يشهد سوق النكاسة في العاصمة المقدسة يوميا حزمة من المخالفات والسلوكيات غير الصحية، فمن باعة الخضروات الذين يغسلون الخضروات الورقية بمياه المجاري، إلى تكدس حاويات القمامة بالنفايات فضلا عن وجود مطاعم للأسماك واللحوم والمشروبات الباردة والساخنة، كل هذه المشاهد تحدث وسط دمار الإزالات في السوق. ومن أبرز المخالفات التي رصدتها «عكاظ» بعد أن تجولت في شوارع وأسواق النكاسة حالة العشوائية التي تعلن عن نفسها في السوق، من ناحية ما يقدم من بضائع ومن طريقة عرضها للمستهلك، فضلا عن اختلاط الحابل بالنابل واستخدام أطلال البيوت المزالة مستودعات عشوائية لتخزين الخضروات والفاكهة وربما الأطعمة. كما نجد أن الوافدين يفتروشون الأرصفة ويحولون تلك الأماكن الفسيحة إلى سوق كبير للبيع العشوائي ضاربين بالاشتراطات الصحية عرض الحائط ومعرضين صحة وحياة المستهلكين للخطر، خاصة أن الخردوات والدواجن معروضة على قارعة الطريق المتكدس بالنفايات وطفح المجاري. وأوضح عدد من سكان الحي أن مشهد المطاعم العشوائية في المواقع المزالة، يمثل قمة في العشوائية وأن على الجهات المختصة إيقاف هذا النشاط. وأضافوا أن حي النكاسة يعد أكثر أحياء العاصمة المقدسة كثافة سكانية، وعلى الرغم من ذلك فهو أكثر المناطق العشوائية التي تشهد مشكلات بالجملة يعاني منها الحي. فالقمامة تحتل الشوارع الرئيسية. ويقول محمد الغامدي صاحب مكتب عقار إن سوق النكاسة قديم جديد، فبعد أعمال الإزالة التي تدار الآن في الحي انتقل السوق من الموقع القديم إلى الموقع الحالي حيث طالت عجلات المجنزرات المواقع القديمة مما اضطر الباعة العشوائيين إلى الانتقال إلى هذا الموقع الجديد وسط ركام الإزالات. وأفاد أن الفرق بين موقع السوق القديم والسوق الجديد يتمثل في قرب السوق الجديد من الطريق الدائري الثالث ومن شارع إبراهيم الخليل مما يعنى أنه أصبح مكشوفا أمام مراقبي ومسؤولي البلديات والذي معه توقعنا أنه سيتم وبلا شك مداهمة السوق ومنع كافة أشكال البيع فيه، مؤكدا أن موقع السوق الجديد تم تحويله من قبل وافدين إلى مستنقع للمخالفات. من جانبه، أوضح يعقوب هوساوي أن الموقع الجديد يباع فيه كل شيء من المأكولات والمشروبات والبضائع والخردات ويؤكد أن الكثير من مطاعم مكةالمكرمة وخاصة القريبة من الموقع يشترون «مقاضيهم» من هذا السوق العشوائي وذلك بحكم تدني أسعار البضائع المعروضة للبيع سواء أكانت خضروات ورقية كالخس والجرجير وخلافه أو مثل الطماطم والخيار والبرتقال والتفاح. وأضاف أن عربات الباعة تتواجد في الموقع منذ ساعات الصباح الباكر فيما تتسارع أقدام الزبائن من كل مكان إلى السوق والذي يعمل فيه الكثير من المخالفين، والأدهى من ذلك أن أصحاب البسطات، عمدوا إلى تحويل أطلال البيوت المزالة إلى مستودعات لحفظ الخضر والفاكهة وربما الأطعمة. وأبان أن المخالفين يتاجرون في الأطعمة والمواد الغذائية دون وجود أدنى اهتمام بالاشتراطات الصحية المنصوص عليها في هذا الجانب والمرتبطة بصحة الإنسان، مبينا أن وجود عدد كبير من العمالة المخالفة للأنظمة في السوق يشكل خطرا كبيرا لاسيما أنهم يتمادون في المخالفات. ودعا إلى ضرورة محاصرتهم بمنعهم من بيع الأطعمة المكشوفة والبضائع المقلدة والمغشوشة. وفي المقابل، أكد العديد من تجار السوق الشعبي أن العمالة الوافدة يتعاملون في بيع البضائع المغشوشة والمقلدة والكثير من الخضروات والفواكه الفاسدة. ومن جانبه، أفصح مدير عام صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد هاشم الفوتاوي عن معاناة إدارته مع العديد من الأسواق العشوائية في مكةالمكرمة. وقال ل«عكاظ»: مثل تلك الأسواق في النكاسة وفي جبل الشراشف نحن نعاني منها، وفي الوقت نفسه نتابع تلك الأسواق بحملات ومداهمات على مدار العام، ولا يمكن أن نتجاهل خطورة تلك الأسواق على البيئة أولا وعلى سلامة المستهلك الصحية. وأضاف: نحن نعاني أشد المعاناة من الباعة المتجولين ابتداء من أمام باب الإدارة، مبينا أنه تتم مصادرة البضائع من أمام باب الإدارة وفي الغد يعود البائع للبيع. وشدد الفوتاوي على أهمية التوعوية الصحية لدى العائلة ابتداء من الأبناء وذلك بالتعاون مع إدارة المدارس وتشديد التوجيه بمنع الشراء من أولئك الباعة المتجولين أمام المدارس ثم من العائلة نفسها من رب الأسرة. وأوضح الفوتاوي خطورة المأكولات المطبوخة التي تباع في الأسواق العشوائية في ثلاث نقاط: أولها البائع نفسه وما قد يحمله من أمراض وهو مجهول أساسا، وثانيا في المواد الغذائية التي تستخدم في الطبخ، ثم أخيرا المكان الذي أعد فيه الطعام، فكل تلك الأمور الثلاثة تشكل خطورة.