يشير اشتراك الدول العربية قاطبة غدا في الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي، وبمثل هذا الاحتشاد الجمعي المشهود، إلى نجاح منظمة اليونسكو في تكريس اهتمام العرب بلغتهم القومية، ولإن كانت اليونسكو قد خططت من وراء إقرار هذا اليوم، أن يتحول إلى يوم التفات عام إلى واقع لغة الضاد ومناسبة لمراجعة مواقف العرب قبل العجم حيالها، فإن المغزى الأسمى لليونسكو هو التشجيع على أن يمتد هذا الالتفات ليشمل اللغة العربية في أيام العام كلها، لاسيما أن الاهتمام بها في الفترة الأخيرة قد أثمر واقعا أفضل من حيث الانتشار والرعاية عربيا وعالميا، حول ذلك، أعرب المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو الدكتور زياد بن عبدالله الدريس، عن تفاؤله حيال واقع ومستقبل اللغة العربية داخل اليونسكو وفي العالم العربي، مؤكدا ل(عكاظ) تمتع لغة الضاد في الوقت الحالي بمكانة مرموقة في اليونسكو، حيث أصبحت تحتل المركز الثالث من حيث الاهتمام بعد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، واعتبر الدريس الذي يشغل منصب رئيس الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية "أرابيا"، أن الإعلام يقوم بدور داعم في النهوض باللغة العربية بشكل ملحوظ من خلال انتشار القنوات الفضائية العربية عبر القارات، لافتا إلى أن المنظمات الدولية سيئة السمعة في تحيزاتها ضد القضايا العربية ليست عصية على التغيير والتبديل، (عكاظ) ناقشت مع الدريس العديد من قضايا لغة الضاد والشأن الثقافي العربي في ثنايا الحوار التالي: بعد مرور العام الأول على احتفال اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية، ما أبرز ما تحقق على صعيد الاهتمام بلغة الضاد من جانب المنظمة والمجموعة العربية الأعضاء فيها؟ - قد أكون مبالغا أو معربا عن تفاؤلي أكثر من اللازم لو أحصيت لك ما تحقق من جانب المنظمة منذ العام الماضي إلى هذا العام، وأعتقد -وقد تشاركني نفس الاعتقاد في ذلك- أن إحداث تحولات كمية ملحوظة في مثل هذه المهام يتطلب فترات طويلة من الجهود المتواصلة. فلا يمكن أن تتحقق تحولات من هذا النوع خلال أشهر قليلة أو على امتداد سنة واحدة فقط. وبناء على ذلك نستطيع أن نلمس التغيرات والآثار المتوقعة للاهتمام باللغة العربية بعد سنوات، لا أقول إنها ستطول إلى عشرات السنين، لكن على الأقل سيكون من المناسب تقييم التجربة بعد خمس سنوات، ثم بعد خمس أخرى بعدها، وهكذا. لكن بشكل عام أشعر بتفاؤل كبير حيال واقع ومستقبل اللغة العربية داخل منظمة اليونسكو وفي العالم العربي أيضا، فمنذ صدور قرار اليونيسكو باعتماد 18 من ديسمبر من كل عام يوما عالميا للاحتفاء باللغة العربية والاهتمام بها في تقدم مستمر، والحدود الدنيا لهذا الاهتمام تتمثل في بروز توجه داخل اليونسكو يمكن تسميته بالتعاطف والتفاعل مع اللغة العربية، حيث أصبح هناك إحساس عام وملموس بأهمية اللغة العربية أكثر من ذي قبل. ففي السابق كان هناك تباك على اللغة العربية، أما الآن تراجع التباكي وتضاعفت جرعة التفاعل، وهذا يبعث في نفسي الكثير من الارتياح والأمل بعدما شهدنا هذا التباكي لعقود طويلة دون أن نجني منه شيئا يمكن التعويل عليه. ألا تذكر لنا بعض الأمثلة على هذا الاهتمام الذي أشرت إليه؟ - ليست هناك أمثلة محسوسة يمكن ذكرها، لكنني أؤكد أن اللغة العربية أصبحت تحظى باهتمام ملحوظ داخل منظمة اليونسكو ولم تعد مهملة مثل العهود السابقة، بل على النقيض أصبح حضورها أقوى من بعض اللغات الأخرى. فمن خلال الرصد والمتابعة ومراجعة الترجمات أستطيع القول إن اللغة العربية الآن أصبحت تحتل المركز الثالث من حيث الاهتمام بعد اللغتين الإنجليزية والفرنسية داخل منظمة اليونسكو وتتنافس على مساحة هذا المركز مع اللغة الإسبانية. ويجدر أن أشير هنا إلى أن الاهتمام باللغات داخل اليونسكو كان قاصرا على اللغات الثلاث الانجليزية والفرنسية والإسبانية، فيما كانت تعاني اللغات الثلاث الأخرى العربية والروسية والصينية من التهميش. ولقد ظل هذا الواقع اللغوي فترة طويلة، لكن اللغة العربية استطاعت مؤخرا الانتقال من الفئة المهمشة إلى الفئة الأكثر اهتماما. صحيح أنها لم تصبح اللغة الأولى أو الثانية، لكن على الأقل أصبحت تنافس اللغة الإسبانية على المركز الثالث، ولم تعد في مستوى اللغات الأقل اهتماما كاللغتين الروسية والصينية كما أشرت سلفا. تترأس الخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية "أرابيا" التابعة لليونسكو، فما طبيعة تلك الخطة؟ - الخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية هي أحد البرامج الأساسية لمنظمة اليونسكو، وقد أنشئت منذ سنوات ماضية، كي تهتم بتعزيز الثقافة العربية ومطاردة ما يمكن تسميته بمثبطات النهوض بالثقافة العربية، وتعمل على إزالة الإهمال الواقع على اللغة العربية سواء من قبل أبنائها أو الآخرين. وماذا عن الأدوار التي تضطلع بها؟ - تهدف "أرابيا" إلى إبراز المبدعين العرب، والتعريف بالثقافة والفنون العربية، والاهتمام باللغة العربية وهذا هو البرنامج الأنشط الآن لدينا، كما أنها يفترض أن تتعاون وتنسق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" في اختيار عاصمة الثقافة العربية كل عام. إلى أي مدى تتكامل الخطة أو تتعارض مع منظومات الدول العربية في العناية باللغة العربية؟ - ليس هناك أي تعارض لأن الخطة قامت لتحقق التكامل سواء مع "الألكسو" أو المؤسسات الثقافية المعنية في الدول العربية. إذن فلتحدثنا عن واقع التكامل الحالي بين "أرابيا" وهذه الجهات؟ - للأسف التكامل حاليا غائب إلى حد كبير بين "أرابيا" والمؤسسات الثقافية في العالم العربي. وأجزم بأن الكثير من الدول العربية ومؤسساتها الثقافية لا تعلم بوجود هذه الخطة، لذلك أحاول منذ انتخابي لرئاسة "أرابيا" التواصل مع هذه المؤسسات، كي أعرفها بهذه الخطة الدولية التي أنشأتها منظمة اليونسكو. ولا يمكن إعطاء رمز أكثر دلالة على الاهتمام العالمي بالثقافة العربية من إنشاء هذه الخطة الدولية. ولقد تجسدت أولى خطوات بناء جسور التواصل بين "أرابيا" وهذه المؤسسات في مبادرة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، حيث جرى التواصل مع وزارات الثقافة في الوطن العربي كافة، لتحفيزهم على المشاركة والتفاعل مع هذه المناسبة، والنية ما زالت معقودة للتواصل مع هذه المؤسسات العربية لتفعيل برامج أخرى لا تقتصر على اليوم العالمي للغة العربية. ما أسباب اختيار "أرابيا" لموضوع (دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية) محورا رئيسيا في الاحتفال بيومها العالمي هذا العام؟ - تطرقنا في احتفالية العام الماضي إلى دور المؤسسات التعليمية، كما تناولنا أيضا دور المؤسسات اللغوية على هذا الصعيد. وخلال كلمتي في احتفالية العام الماضي أعلنت أنه بدءا من العام القادم سنضع محورا لكل عام لهذه الاحتفالية، وهذا ما صنعناه بالنسبة لاحتفالية هذا العام، فأثناء اجتماع الهيئة الاستشارية ل"أرابيا"، طرحنا كافة الخيارات. اتفقنا على أن محور المؤسسات التعليمية نوقش العام الماضي وإن لم نشبعه بحثا إلا أنه يمكن العودة إليه في عام قادم، واتفقنا كذلك على إرجاء تناول محور وضع الجاليات العربية في المهجر مع اللغة العربية، واستقر رأينا على إعطاء الأولوية لمحور الإعلام هذا العام لأن الإعلام سواء التقليدي أو الجديد هو الذي يلعب الآن الدور الأساسي في الحراك الدائر حول اللغة العربية بصرف النظر عما إذا كان هذا الدور إيجابيا أم سلبيا. ومما عزز قناعتنا في هذا الاتجاه أيضا أن استهداف الإعلام هذا العام والبدء ببحث علاقته مع اللغة سيساعد في نشر وترويج اليوم العالمي للغة العربية. إذن دعنا دكتور زياد نستبق النقاش ونسألك عن تقييمك لدور الإعلام في النهوض بلغة الضاد؟ - إذا تحدثت عن الإعلام الفضائي الذي يمتد خارج الوطن العربي، دون أن يشمل ذلك القنوات الرسمية الحكومية، أعتقد أنه قام بدور داعم في النهوض باللغة العربية بشكل ملحوظ من خلال انتشار هذه القنوات الفضائية عبر القارات، خاصة عندما أتحدث عن قناتي "الجزيرة" و"العربية" اللتين بثتا اللغة العربية في فنادق ومنتجعات شهيرة بدول أجنبية لم يكن يخطر على بال أحد أن يسمع اللغة العربية تتردد فيها وتسمع عبر شاشاتها. أستطيع أن أقول إن كل الفضائيات العربية قامت بدور إيجابي ناحية اللغة العربية مع استثناء تلك التي خلطت العربية باللغتين الانجليزية أو الفرنسية أو التي كسرت هيبة البرامج التي تتحدث باللغة العربية السليمة وانحدرت إلى استعمال اللهجات العامية والدارجة. وحتى بالنسبة لهذه الفضائيات التي قد يرى البعض أنها أساءت إلى اللغة العربية، أعتقد أنها خدمت اللغة العربية بشكل ما بغض النظر عن تزاحم الفصحى والعامية، خصوصا عندما نضع في الاعتبار مقدار التهديد الذي تمثله مزاحمة اللغات الأجنبية للغة العربية وهو الجدير والأولى بأن نلتفت إليه. عطفا على مقالك اللافت "العرب واليونسكو.. الهزيمة الثالثة" هل ترى تبريرا لهذه الهزيمة عربيا؟ - لم يكن مقالي تبريرا بل تفسير لهذه الهزيمة، وأشرت إلى أن الهزيمة العربية الثالثة في رئاسة اليونسكو، بعد هزيمتي 1999 مع الراحل غازي القصيبي و2009 مع المرحل فاروق حسني، وقعت بسبب سوء التنظيم والتنسيق بين الدول العربية، كما أني ختمت المقال باقتراح آلية لعدم تكرار هذه الهزيمة في انتخابات العام 2017م بإذن الله. وقد علمت أن هذه الآلية المقترحة موجودة الآن في مكتب أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أو مرت بمكتبه على أقل تقدير، وأرجو أن تحظى باهتمامه رغم أني أعرف أن انشغالاته بمآسي الربيع العربي تمنعه من متابعة هذه المهام، لكني أتمنى أن يحيلها إلى القسم المختص في جامعة الدول العربية وأن يتولاها بدوره بعد ذلك كمسألة فنية بحتة. ألا يشير حديثك هذا إلى أن وقوع الهزائم الثلاث للعرب في رئاسة اليونسكو إنما يعود إلى عدم تبلور قرار عربي موحد في هذا الاتجاه؟ - بلى. لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال بأكثر من قولي: بلى.. تماما. ما حقيقة ما يسمى ب"نادي العشر" في اليونسكو؟ - "نادي العشر" مسمى غير رسمي لقائمة افتراضية داخل اليونسكو، حيث لا يوجد كيان واقعي يحمل هذه الصفة في الحقيقة. ولقد نبعت التسمية من الإشارة إلى هذه القائمة في أحد التقارير المسربة التي نشرتها بعض الصحف قبل أشهر قليلة، وقصدت ب"نادي العشر" قائمة الدول العشر الأكثر نفوذا داخل منظمة اليونسكو أو ما يعرف بال"توب تن"، والمملكة العربية السعودية كانت واحدة من هذه الدول العشر وهي الدولة العربية الوحيدة في القائمة أيضا. هل يعني ذلك أن "نادي العشر" يلعب دورا مؤثرا في صنع قرارات اليونسكو وتوجيه سياساتها؟ - هذه الدول لم تسم بالدول العشر الأكثر نفوذا، إلا لأنها تلعب دورا مؤثرا في صنع قرارات اليونسكو وتوجيهها، وذلك بناء على ما تمثله هذه الدول من مناطق جغرافية وتكتلات إقليمية تنتمي إليها. في ضوء دورك المؤثر في اعتراف اليونسكو بفلسطين كدولة كاملة العضوية، ألا تكشف تلك النتيجة عن خطأ نظرة العرب إلى المنظمات الدولية في اعتبارها مناهضة لحقوقهم؟ - سوء الظن العربي تجاه المنظمات الدولية لا يخلو من صحة، لكنه لا ينبغي أن يكون بأي حال سوء ظن دائم ومطلق، فتلك هي المشكلة. ينبغي للعرب أن يعرفوا أن تلك المنظمات سيئة السمعة في تحيزاتها ضد القضايا العربية أو في تحيزاتها مع قضايا أخرى لا تخدم القضايا العربية ليست عصية على التغيير والتبديل، وأنهم إذا ما اشتغلوا على برامجهم ومشاريع قراراتهم مثلما يعمل الآخرون فسيحصلون على نتائج إيجابية كما يأملون، ونموذج حصول فلسطين على العضوية الكاملة في المنظمة مثال على ذلك. فرغم مقاومة أكبر قوة عظمى في العالم لهذا القرار إلا أنها لم تستطع أن تمنع العرب من إكمال مسيرتهم، أو تحول بينهم وبين اجتذاب غيرهم من الدول المؤثرة مثل فرنسا وروسيا وإسبانيا وإيطاليا للتصويت الإيجابي معهم، وكذلك لم تمنعهم من أن يحيدوا بعض الدول ويبعدوها عن الركب الأمريكي المعارض للقرار مثل بريطانيا. ألا يمكن القول بناء على حديثك هذا إن الخطأ يكمن في طريقة تعامل العرب مع هذه المنظمات الدولية؟ - نعم الخطأ في طريقة التعامل. والخطأ أحيانا يكمن في غياب صدق النوايا في الإصرار على إكمال المسيرة إلى أن يتحقق الهدف القومي الذي يريده العرب، مثلما تلتزم تكتلات إقليمية أخرى بمطاردة رغباتها إلى حين الوصول إلى تحقيقها. ما تقديرك لحجم خسارة أمريكا لحق التصويت في اليونسكو؟ وألا تبدو أميركا في حقيقة تلك الخسارة كمن عاقبت نفسها قبل معاقبة اليونسكو كما قالت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي؟ - بلا شك أمريكا عاقبت اليونسكو بالحرمان المالي لكنها أيضا عاقبت نفسها بحرمانها من النفوذ داخل المنظمة. وأعتقد أن الحرمان من النفوذ في أوقات كثيرة يصبح أشد من الحرمان المالي لكن أميركا كانت بين خيارين، إما المال أو النفوذ، وللأسف رضخت الإدارة الأمريكية لقرار الكونجرس القاضي بالتوقف عن دعم اليونسكو ماليا، وبناء على ذلك استمرت الدول الأعضاء في اليونسكو في شجاعتها التي بدأتها منذ عام 2011 م في التصويت لفلسطين، ثم استمرت في شجاعتها كذلك عام 2013 م في التصويت بحرمان أمريكا من حقها في التصويت. وهذا الموقف يوضح بشكل جلي الصراع الدائر بين الإدارة الأمريكية والكونجرس، فالإدارة لم تكن مع المنع من الحرمان المالي وكانت حذرة من أن يؤثر هذا الإجراء في حالة اتخاذه على نفوذ أمريكا داخل المنظمة، ونحن نعرف ما الذي يعنيه تضعضع الدور الأمريكي داخل اليونسكو، خاصة أنها كانت قد انسحبت عام 1984م ثم عادت إليها عام 2003 م، وعقب 19 عاما من الانسحاب لم تكن هذه العودة إلا لإدراك أميركا لمدى تأثير القوة الناعمة في عالم اليوم، وبناء على ذلك أصيبت أميركا بصدمة عنيفة جراء خسارتها للمرة الثانية للنفوذ الذي كانت تنشده. أين يقف ملف جدة التاريخية الآن؟ - ملف جدة التاريخية الآن بين أيدي هيئة "الإيكوموس" وهي الجهة المسؤولة عن تقييم الموقع. ونحن بانتظار ما سيصدر عن هذه الهيئة في تقريرها في شهر فبراير المقبل بإذن الله تعالى، وذلك قبل الإعلان عن القرار النهائي للجنة التراث العالمي في اجتماعها في شهر يونيو المقبل. ألم تلح أي مؤشرات تفصح عن اتجاه القرار المحتمل ل"الإيكوموس"؟ - لم تظهر أي مؤشرات ولم ترشح أي مؤشرات من أي نوع. تحريت أكثر من مرة عبر الدوائر القريبة من "الإيكوموس" غير أني لم أظفر بشيء، إذ لم يدون التقرير في شكله النهائي حتى الآن وبناء على ذلك لا يمكن لأحد أن يجزم بالمضمون المحتمل للقرار. ما توقعاتك إذن بشأن قرار لجنة التراث العالمي التي ستعقد اجتماعها في قطر في شهر يونيو المقبل؟ - توقعاتي سأبنيها على محتوى تقرير هيئة "الإيكوموس" وهذه الجهة يفترض أنها أرسلت الخبير إلى الموقع لمعاينته وستعلن كما ذكرت قرارها المبدئي في شهر فبراير المقبل، وعقب ذلك وليس قبله سنبدأ بالتنسيق مع هيئة السياحة والآثار في تحركات فنية وديبلوماسية لدعم القرار أو تعديله إذا كان فيه شيء من التحفظ أو الرفض الخفيف مثلما فعلنا في مواقع سابقة، لكن ما أخشاه حقا هو إذا ما جاء القرار صارما في سلبيته ضد الموقع، في هذه الحالة سيصعب على التحرك الديبلوماسي فعليا تعديل مسار القرار من سلبي إلى إيجابي، لذلك أكرر أن موقفنا سيتحدد بناء على ما سيصدر عن هيئة "الإيكوموس"، وبموجب قرارها سيكون في إمكاننا إما الانطلاق والرمي بثقلنا الفني والديبلوماسي كله لحشد التصويت الإيجابي لموقع جدة التاريخية خلال اجتماع شهر يونيو المقبل في الدوحة أو أن الأمر سيصبح متعذرا وفي هذه الحالة أخشى أن نعود إلى ذات التجربة الأليمة التي سبق وعايشناها العام قبل الماضي.