعشي بساعته، فيختار أكثر الساعات دقة ما دام بصدد تنفيذ أجندة محددة وفي مواقيت معينة يتوجب عليه اتباعها خطوة خطوة، فيعرف بالدقة متى يتحرك من القائم في سورية، ومتى يدخل الموصل في العراق، ومتى يهاجم مصافي النفط، ومتى يتراجع عن تكريت، خليفة داعش منتدب لتنفيذ سياسة محددة وعليه مثل أي موظف منتدب أن ينهض بالمهمة التي تم انتدابه من أجلها؛ لكي لا يتم استبداله بخليفة آخر أشد انضباطا وأكثر وفاء بمتطلبات المهمة التي انتدب لإنجازها. لا يكفي أن تكون ساعة الخليفة الداعشي مجرد ساعة لمعرفة الوقت، ذلك أن المفترض فيها أن تكون قادرة على رصد المسافة التي من المسموح له أن يعبرها ومعرفة الحدود التي ينبغي عليه ألا يتجاوزها، والتواصل مع الجهات التي تزوده بالمعلومات والجبهات التي تشن عليه الحرب في العلن وتقدم له الدعم في السر، ساعة الخليفة الداعشي التي رصدتها العدسة أثناء خطبة صلاة الجمعة هي الساعة التي تحدد مواعيد يقظة الخليفة حين يجاهد لإقامة دولة العراق والشام، ومواعيد نومه حين يحلم بثلاث عشرة ولاية تتكون منها دولة الخلافة. ساعة الخليفة الداعشي هي التي حددت عشر دقائق لخطبتي صلاة الجمعة يكون خلالها في حمى من يعمل على تنفيذ خططهم، ليعود بعدها ثانية للاختفاء على موعد للظهور حينما تحدد تلك الساعة المكان والزمان الملائم والآمن لظهوره، فإذا كان ذلك كذلك لم يكن لتلك الساعة أن تكون زائفة حتى وإن كانت في يد أشد الخلفاء زيفا ونفاقا ومتاجرة بالدين.