لقد أظلنا شهر الخير والبركات ، شهر العطاء الذي تتضاعف فيه الحسنات فاللهم وفقنا لما تحب وترضى فإنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك نواصينا بيدك ماضٍ فينا حكمك عدل فينا قضاؤك . نسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو أنزلته في كتابك أو آثرت به نفسك أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا وجلاء أحزاننا ، فإنك قلت وقولك الحق : ادعوني أستجب لكم ، وها نحن يا الله نتوجه بكل جوارحنا في شهر الخير والبركات شهر الصوم والرحمات بألا تجعل للشيطان على أبنائنا سبيلا وتبعد عنهم أسباب الأذى وتجنبهم الردى. لقد ملأنا الأسى والحزن في أعوام سابقة بما اقترفه المتاجرون ب «الطراطيع» التي أودت ببعض أبنائنا وأطفالنا. ففي هذه الصحيفة بعدد يوم 3 شوال 1434ه نشر خبر على ثمانية أعمدة تحت عنوان يقول نصه : أحرقت مركبتين في محائل عسير الألعاب النارية تقتلع رئة شاب وتصيب 17 في الطائف وقد جاء في الخبر : شاب في العقد الثاني من عمره لقي مصرعه البارحة في منتزه الردف بمحافظة الطائف نتيجة إصابته بألعاب نارية اقتلعت رأسه ، بينما استقبلت أقسام الطوارىء في مستشفيات الطائف 17 حالة بينها 13 حالة في مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف أعمارهم تتجاوز 15 سنة، وخمس حالات في مستشفى الملك فيصل بالطائف نتيجة العبث بالألعاب النارية أيضا. وكان الشاب المتوفى وعمره 18 عاما يعرض مجموعة من الألعاب النارية للمتنزهين ، وانفجرت في وجهه فجأة لتقتلع قنبلة نارية رأسه. أما جريدة «الشرق» فقد نشرت بعدد الاثنين 5 شوال 1434ه بعنوان ضخم نصه: دماء تغطي «الطراطيع» حق ضائع بين جهات غير مسؤولة. ثم عنوان جانبي بعنوان نصه : 43 قتيلا ومصابا في جدةوالطائف وبريدة خلال العيد أي عيد .. وأي فرحة بالعيد ولياليه والطراطيع القاتلة لشبابنا ، وأبنائنا .. يقوم بتسويقها المتاجرون بها من مستوردين ومسوقين في الوقت الذي تصدر الأوامر من مقام وزارة الداخلية في كل عام بمنع السماح ببيع الطراطيع. ولكن السؤال الذي لا بد من طرحه هو : من أين دخلت هذه الطراطيع وكيف يجرؤ المسوقون على عرضها وبيعها في الشوارع جهارا ؟. اللهم ارحمنا وأهلينا، وأبناءنا ما دام أن الجهات المسؤولة لم تستطع أن تقضي على تجار أدوات الموت. السطر الأخير : بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين.