من الممكن أن ننصب أنفسنا أوصياء على الرياضة، بل وربما تصل بنا الوصاية إلى المطالبة بما هو أبعد من الحد الأدنى في حديثنا عن الرياضة بكل مكوناتها، وهذا يعتبره بعضنا واجبا تفرضه مهنتنا، وبعضنا يعتبره تدخلا في شأن خاص بل وتجاوزا على ما ليس لنا فيه مساحة رأي أو هم نقدي من الممكن النفاذ من خلاله لنقول نحن هنا! على الصعيد الشخصي، أعرف المساحة التي أتحرك عبرها، وأعرف حسب معرفتي أن الوصاية مثلب في حق الناقد والنقد! ثمة من يعتقد أن الإعلام سيف مسلط على الرياضة وأهلها، وثمة من يرى من زملاء المهنة باسم الميول أن الحق له وليس عليه حينما يجنح بكلمات غير مسؤولة بحق رئيس نادٍ أو مسيريه وداعميه، أي أن هذا الميول يسمح له أن يقول ما يشاء ومتى ما شاء، وهنا تبدو المسألة مسألة ترصد واستقصاد تقود في النهاية إلى التأليب على النادي ومن يسيرون النادي باسم الحب والعشق والميول.. فهل أمثال هؤلاء يصححون أخطاء، أم بتصعيدهم يزيدون النار اشتعالا! هنا أيضا لا أفرض وصاية على أحد بقدر ما أنبه إلى خطورة أوصياء ما ترفض نشره وسائل الإعلام لهم تحت ذريعة غير قابل للنشر، أو القول يطرحونه عبر تويتر الجاهز لقبول كل شاردة وواردة! يجب علينا جميعا أن نحترم الكل في تويتر وغيره، وأن لا نستغل هذه المنابر للتحريض أو التشويه، ولا سيما أن المتابعين لنا من الشباب والذين يفترض أن نأخذ ونعطي معهم بعيدا عن العبارات المبتذلة! وأقول مبتذلة للتهذيب فقط، في حين هناك عبارات توجه لمن خدموا وما زالوا يخدمون الرياضة من إعلاميين يندى لها الجبين، وإن حاولت الاستدلال ببعضها سأبدو وكأنني مسوق لها، وهنا سأكون شريكا في الجرم، نعم جرم أيها الأوصياء! فارق كبير بين النقد والوصاية، وبون شاسع بين النقد والشتم، لكن في هذا الزمن تساوت الدنيا عندنا تساوت! هل سمعتم عن هرقل وعن القعقاع وعن تشرشل.. هذه الأسماء موجودة في هذا الزمن بيننا في تويتر تتحدث عن الرياضة وعن أيهما أفضل سامي أم ماجد، وفي النهاية لو سألت من اختبأ وراءها عن كل واحد منهم، ربما يقول هرقل لاعب مجري، وتشرشل مثل البرازيل مع بيليه، والقعقاع أول حكم عربي يحكم في كاس العالم! لقد شوهت الرياضة بما فيه الكفاية، وشوه رموز بفعل جهل بما فيه الكفاية، ففضلا قولوا خيرا أو اتركوا الرياضة لمن يقدرها. كدت مع الأوصياء وهرقل أنسى قمة هذا المساء التي تجمع الهلال والأهلي والطموحات متفاوته! مباراة ينتظرها النصر، وننتظرها معه على أحر من الجمر! يلعبها الأهلي ونصف لاعبيه في العيادات الطبية ما بين إصابات رباط وإصابات أخرى عند ليال وسوك! الهلال جاهز، لكنني متفائل بتيسير وبصاص!.