يبدو أن الفساد المعلن عنه في بعض المرافق بحاجة لإجراءات حاسمة للحد منه إذ لم يكن القضاء عليه غير ممكن. فلقد كشف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) محمد الشريف فيما نشرته «الشرق» بتاريخ 14/4/1435ه : أن الهيئة رفعت ب 400 مشروع يتضمن كل واحد منها شكلا من أشكال الفساد، ما بين تأخر وتعثر وإهمال، كما تلقت أكثر من 20 مليون رسالة جوال وأكثر من 25 ألف بلاغ عن قضايا فساد وتم التعامل معها جميعا. مؤكدا أنه لن يكون هناك تشهير بأحد إلا بعد صدور حكم فيه إدانة ضده. وقال الشريف في لقاء بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية إن الهيئة ترفع لخادم الحرمين الشريفين تقارير دورية وسنوية ومنها تقرير قبل أشهر تم رفعه بالإضافة إلى آخر قبل سنتين. لافتا حرص الهيئة على تجنب تسمية الأشخاص والاكتفاء بذكر الوقائع والجهات. والذي يبدو أنه لا حل للحد من ظاهرة الفساد إلا بتطبيق نظام (من أين لك هذا) الذى مضى على صدوره أكثر من أربعين عاما دون أن يفعل، وقد أشار إلى ذلك الأستاذ عابد خزندار فيما كتبه بجريدة «الرياض» يوم الاثنين 17/4/1435ه وقال فيه صراحة : نظام من أين لك هذا نظام قائم منذ عام 1382، وفيما أعرف لم يطبق البتة منذ وضعه والإعلان عنه، رغم أن هناك شواهد كثيرة على موظفين سابقين ظهرت عليهم بوادر النعمة وبحبوحة العيش، وبعضهم لديه أملاك لوقضى في منصبه ألف عام لما أمكنه أن يجمع عشرها، وكان نائب رئيس الهيئة الوطنية للفساد الدكتور عبدالله عبدالعزيز العبدالقادر قد أكد قبل أكثر من عام، بأن نظام الثراء غير المشروع من خلال التربح من الوظيفة، أو استغلالها مرفوع للمقام السامي، وقد تساءلت إثر هذا التصريح في صحيفة الرياض بتاريخ 28/4/1434: «هل هذا النظام سيحل محل نظام قائم منذ عام 1382عرف باسم (من أين لك هذا؟) وهل توجد فيه مادة تقرر أن مجرد الشك في وجود ثراء غير مشروع يستدعي عقوبة على المتهم بالثراء غير المشروع دون أن يكون هناك دليل مادي حاسم على الثراء غير المشروع ؟».. والمهم لم نسمع بعد تصريح نائب نزاهة شيئا عن مشروعه أو عن نظام: من أين لك هذا؟ واليوم (أمس) قرأت في صحيفة عكاظ العدد رقم 4625 الصادر بتاريخ 14 ربيع الآخر 1435 الموافق 14 فبراير 2014 خبرا مفاده أن ثلاث جهات رقابية تتعقب 12 قياديا في جهات حكومية مختلفة لمعرفة أرصدتهم، ووصولها إلى مستويات فوق التوقعات خلال الثماني سنوات الماضية، فهل هذا يعنى أن واحدا من النظامين المشار إليهما آنفا قد جرى أو يجري تطبيقه ؟ هذا ما نأمله، وليت المسؤول في نزاهة يلقي مزيدا من الضوء على هذه المسألة.. نعم لقد آن الأوان لتفعيل نظام (من أين لك هذا ؟) وهذا ما سبق أن طالبت به وجاءت المناسبة اليوم لأؤكد أنه بغير تفعيل نظام ( من أين لك هذا ؟ ) لا يمكن القضاء على الفساد .. السطر الأخير : من أكل المال الحرام لا تستجاب له دعوة.