بات مسار الأزمة السورية على مفترق طرق، فإما يسود منطق العدل والحق ولا يكافأ المعتدي وتعقد اجتماعات جنيف2 بدون بشار الأسد، وإما أن تستمر الأزمة إلى أجل غير مسمى ويستمر معها القتل والبطش الأسدي؛ وهذا يعني فشل رعاة العملية السياسية في حسم القضية الجوهرية، وهي تنحي الأسد فوراً دون أي إبطاء، كي تتمكن الحكومة الائتلافية المكونة من المعارضة من السيطرة على زمام الأمور في سورية وإنهاء القتل اليومي الذي تمارسه قوات النظام الأسدي دون هوادة ولا وازع ضد الشعب السوري المغلوب على أمره. ومن المؤكد أن موقف المملكة يعتبر الأكثر جدية والأشد ثباتاً بدون مبالغة من بين كل أصدقاء سورية؛ وهذا انعكس جليا من خلال ما قاله الأمير سعود الفيصل إن اختزال الأزمة السورية في نزع السلاح الكيماوي الذي يعتبر أحد تداعياتها، لم يؤد إلى وضع حد لأحد أكبر الكوارث الإنسانية في عصرنا الحالي. والمملكة حين تؤكد على ثبات موقفها حيال الأزمة السورية تترجم هذا الموقف عملياً، وتقف ضد كل محاولات تشويه الصراع وإخراجه من دائرة التسوية وحرف مسارها، واتخذت قراراً تاريخياً وغير معهود ولا مسبوق برفض عضوية مجلس الأمن اعتراضاً على ما رأته من تخاذل المنظمة الدولية والقوى الكبرى بعدما استخدم النظام سلاحه الكيماوي المحظور ضد شعبه دون أن يلقى العقاب المناسب. وهذا الموقف الشجاع والجريء نجح أخيراً في إعادة تصويب الأمور باتجاه معالجة أساس المشكلة وليس آثارها الجانبية. إذن نقول للجميع إنه لا مكان للأسد في مستقبل سورية .. ولا لانعقاد جنيف 2 بمشاركة النظام القمعي الأسدي.