من الواجب علينا كجزء مهم في منظومة أو مشروع رياضة الوطن أن نضطلع بدورنا الإعلامي كما تريد الرياضة لا كما نريد نحن المنغمسون حد التعب في وحل التعصب الذي تبرأ منه الرياضة. كلام أضعه أمامكم باحثا عن بارقة أمل لعل وعسى أن ننطلق عبرها لوقف غول التعصب الذي بات هو السائد في عصر تعدد المنابر الإعلامية. والمعاناة هنا ليست مقتصرة على الرياضة بل نالت من الكل تحت شعارات متعددة المشارب والاتجاهات. فما العمل؟. هل نرتهن لواقع فرض علينا أم نطارد الضوء الذي في آخر النفق المظلم؟ لعل وعسى أن يعم نوره المساحات المظلمة ويعيد لنا أمل كان. أؤمن أن الرياضة ملتقى كل العقول بل وكل الأعراق لكن هذه الرياضة تحتاج من أبنائها إلى حمايتها من متسلقين جاءوا إليها من أجل الاستزادة من ضوئها ولا يعنيهم إن فاز منتخب أو خسر. ولأن المكاسب في الرياضة أكبر من الخسائر فوجب علينا الحفاظ عليها بتحكيم عقولنا بدلا من عواطفنا. ربما لا يروق هذا الطرح لبعضكم لكنه حتما سيروق لبعض آخر ولا يعنيني أين تتفقون حوله أو تختلفون بقدر ما يعنيني أخذكم إلى عالم الرياضة الجميل الذي يتسع لنا جميعا بما فيهم المتعصبون الذين نحن منهم وإن نفينا ذلك في ساعة حوار مع الذات. قد يحاكمني أحد المارة عبر هذه السطور بميول وطرح منتم ولا غضاضة في ذلك فنحن لنا ميولنا ولنا تجاوزاتنا ولنا أخطاؤنا لكن يجب أن نتحرر منها حينما يكون حديثنا معنيا بمشروع رياضة وطن. ولا أقصد من هذا الطرح أنني سأتبرأ من ميولي للأهلي وأنفي ذلك كما هو حال كثر من الزملاء والذين يعتقدون أن إعلان الميول مثلب أو خطيئة. بقدر ما أؤكده لكنه لا يمكن أن يقف عائقا أمامي في العمل على إنصاف من يستحق الإنصاف. فرياضتنا هي أحوج ما تحتاج اليوم إلى الآراء الهادفة والنقد البناء البعيد كل البعد عن الإغراق في كتابات متعصبة هي اليوم مثار رفض من الكل. كما ينبغي أن نتعاون جميعا في مساعدة وتنوير جيل جاء للإعلام حاملا الطار في يد وشال النادي في يد أخرى دون أي احترام للرسالة الإعلامية وأدبياتها. هم أي الزملاء الجدد أخذوا منا أخطاءنا كما فعلنا نحن مع من سبقونا في وقت كان يفترض أن يستفيدوا من تلك الأخطاء لما يضيف لتجربتهم لا من يقتص منها على طريقة أنتم السابقون. لا اعترض على ميول أي منكم ولا أرفضها لكن العمل بها كمبدأ وكتوجه خطأ بل وخطأ فادح. المأساة أن وسائل التواصل الجديدة كشفت برقع الحياء وقدمت أكثرنا هكذا كما هو دونما الاستفادة من ورقة التوت التي كانت تغطي جانبا مهما لبعضنا. فما الحل؟ هل نستسلم لسياسة الأمر الواقع أم نعمل سويا على إعادة ترتيب بيتنا الكبير المسمى بالإعلام الرياضي؟. أسأل بصدق، ولكن من يجيب على ما طرحت بصدق؟. مقالة لاحمد الشمراني عن عكاظ