- أنا مريض عمري 42 سنة، أعاني من زيادة في الوزن ومن داء السكري.. بدأت أشعر بآلام أسفل الظهر مع آلام في الفخذ تمتد حتى القدم مترافقة مع شد شديد في عضلات الفخذ وتقلصات في بطن الرجل مما يعوق حركتي، علماً أني أعمل معلمة مما يتطلب ساعات من الجلوس للتحضير والتصحيح وساعات من الوقوف لإلقاء الدروس. اشتد الألم خلال الأسبوع الماضي ليصبح مستمراً ويعوقني عن الحركة. أخذت كمية كبيرة من العقاقير المسكنة والمضادة للالتهاب والأدوية الأخرى، وخضعت لعدد من جلسات العلاج الطبيعي، لكنها لم تفدني بل بعد آخر جلسة ازداد الألم بشكل شديد جداً. كيف ترون الحل لمشكلتي؟ سيدي الفاضل.. النقاط الرئيسية لحالتك تتركز في آلام أسفل الظهر الممتددة للقدم مع زيادة الوزن وداء السكري، إضافة إلى عدم تحقق الاستفادة من المسكنات والعلاج الطبيعي، وهذه حالة شائعة وطريق العلاج ميسور بفضل الله من خلال الكثير من التقنيات الطبية الحديثة لعلاج الآلام، والتي أصبحت موجودة بالمملكة بين أيدينا ولله الحمد. آلام الظهر شائعة وقد تصل نسبتها إلى 25% من الآلام المزمنة عموماً، وهي تزداد شيوعاً عند أصحاب الوزن الزائد والمهنيين الذين يعملون ساعات مطولة وقوفاً أو جلوساً ولا يقومون بأداء التمارين الرياضية المناسبة. يتكون الظهر من 3 مجموعات أساسية هي العضلات والعظام والأعصاب، وتتعرض عضلات أسفل الظهر والحوض إلى ضغوط شديدة خاصة عند السيدات اللاتي يتعرضن للحمل والولادة، بالإضافة إلى المهنيين الذين يتعرضون لضغوط في هذه المنطقة، مما يسبب تشنجاً عضلياً يترافق مع ضغط إضافي على المفاصل بين الفقرات يحدث في حالات الوزن الزائد مسبباً ضغطاً متكرراً على الغضاريف بين الفقرات وعلى جذور الأعصاب، مما يؤدي إلى التهاب تراكمي في جميع هذه المكونات، خاصة جذور الأعصاب. وفي حال القيام بأي حركة خاطئة خلال العمل أو النوم أو بعد التمارين الرياضية يحصل ضغط مفاجئ على جذر عصبي أو أكثر أو حتى على مستوى العصب الوركي مسبباً آلاماً في أسفل الظهر وآلام الدسك الشائعة، بالإضافة إلى ما يعرف ب (ألم عرق النسا). استمرار الضغط على جذور الأعصاب واستمرار الالتهاب يعرض إلى أذية تحصل على مستوى الغضروف والعصب نفسه مؤدية إلى الإصابة بما يدعى الاعتلال العصبي، وما يزيد من شدة الألم هو إصابة المريض أيضا باضطراب في سكر الدم، مما يجعل الأعصاب حساسة وعرضة للآلام أصلاً. تعالج هذه الحالات بعدة وسائل، منها العلاج التحفظي عن طريق تنفيذ برنامج دوائي متكامل يعتمد على علاج الالتهاب والشد العضلي والألم العصبي، بالإضافة إلى جلسات علاج طبيعي متخصصة، منها ما يعتمد على الشد أو التنبيه الكهربائي أو الكهرومغناطيسي أو الأمواج التصادمية أو حتى موجات الليزر، ومنها ما يعتمد أيضا على العلاج بضغط المياه...إلخ. وللحصول على نتائج أفضل، يفضل دائماً زيارة المراكز التخصصية في هذا المجال لعلاج الألم والتي تعتمد مبدأ التشخيص الدقيق في مثل هذه الحالات، وذلك لانتقاء الوسيلة العلاجية المناسبة وفق خصوصية كل حالة.. فهناك التقنيات العلاجية الحديثة التي تعتمد تصغير القرص الغضروفي بدون جراحة، وذلك بسبل متعددة منها الحراري، ومنها ما هو عن طريق الليزر، ومنها ما هو عن طريق الكحت، ومنها ما هو عن طريق الأوزون... وغيرها. وتستخدم التقنيات العلاجية الحرارية لعلاج آلام الظهر عن طريق استخدام ترددات كهربائية وحرارية تخفف من الالتهابات الموجودة وتمنع حصول الحالات المزمنة، كما تقلل من احتمال تعقيد هذه الحالات وتحولها إلى انقراص أو انزلاق غضروفي. علينا أن نتذكر أن منطقة الحوض تحتوي على منطقة الأوراك التي تجاور المفاصل العجوزية الوركية والتي تتعرض إلى رضوض متعددة والتهابات متكررة، مما يؤدي إلى آلام قد تمتد من الحوض وعبر الفخذ إلى القدم، وعندها يجب تفريقها عن ألم انقراص الغضروف أو عن ألم عرق النسا أو عن ألم العصب الوركي (عرق النسا). ومن الممكن أيضا علاج هذه المفاصل عن طريق الترددات الحرارية وغيرها.