أبدى عدد من مواطني وزائري منطقة جازان، استياءهم الشديد بعد ارتفاع أسعار الأسماك بنسبة 50 بالمائة، حيث شهد السوق المركزي في مدينة جازان ارتفاعا كبيرا خلال الأيام الماضية، ووصل سعر «الكلغ» الواحد من نوعية الهامور والديرك والبياض والشعور من 58 إلى 75 ريالا، في ظل احتكار العمالة الوافدة للسوق وبنسبة 99 في المائة على حد قولهم. ويرى المستهلكون أن هذا الارتفاع غير مبرر، متهمين التجار والصيادين بالتلاعب في الأسعار، فيما أرجع الصيادون السبب إلى حالة الطقس، خصوصا أن المنطقة تشهد هبوب رياح رملية قوية وارتفاعا في درجات الحرارة، وهو ما قلل من طلعات الصيد، مؤكدين بأن عدم استقرار الطقس تسبب في انخفاض المعروض مقابل زيادة في الطلب. وطالب المواطنون، الجهات المعنية في المنطقة بتشديد الرقابة وضبط المخالفين، وإعادة استقرار الأسعار، إلى جانب تكثيف الرقابة الصحية. وأوضح ل «عكاظ» المواطن حسين معافا، بأنه من الأشخاص الذين يفضلون الشراء من السوق المركزي، ولكنه فوجئ بارتفاع غير عادي في الأسعار يقدر بأضعاف السعر في الأيام الماضية، حيث يتوقع أن وراء الارتفاع جشع التجار وغياب الرقابة. وأضاف: في ظل تلك الأسعار الحالية، فإنه بدأ يتجول بين المحال ليحصل على السعر المناسب، ولكن بعض العمالة تتفق على سعر معين ويجبرون المشتري على الشراء، حيث تحتاج عملية الشراء إلى فصال ومساومة، وهذا الأمر يجعلني أمكث وقتا أطول لكي أصل إلى اتفاق بيني وبين البائع. أما حازم الحازمي، فيعتبر ارتفاع الأسعار في السوق المركزي منخفضا، مقارنة بأسعار البيع في المحلات التجارية التي تقع في المحافظات والمراكز التي تضاعف أسعارها بشكل كبير، بحجة أن الأسماك التي يتم بيعها نظيفة وطازجة، في ظل غياب الرقابة التي تحد من التلاعب. وأكد المواطن محمد مشعوف، ارتفاع الأسعار بشكل كبير جدا، داعيا الجهات المعنية إلى التدخل العاجل لإيقاف هذا الأمر حماية للمستهلك. ورصدت «عكاظ» تجمع عدد من المجهولين على أرصفة الطريق المجاور للسوق المركزي لبيع الأسماك في مدينة جازان، وهم يفترشون الرصيف بغرض البيع وسط تلوث المكان بعوادم السيارات والأتربة. من جانبه، أشار علي سحاري أحد الصيادين بأن الارتفاع سببه التقلبات الجوية التي تمنع الصيادين من دخول البحر، إضافة إلى أن بعض التجار يعمدون إلى نقل أسماك جازان إلى مناطق أخرى، وذلك ما يسهم في هذا الارتفاع. واعتبر عدد من الصيادين، أن الارتفاع الحالي بالطبيعي، خاصة مع زيادة الطلب على الأسماك الطازجة، مؤكدين أن زياد الطلب على الأسماك يلاحظ في موسم الصيف. في حين قال أحمد زيلعي (صياد): إن أسعار السمك ستبقى مرتفعة حتى نهاية فصل الصيف الحار الذي تقل فيه كميات الصيد، حيث تتوجه الأسماك إلى قاع البحر الذي تكون فيه المياه أكثر برودة من الشواطئ ، بالإضافة إلى سوء الأحوال الجوية، كالعواصف الترابية التي تمنع المراكب الصغيرة من الإبحار، وكذلك توقف المراكب الكبيرة عن العمل بسبب انعدام الرؤية ومخاطر البحر، مؤكدا بأن أسعار السمك تتأثر كثيرا بالأحوال الجوية وكمية الصيد التي بدورها تؤثر على كمية الأسماك في السوق ولذلك فإن الأسعار ترتفع إلى نحو 50 في المائة عن السعر السابق..