بسبب الطقس وأحواله المتقلبة تواصل أسعار الأسماك ارتفاعها في سوق جدة المركزي، وخصوصاً في الأشهر الأخيرة. ويضاف سبب خفي آخر في الارتفاع يعود إلى غلاء سعر الصندوق الواحد للزيت المخصص للمراكب البحرية، وأدوات الصيد. ويوضح الصياد بندر الكريمي الذي يعيش على مكنونات بحر جدة ل«الحياة»، أن مصاريف الصيد ارتفعت إلى 100 في المئة في الأعوام العشرة الأخيرة، إذ يبلغ سعر صندوق الزيت الخاص بمحرك المركب 225 ريالاً، بفارق صعود 105 ريالات عن سعره السابق. ويقول بندر الكريمي إن السبب الآخر في ارتفاع أسعار السمك يتمثل في حال الطقس، إذ الأوضاع المتقلبة تمنعهم من الخروج إلا بموافقة حرس الحدود، مشيراً إلى وجود احتكار لأدوات الصيد وبيعها بأسعار عالية من جانب بعض تجار المحال. من جهته، يبين أحد العاملين في سوق جدة المركزي للأسماك الصياد ياسر أبو عمار، أن ارتفاع إيجار «البسطات» من الأسباب التي دفعت إلى رفع الأسعار، مقترحاً على المواطنين الشراء من «الحراج» الموجود في السوق بدلاً من الاكتفاء ب «البسطات». ويعتبر أبو عمار أن مهنة الصيد صعبة على الشاب السعودي لأن البحر يقل فيه الإنتاج خلال أربعة أشهر من السنة، بسبب الهواء والعوامل الجوية، مضيفاً «ولم تعد هناك قدرة على التنبؤ بما يؤول إليه الطقس». وعند سؤاله عن دور جمعية الصيادين في مساندتهم، أجاب «لا نعرفهم سوى بالاسم، ومن غيابهم أصبحنا لا نعرف دورهم، فنحن نعاني من البيروقراطية في إصدار التراخيص والتجديد، وأن أمور الإصدار تمر بجهات عدة تجعل الأمر مرهقاً ومحبطاً». ودعا ياسر أبو عمار جمعية الصيادين إلى تفعيل دورها في تسويق أسماك الصيادين حتى لا تذهب مجهوداتهم سدى ضحية تقلبات السوق، واستغلال السماسرة. ويؤكد الصياد أبو محمد الذي يعمل في المهنة منذ 25 عاماً، أن مهنة صيد الأسماك مربحة، ومن يكتشفها سيجدها صعبة من حيث الجهد والمصاريف والمنافسة، ولكنها في الأخير مربحة. ويحذر أبو عمار المستهلكين من غش بعض أصحاب «البسطات» في مزج الصيد المحلي بالمستورد وبيعه على أساس أنه «بلدي» بحيث يشك ويخاط في رأس السمكة بطريقة توحي أنه صيد محلي، كاشفاً عن خفض بيع الإنتاج المحلي من الأسماك مقابل المستورد. ويعاني أحد الصيادين القدماء الصياد عبدالحميد الجدعاني الذي أفنى عمره في مهنة الصيد، من ارتفاع أسعار مضخات المراكب بحيث أصبح سعرها الآن يصل إلى 20 ألف ريال، بعدما كانت قبل خمس سنوات من الآن لا يتعدى سعرها 14 ألف ريال، إضافة إلى الصيانة وكلفة قطع الغيار المرتفعة. ويقول الجدعاني إن الصيادين القدماء لم يأخذوا قروضاً جراء أن الأمر بالنسبة لهم غير مجد فالعجز عن السداد وارد في أي شهر من أشهر السنة «فالبحر لم يتخل عن عادته في الغدر حتى في عطائه من السمك، فربما يكف عنه لأشهر».