اختزل العم سامي محمد باحيدرة الموظف السابق في الخطوط الجوية السعودية، الحياة في رمضان في الماضي، بأبيات شعرية شعبية، فبعد أن تقاعد الرجل من عمله، بات ملازما لزيارة الأطلال في جدة التاريخية، التي يتوجه إليها بشكل شبه يومي قادما من مسكنه الحديث في شمال جدة، ليجول في مراتع الصبا وأيام الطفولة بين أزقتها ودهاليزها الضيقة. التقته «عكاظ» في شوارع البلد وأبنيته القديمة، وحين سألته عن رمضان وكيفية قضائه في جدة التاريخية، أخرج تنهيدة طويلة وأجاب بالقول: يا ولدي سوف اختصر لك رمضان بأبيات شعرية، توضح ما كنت أعيشه في رمضان وما نفتقده اليوم، بقصيدة شعبية بعنوان «ذكريات زمان» وهي: تذكروا زمان وليالي زمان.. تذكروا زمان يا أهل زمان تذكروا الحارة والجيران.. تذكروا المبيت والروشان تذكرو الديوان ودكة الجيران.. أيام أبويا وأبوك إخوان تذكروا السقا والبازان.. دبش عروسة وحصان معاشر ومنشد كان.. يا عيني على أيام زمان تذكروا رمضان وليالي رمضان.. تذكروا المسحراتي كان ليالي رمضان ليالي هنية.. فيها أطباق شهية.. خشاف ومهلبية.. سقدانة وماسية قطائف وجبنية.. صناعة منزلية.. خذ يا جاري خذ مني هدية.. جاري هو داري وداري هو جاري أيام أبويا وخالي وأخويا وعمي.. الدنيا بخير بخير يا جاري جدة القديمة فيها حواري قديمة.. وبيوت قديمة سكنها ناس عظيمة أصحاب نخوة والله.. وأصحاب شيمة يا عيني على جدة.. جدة القديمة وحين انتهى باحيدرة من إلقاء قصيدة ذكريات زمان، أكد أن هناك كثيرا من الأسر لا تزال تتمسك وتحافظ على العادات والتقاليد الجميلة التي كان يتميز بها أهالي جدة القديمة، مشيرا إلى أن الناس لا زالوا بخير. واستدرك بالقول: ويبدو أن رمضان في جدة فقد جزءا من روحانيته، لدخول الحضارة على المجتمع واتساع المدنية التي باتت مترامية الأطراف، كما أن الترف الذي نعيشه وسهولة الحصول على ما نريد أفقد الشهر الفضيل بعض أجوائه وأهدافه السامية، ملمحا إلى أن رمضان الحالي لم يعد إلا مسلسلات تلفزيونية، ووافدين يحاولون بيع الشهر الكريم دون لون أو نكهة.