يبدأ المزارعون في منطقة الأحساء حصاد ما يعرف ب «الأرز الحساوي» الذي يعد من المحاصيل الزراعية الشهيرة في الأحساء؛ ويصل سعر الكيلو جرام الواحد منه ما بين 25 ريالا إلى 35 ريالا بحسب النوعية ودرجة الجودة. ولهذا المنتج قصة طويلة، ومواقع معينة في المملكة تحتضن هذا المنتج حتى يصل إلى مرحلة الحصاد. وحول التفاصيل قال عقيل المطاوعة الذي يرافق ويساعد والده في المزرعة والزراعة منذ صغره: يعتبر الأرز الحساوي من أهم المحاصيل الزراعية التي تتميز بها الأحساء، وتتركز زراعته في القرى الشمالية مثل قرية القرين، والمطيرفي، وجليجلة، والشعبة، والبطالية، لوفرة المياه، إضافة إلى مزارع جنوبالهفوف مثل الغريبة وغيرها. وتحدث عن المراحل الزراعية بقوله: يمر الأرز الحساوي بدورة زمنية تستغرق 6 أشهر، وتكون البداية مع اختيار الأرض المناسبة والخاصة التي عادة ما تكون عبارة عن مساحة كبيرة منخفضة نوعا ما، ومحاطة بالنخيل فتحرث التربة، وتنظف من الشوائب ثم تزود بالأسمدة اللازمة وتترك معرضة لأشعة الشمس من أجل تهيئة الأرض لاستقبال البذور. وأضاف المطاوعة: الذي يعمل كمعلم لمادة اللغة الإنجليزية تأتي مرحلة نثر البذور وتغطيتها بالتربة وسقيها بالماء بشكل دوري لمدة تصل إلى 40 يوما حتى تكبر وتظهر الشتلات التي تسمى ب «النقص»، وبعد 40 يوما تأتي عملية «السناية» الخاصة بنقل الشتلات إلى أرض مغمورة بالماء، حيث تغرس الشتلات على شكل مجموعات ليسند بعضها بعضا أثناء نموها، ويستمر المزارع في عملية الري، وبعد شهر تأتي عملية «البناية» وهي تنظيف الضواحي من الحشائش التي ترافق نمو الأرز وتضر به، وقد يحتاج المزارع لرش الأرز أثناء نموه بمواد كيماوية وقائية للحفاظ عليه من الآفات المختلفة. وزاد بقوله: تأتي مرحلة الحصاد؛ وذلك بعد دخول ما يعرف ب «المرابعين» بعشرة أيام تقريبا، ليحصد يدويا، ويربط على هيئة حزم، ويقرش تحت أشعة الشمس حتى يجف، وبعد الجفاف تكون التذرية آليا ليفصل خلالها الحب عن السنابل ويسمى حينها «شلب»، ثم يعبأ «الشلب» في أكياس، ويخزن لمدة تتراوح من أربعة أشهر إلى ثمانية أشهر حتى يصبح جافا قويا. وذكر أنه في مرحلة «الجراش» المتضمنة إزالة القشر الخارجي عن الرز ليخرج في النهاية الرز باللون الأحمر الداكن كمنتج نهائي. وعن أبرز العوائق التي تعترض هذا النوع من الزراعة، قال: يشكو المزارعون من عدم وجود الدعم الكافي من وزارة الزراعة ل «الأرز الحساوي» بحجة أنه يستهلك كثيرا من المياه، ونأمل أن تكون هناك وقفة جادة للمحافظة على هذا المنتج المحلي بعد أن تقلصت المساحات المزروعة منه بشكل كبير حتى أصبحت حصيلة الإنتاج أقل من مئة طن.