يشكل السوق الذي أسسه آسيويون في النكاسة بطريقة عشوائية قبل نحو ربع قرن، بؤرة للمخالفات والتجاوزات في العاصمة المقدسة، وعلى الرغم من أنه يعرض مواد غذائية لا تصلح للاستهلاك الآدمي، إلا أنه يحظى بإقبال كثيف من الآسيويين، لرخص ثمن السلع فيه، مقارنة بالأسواق في مكةالمكرمة. وفي حين طالب عدد من الأهالي بإنهاء الظواهر السلبية في السوق، أكدت أمانة العاصمة المقدسة أنها تكثف حملاتها على السوق من خلال فرق مكافحة الباعة الجائلين، موضحة أنه جرى تشكيل عدد من اللجان المشتركة لمتابعة الأنشطة المخالفة في مكةالمكرمة، يأتي أبرزها لجنة مكافحة الظواهر السلبية المكونة من جهات عدة. وأكد الآسيوي أبو عمر أنه يقصد سوق النكاسة نهاية كل أسبوع لشراء العديد من الفاكهة والأسماك واللحوم لرخص ثمنها مقارنة بباقي أسواق مكة، لافتا إلى أنه لا يركز على جودة السلع ومدى التزامها بمعايير السلامة بقدر ما يبحث عن سعرها الزهيد الذي يتناسب مع دخله المتواضع. وبين أبو عمر أنه يجد في سوق النكاسة كل ما يريده من سلع، بغض النظر عن صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، ملمحا إلى أن حرارة النار تقتل أي كائنات سامة في الطعام، مؤكدا أنه يتردد على السوق منذ عشرات السنين ولم يشك من أضرار نتيجة تناول المواد الغذائية التي يشتريها من النكاسة. إلى ذلك، أفاد صالح الهوساوي أنه يتردد على سوق النكاسة من حين لآخر، ليس بحثا عن الأطعمة، بل عن بعض الخردوات التي تتوافر في السوق من حين لآخر، ملمحا إلى أن الموقع يغص بالعديد من السلبيات. وأكد أنه لا يشتري منه الخضار والفواكة واللحوم، لأنها مكشوفة وتعرض في ظروف غير ملائمة بين الحشرات والغبار وعودام المركبات. لكن أبو مشعل أعرب عن ذهوله الشديد حين جال لأول مرة في سوق النكاسة، ملمحا إلى أنه يغص بالعديد من الظواهر السلبية التي تستدعي تحرك الجهات المختصة لضبطها. وبين أبو مشعل أن غالبية المترددين على سوق النكاسة هم من الآسيويين، وقلة من المواطنين والجنسيات الأخرى، مرجعا الإقبال على السوق لرخص الأسعار فيه مقارنة بباقي أسواق مكة. من جهته، حث سالم السلمي الجهات المختصة خصوصا الأمانة على تكثيف جولاتها على سوق النكاسة؛ لأنه يكتظ بالعديد من الظواهر السلبية، مثل عرض الأطعمة في ظروف سيئة، ما يجعلها مصدرا للأمراض الوبائية، فضلا عن تشوه المنظر الحضاري للنكاسة. بينما، شدد المواطن أبو مروان على أهمية تكثيف حملات الجهات المختصة على حي النكاسة، مشيرا إلى أن العمالة الوافدة فيه باتت تشكل خطرا عليه من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. ورأى أن المشاكل تتفاقم في السوق يوما بعد آخر، مشيرا إلى أن كواليس الحي تغص بالعشوائية والمخالفات الصريحة. وعلى خط موازٍ، بين البائع الآسيوي يعقوب أنه يعرض الخضار والفاكهة من خلال بسطته في سوق النكاسة الذي أصبح معروفا منذ عقدين من الزمن، مرجعا إقبال المتسوقين عليهم لرخص الأسعار فيه. وأفاد يعقوب أن الإقبال على السوق يزداد نهاية كل الاسبوع، خصوصا مساء الجمعة. وأشار إلى أنه يزاول البيع في السوق عبر بسطته منذ نحو عشر سنوات، لافتا إلى أنه بات ماهرا وخبيرا في التخفي من الحملات التي تشنها الجهات المختصة من حين لآخر. فرق مكافحة أكد مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة أن الإدارة العامة لصحة البيئة شكلت العديد من فرق مكافحة الباعة الجائلين للحد من انتشار هذه الظاهرة، نظرا لما تشكله من خطورة على الإصحاح البيئي وتشويه للمظهر العام، موضحا أنه جرى تشكيل عدد من اللجان المشتركة لمتابعة الأنشطة المختلفة، يأتي أبرزها لجنة مكافحة الظواهر السلبية المكونة من جهات عدة.