تزامن دخول شهر رمضان المبارك لهذا العام مع بدء شتل الفلاحين في الاحساء للرز الحساوي، حيث شهدت المزارع المنتشرة في أرجاء الواحة جهوداً كبيرة للفلاحين في نقل شتلات الرز من أماكنها إلى ضواحي الرز. ويحرص الفلاحون على زراعة الرز الحساوي «الذي يعد المائدة المفضلة للسحور في شهر رمضان المبارك سيما كبار السن» مع ما تكبدهم زراعته من خسائر مادية كبيرة، في ظل "على حد قولهم" عزوف وزارة الزراعة عن تقديم الدعم الكافي لهم. "الرياض" التقت الفلاح علي احمد العمران في مزرعته بقرية القرين، شمال الاحساء، حيث قال: انهينا قبل أيام زراعة بذور الرز (الذي استمر نحو 45 يوما) تحولت الآن إلى شتلات وبدأنا في نقل الشتلات (أو كما يسمونها السناية) إلى الأرض المخصصة للزراعة. ويشير إلى أنهم وقبل زراعة الأرز بمدة طويلة نقوم بإصلاح الأرض بحرثها وتنظيفها من بقايا النباتات، ثم ترش بالمبيدات الحشرية، ومن ثم تسميدها فتكون الأرض بذلك معدة لزرع الشتلات، وبعد زراعة الشتلات يتم غمرها بصورة كاملة بالماء حيث تسقى الأرض بالماء كل ثلاثة أيام تقريباً، وعندما يكبر الرز يحتاج إلى مزيد من الماء بحيث يتم سقيه بصورة يومية لكي يبقى مغموراً بالماء دائماً. حقل كبير مزروع بشتلات الرز الحساوي المهندس حجي العاشور المتخصص في زراعة الرز الحساوي قال إن بعض الفلاحين يمارسون الشتل "التسنية" بطريقة خاطئة، إذ يقومون بزراعة الشتلات والأرض مغمورة بالمياه، مؤكداً أنه من الأفضل أن تكون الأرض جافة معللاً ذلك بسرعة الشتل ولتكون الشتلات على هيئة خطوط، وهو الأمر الذي لا يحدث عندما تغمر الأرض بالمياه، كما بين أن غمر الأرض بالمياه خلال عملية الشتل يتسبب في استنزاف مياه بكميات كبيرة من دون فائدة. ويعد الأرز الحساوي من المحاصيل المهمة التي تزرع في الاحساء منذ القدم وكان الإنتاج وفيراً في كثير من قرى الاحساء حينما كانت المياه آنذاك من الوفرة بحيث شجعت الفلاحين على زراعته، ويعد الأرز من النباتات الصيفية ويحتاج إلى جو حار خلال مراحل نموه بحيث تتراوح الحرارة من 30- 40 درجة مئوية، ويحتاج إلى مدة ضوء طويلة، ويفضل محصول الأرز التربة الطينية الثقيلة ذات الحموضة الخفيفة التي تحتفظ بالماء، وهي المتوفرة في المناطق في واحة الاحساء (كقرية القرين). واعتاد فلاحو الاحساء على زراعة الرز الحساوي على طريقة الضواحي التي تكون محاطة بالنخل فيقوم بهذه الطريقة بري الأرز وكذلك النخيل المحيطة بضاحية الأرز فهو بذلك يكون أقل من غيره استهلاكاً للماء. وللقيمة الغذائية العالية التي يتمتع بها الرز الحساوي "ذو اللون الأحمر"، إضافة إلى قلة إنتاجه فقد ظل محافظاً على سعره المرتفع نسبياً، حتى عُد من بين أكثر الأنواع ارتفاعًا في السعر على مستوى العالم، حيث يصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 25 ريالاً. ويتم حصاد الأرز في أواخر شهر ديسمبر، وتكون عملية الحصاد يدوياً، ويترك لعدة أيام إلى حين يجف وبعدها تأتي عملية الدراس أو (التذرية)، وهي عملية فصل الشلب عن النبتة الأصلية للأرز. وتعد النساء الأحسائيات وجبة السحور بالرز الحساوي مع اللحم (وهي الوجبة المفضلة لدى كبار السن)، فيما تعد أحياناً ضمن وجبة الإفطار في شهر رمضان المبارك. سعر الكيلوغرام الواحد يصل 25 ريالاً