ظل سعيد غراب أسطورة الكرة في بلادنا بلا منازع لما يزيد على عقدين من الزمن حتى جاء ماجد عبدالله فخطف اللقب منه بجدارة واستحقاق حتى تاريخ كتابة هذه السطور ؟! لقد مر على الملاعب لاعبون كبار وأصحاب مواهب ترقى بهم إلى المستوى الإقليمي وربما العالمي، وصنع كل واحد منهم لنفسه مجدا وذكرا وحقق لناديه وللمنتخب الوطني إنجازات جيدة، ولكن أيا منهم لم يستطع منافسة ماجد أحمد عبدالله، سواء عندما كان يذرع الملاعب ممثلا لناديه أم عندما كان يذرعها ممثلا لوطنه، ولم يتحدث المدربون والنقاد في العالم الرياضي بإعجاب عن لاعب سعودي مثلما تحدثوا عن ماجد خلال ممارسته للعبة كرة القدم وبعد اعتزاله لها، ولذلك فإن من العبث بالعقول والتاريخ الرياضي أن يأتي من يسبغ لقب أسطورة الملاعب السعودية على لاعب أو لاعبين لمجرد أن من أسبغ عليه اللقب ينتمي إلى النادي الذي يشجعه أو أن ماجد عبدالله ينتمي إلى ناد منافس، لأن مثل هذا الادعاء لا يقوم على أسس موضوعية وإنما أساسه التعصب الرياضي، ولذلك فإن الزبد سيذهب جفاء أما واقع الأمر فهو أن الأسطورة الحقيقية الحية للملاعب السعودية كان وما زال هو ماجد أحمد عبدالله ! إن من يحترم نفسه لا بد أن يحترم عقول من يتحدث إليهم أو يكتب لهم، أما من لا يحترم نفسه أو يظن أن بإمكانه منح الألقاب لمن يشاء وأن منحته ستغدو مع الأيام حقيقة مطلقة، فإنه واهم أشد الوهم لأن التاريخ لا يحفل بالادعاءات بغض النظر عن مصدرها بل يحفل بالحقائق، ولذلك فلا فائدة من القيام بلي أعناق الحقائق تعصبا للاعب أو للنادي الذي ينتمي إليه لأن تلك المحاولات سوف تظل مثل فقاعة الصابون لا تلبث أن تنفجر وتضيع في الهواء. لقد قرأت ذات يوم قريب تصريحا للاعب الأسطورة ماجد عبدالله ينفي فيه سعيه أو اهتمامه بنيل أي لقب بما في ذلك لقب أسطورة وأنه يكفيه اسمه الذي حمله وعرف به دون أي إضافات، فعلمت أن ثقة الرجل بنفسه وبما من الله عليه من مواهب جعلته لا يحفل بالألقاب ولا يسعى إليها حتى لو كان مستحقا لها، فما بال من يدعونها دون استحقاق ؟! وأخيرا فإن ماجد عبدالله لم يكن لاعبا ماهرا وجوهرة للكرة في بلادنا فحسب، بل إنه منذ يفاعته عرف عنه ما يتمتع به من أدب جم وخلق رفيع وتواضع وعفة في اللسان، ولم يغره ما يسمعه من ثناء إعلامي ورسمي وإقليمي، بل كان يلهج بحمد الله وشكره كلما سمع ذلك لأنه يعلم علم اليقين أن التوفيق بيد الله، وما ذكرته عن ماجد جمعته من شهادات متفرقة زمانيا ومكانيا لعشرات من الذين يحبون الحق وينشدونه ويصغون إليه، وقد قيل من قبل: «ألسنة الخلق أقلام الحق»، آملا أن تجود الملاعب الوطنية بلاعب موهوب يحتل مكانة الأسطورة ماجد، فهذا الوطن الولود سيظل ولودا يقدم لنا الموهوبين والنجباء في جميع مجالات الحياة.