يظل التعليق الرياضي - على الرغم من ندرة المعلق الجيد - هو المتعة الحقيقية التي تضاف إلى إكمال الدور الفني الكروي على أرض المستطيل الأخضر كونه وسيلة مهمة لربط المتابعين بأحداث المباريات خلف الشاشة الفضية، كما أنه يشكل متعة ووجبة متكاملة تقدم للمشاهد عندما يكون المعلق مع الحدث حيث التفاعل الجيد مع أحداث المباراة وحين يبتعد - وهو جانب مهم - عن المجاملة والتعاطف مع فريق على حساب الفريق الآخر. ومتى ما كان المعلق متفاعلاً مع الإبداع والمهارة التي يكتنزها اللاعب فَيَحْسُنَ وصفه وتعليقه على أداء اللاعب وفي إعطائه لكل ذي حق حقه وحين يتفاعل مع هذا الفريق أو ذاك فيؤدي مهنة التعليق بأمانة وإخلاص سيرتفع مؤشر الاحترام تجاه المعلق من الجميع. في وسطنا الرياضي المليء بالأقلام السطحية البائسة لازالت تحاول أن تقف في وجه هذه المواهب الجديدة والتي بدلاً من أن تدعمها وتدفعها إلى نقطة العبور سيما وأنها في بداية مشوارها في مجال التعليق الرياضي والذي يحتاج فيه المعلق الوقوف معه من الجميع نجد أن العكس هو سيد الموقف. بعض هذه الأقلام الفاقدة للأهلية والتي تسلك هذا النمط بعد أن استحلت زوايا رياضية بغير وجه حق لتمارس دور الوصاية على القارئ الرياضي والتوجيه هي من تحتاج فيه لدور رعاية وتصحيح مفاهيم إذ أنه يخيَل إلينا وكأنها تنفذ عميلات منظمة الهدف منها قمع المواهب القادمة بسبب اختلاف الميول الرياضي -حسب اعتقادهم- أو غيره ونحن إذ نقف مع المعلق الرياضي فإننا نقف مع جبهةٍ لطالما عانينا من ضعفها في بلدنا باستثناء أصوات خالدة نقشت اسمها على قلوب الجماهير. ونحن إذ نقف مع المعلق فإننا نقف مع المعلق الرياضي الذي يئن تحت وطأة سطحية الكاتب كونه خامة وطنية تحتاج منا هذا الواجب على أقل تقدير والتي نحسب فيه للمعلق بأنه سيخدم رياضة الوطن عن طرق المجال التي اختاره ورغب به. ومع ذلك فلعلنا نتفق جميعاً في أننا نحتاج إلى الوقوف أمام مهنة التعليق كثيراً والذي يتطلب بالحضور الذهني للمعلق والأداء الحسن والثقافة الجيدة وعدم ترديد المصطلحات وتكرارها إضافة ً إلى إعطاء الأندية حقها الذي تستحق من حيث الحياد والإنصاف وعدم التعاطف مع أي لون غير أنه ما لايستحقه المعلق الرياضي منا هو مايسقط عليه في تلك الصحف وأقلام منسوبيها كونهم يرون غيرهم بعين طبائعهم ..فهم إن تخلوا عن حمل أعلام أنديتهم في المدرج فلن يتخلوا عن تصحيح مسارات أقلامهم المتعصبة,والتي ربما تهدف إلى هدف غير نبيل في حملتهم المسعورة التي يقودونها تجاه المعلقين بعد أن طالتهم تهم تلك الأقلام جزافا والتي منها على سبيل المثال لا الحصر أنهم أبواق للأندية عبر مايك التعليق. لا أحد يستطع أن ينكر ميول المعلق الرياضي الذي هو حق شخصي له نحترمه ليمارسه كما يمارس أي شيء شخصي في حياته غير أن ما لايمكن احترامه من قبل هذا الكاتب أو ذاك هي عملية الاستقصاد والانتقائية التي تمارس مع معلق دون آخر بسبب الأهواء والأمزجة. ولأن الجانب الرياضي في عصر ملك القلوب الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد خطى خطواتٍ كبيرة في مملكتنا الغالية والتي نطمح فيه مع الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب أن تتقدم فيه التقدم الواسع,وتنهض النهضة الرياضية الرائدة في الكثير جميع المجالات والتي يعود نفعها لمصلحة البلد والصالح العام,سيما أن بوادر التطوير الرياضي بدأ بأخذ طريقه الصحيح. وما نراه في الجانب الرياضي نشهده في الشق الآخر المكمل له وهو الجانب الإعلامي على حد ٍسواء ولعل التعليق الرياضي كما نعلم جزء مهم في الرياضة.ومن منطلق تطوير الأداء والارتقاء أكثر بمستوى هذا النوع الإعلامي من التعليق الرياضي ندرك المحاولات الكبيرة التي تحاول القناة أن تقدمها لمشاهديها. نجزم بأن المسؤول الأول عن قناة الوطن وتطويرها الأمير تركي بن سلطان حريص أشد الحرص ولايألو جاهداً في توفير كافة المتطلبات وإزالة جميع العقبات التي تواجه الذين يعملون تحت إشرافه, غير أننا لانزال نطمح من سموه والذي يرحب دائماً بالنقد الهادف بأن يكون له دور في إيقاف هذه العبثية من تلك الأقلام التي طالت منسوبيه وهم الذين يعملون تحت مظلته.