آلام اسفل الظهر تعد واحدة من اكثر المشكلات الصحية شيوعاً بين الناس.. فمع تطور الحياة وتعدد أسباب الرفاهية اصبحت الحركة قليلة مما ادى الى تفشي اعتلالات صحية من قبيل زيادة الوزن فأدى هذا العامل وغيره الى زيادة حالات الاصابة بآلام اسفل الظهر والتي قد تكون عرضاً لامراض يصعب على الشخص العادي ان يربط بينها وبين تلك الآلام. ينتج ألم اسفل الظهر عن مشكلات عدة، فقد يعود سببه لضعف عضلات الظهر والبطن، وعادة ما يكون عند الاشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو عند النساء اثناء الحمل أو بعد الولادة نتيجة زيادة تقوس العمود الفقري. ردة فعل قد يحدث ألم الظهر بسبب خشونة بمفاصل الفقرات القطنية أو نتوء في الغضاريف بين الفقرات القطنية اسفل الظهر، وهذا النتوء قد يكون ناتجاً عن التآكل في المادة الهلامية (نواة الغضروف) المكونة للغضروف، والتي تساعد في تخفيف الضغط وامتصاص الصدمات في العمود الفقري، ووجود تشققات في الحزام الليفي المحيط بنواة الغضروف يؤدي الى خروج جزء من مادة نواة الغضروف الى داخل التشققات مما يسبب ألماً مشابهاً لما يحدث في حالة الانزلاق الغضروفي، وقد يمتد الى الاطراف السفلى او الى المفصل الحرقفي بالجهة التي بها الألم، كردة فعل للجسم حيال وجود مادة نواة الغضروف داخل الحزام الليفي، مما يؤدي الى حدوث تفاعل كيميائي يُحدث الألم. كما ان آلام اسفل الظهر قد تنتج عن التهابات في الجهاز الهضمي مثل التهاب القولون، او بسبب اعتلالات الكلى او التهابات بالحوض مثل التهاب المبايض او الرحم عند النساء او التهاب البروستات عند الرجال او التهاب المثانة البولية عند الجنسين. الانزلاق الغضروفي وهناك سبب يخطر دائما على ذهن الكثيرين عند إصابتهم بآلام اسفل الظهر وهو الانزلاق الغضروفي الذي يكون في الغالب بين الفقرات القطنية الرابعة والخامسة والفقرة القطنية الخامسة والعجزية الاولى، ويختلف في وصفه وحدته حسب حجمه ومكان الانزلاق داخل القناة العصبية. الانزلاق المركزي يكون في وسط القناة العصبية وعادة ما يؤلم المريض ويكون الالم في اسفل الظهر ويمتد قليلا الى الفخذين، ويزيد الالم باستقامة الظهر اكثر من الانحناء الى الامام، كما تزداد حدته مع الكحة والعطاس، ويمكن علاجه بالادوية والعلاج الطبيعي، وفي حالة استمرار الألم يمكن استخدام احد الاساليب العلاجية التحفظية الحديثة مثل nucleoplasty وسنأتي على ذكرها لاحقاً. انزلاق غضروفي جانبي في مجرى العصب يمتد الالم في هذه الحال الى الطرف السفلي في الجهة التي بها الانزلاق ويكون امتداده في المنطقة نفسها التي يغذيها العصب المضغوط عليه، فمثلا عند الانزلاق الغضروفي بين الفقرات القطنية الرابعة والخامسة عادة يكون العصب المضغوط هو العصب الرابع، فيتأثر الاحساس وقد تضعف قوة العضلات التي يغذيها هذا العصب.ويكون العلاج حسب الاعراض العصبية وشدة الألام التي يعاني منها المريض، فإذا كان المريض لا يعاني من ضعف في قوة العضلات يفضل اولا علاجه تحفظيا، اي بالادوية والعلاج الطبيعي، ويمكن الحقن حول العصب المضغوط لتسكين الالم اما اذا لم يستجب المريض لهذا العلاج فيمكن علاجه بأساليب حديثة دون الحاجة الى اجراء عمليات جراحية، ويتم ذلك بادخال انبوب نحيف عن طريق فتحة واحدة صغيرة في الجلد تحت مخدر موضعي الى الغضروف المنزلق، . انزلاق غضروفي منفصل في هذه الحال يكون جزء من الغضروف منفصلا عن باقي الغضروف وضاغطاً على الحبل الشوكي او في مخرج العصب، مما قد يسبب الالم وفي بعض الحالات قد لا تكون له اية اعراض، وينصح المريض في حالة وجود آلام ناتجة عن الانزلاق الغضروفي وضعف عصبي بإجراء عملية جراحية لاستئصال الغضروف المنزلق. استشاري جراحة العظام والعمود الفقري مستشفىعبد الملك بجدة مجلة الصحة العدد 50