أبدى الكثير من مواطني منطقة جازان شكواهم لارتفاع أسعار الأسماك، التي زادت بنسبة 30 بالمئة مقارنة بالتراجع البسيط في بعض الفترات الشهر الماضي، حيث شهد السوق المركزي في مدينة جازان ارتفاعاً كبيراً خلال الأيام الماضية. ووصل سعر كيلو الهامور والضيرك والبياض والشعور من 58 – 70 ريالا. وتتوقف الأسعار على الأسماك الأكثر طلباً في السوق، وذلك يرجع إلى عدم تشديد الرقابة على أسواق ومحال بيع السمك واحتكار العمالة الأجنبية للسوق، حيث بلغت نسبة البائعين من الجنسيات الأجنبية 99 بالمئة ونسبة السعوديين لا تصل الواحد في المئة. وأكد المستهلكون ل«عكاظ» أن هذا الارتفاع غير مبرر، متهمين التجار والصيادين بالتلاعب في الأسعار، فيما أرجع الصيادون السبب إلى حالة الطقس، خصوصاً أن المنطقة تشهد هبوب رياح رملية قوية وارتفاعا في درجات الحرارة، ما قلل من طلعات الصيد، مؤكدين بأن عدم استقرار الطقس تسبب في انخفاض المعروض مقابل زيادة في الطلب. ويقول المواطن عبدالرحمن الحازمي إنه من الأشخاص الذين يفضلون الشراء من السوق المركزي ولكنه فوجئ بارتفاع غير عادي في الأسعار يقدر بأضعاف السعر في الأيام الماضية، حيث يتوقع أن وراء الارتفاع جشع التجار وغياب الرقابة. وأضاف في ظل تلك الأسعار فإنه بدأ يتجول بين المحال ليحصل على الأرخص، وكأن بعض العمالة تتفق على سعر معين حتى لا يخسر الجميع ويجبرون المشتري على الشراء. وتحتاج عملية الشراء إلى فصال ومساومة، وهذا الأمر يجعلني أمكث وقتا أطول لكي أصل إلى اتفاق بيني وبين البائع. علي سحاري يعتبر ارتفاع الأسعار في السوق المركزي منخفضا، مقارنة بأسعار البيع في المحال في المحافظات والمراكز التي تضاعف أسعارها بشكل كبير، بحجة أن الأسماك التي يتم بيعها نظيفة وطازجة، وهذا الفرق الوحيد الذي جعلنا مرغمين على الشراء بتلك الأسعار في ظل غياب الرقابة على الأسعار التي جعلت البائع يلعب بنا كيفما شاء. من جانبه طالب المواطنون المسؤولون في المنطقة بتشديد الرقابة وضبط المخالفين، وإعادة استقرار الأسعار، حيث أصبح غياب الرقابة الصحية، والرقابة على الأسعار فرصة للتجار في المتاجرة على حساب صحة الناس ودخلهم المادي. ووصف عدد من الصيادين هذا الارتفاع بالطبيعي، خاصة مع زيادة الطلب على الأسماك الطازجة. وأشاروا إلى أن الطلب في رمضان يكون مرتفعا، حيث يصاحبه عادة ارتفاع في الأسعار، كما أن كثيراً من الصيادين يفضلون الراحة في النهار بسبب الصيام. في حين قال عبده شوعي أحد الصيادين بأن راحة الصيادين في نهار رمضان تؤثر على السوق وسط زيادة في الطلب وقلة في المعروض، ولهذا ترتفع الأسعار كل عام في هذا الشهر المبارك، مبيناً بأن مهنة الصيد أصبحت مهنة شاقة وليست كالسابق إضافة لقلة العمالة الماهرة. وأشار إلى أن أسعار السمك ستبقى مرتفعة حتى نهاية فصل الصيف الحار الذي تقل فيه كميات الصيد، حيث تتوجه الأسماك إلى قاع البحر الذي تكون فيه المياه أكثر برودة من الشواطئ، بالإضافة إلى سوء الأحوال الجوية، كالعواصف الترابية التي تمنع المراكب الصغيرة من الإبحار، وكذلك توقف المراكب الكبيرة عن العمل بسبب انعدام الرؤية ومخاطر البحر، مؤكدا بأن أسعار السمك تتأثر بالأحوال الجوية وكمية الصيد التي بدورها تؤثر على كمية الأسماك في السوق ما رفع الأسعار إلى نحو 30 في المئة عن السعر السابق.