أكد عضو الائتلاف الوطني السوري سداد العقاد أن الضربة الأمريكية العسكرية المتوقعة على سوريا جاءت متأخرة، وأن النظام السوري غير قادر على مواجهتها عسكريا. وأوضح العقاد، في حوار أجرته «عكاظ» اعتبر أن الضربة المحتملة تساعد المعارضة السورية على تحقيق هدفها من الثورة، متوقعا أن بشار الأسد سيترك وحيدا في هذه المعركة؛ لأن حلفاءه سيسعون خلف مصالح بلادهم، وليس خلف مصالح الأسد، ومشيرا إلى أن الحرب ستكون جوية وليست برية.. وفي ما يلي نص الحوار: كثرت الاحتمالات حول زمان ومكان ونوعية الضربة العسكرية المتوقعة على سوريا، فما الذي ينتظره أوباما برأيك حتى يتخذ قرار تنفيذ هذه الضربة؟ تعمل قوى التحالفات الدولية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعض الترتيبات استعدادا للضربة ضد النظام السوري، وبالتالي كي تبدي العملية موقفا وإجماعا دوليا، إلا ان الولاياتالمتحدةالأمريكية مترددة بعض الشيء بالنسبة للقضية السورية، فهي تحاول أن تقدم مواقفها في صيغة الإجماع الدولي، وهذا ما يمكن أن يؤخر الضربة، وبالتالي قرار أمريكا بتوجيه الضربة العسكرية ضد النظام السوري جاء متأخرا .كما أن نوع الضربة لن يكون دخول الجيوش والمواجهة البرية إنما عبر القصف الجوي. كيف تقرأ خطاب وزير خارجية سوريا وليد المعلم بخصوص الموقف الذي عرضه من الضربة؟ إن صيغة خطاب النظام لا تتغير، فهم يتميزون بالخطاب الخشبي المتجمد، حيث أصبحوا يسيرون على صيغة «اكذب حتى تصدق نفسك». إذ يريد وليد المعلم والنظام بالتالي أن يظهروا أن المقاتلين السوريين هم من قتلوا أبناءهم وأطفالهم ودمروا أراضيهم بالسلاح الكيماوي، فنظام بشار الأسد يتميز بالمبالغات الخطابية، ولكن عند الفعل لا يستطيع القيام بأي تحرك. خير دليل على ذلك أن النظام تعرض لهجومات كثيرة إسرائيلية وآخرها منذ أربعة أشهر، واكتفى عندها النظام بالتحفظ على حق الرد. فليس للنظام الذي يقتل شعبه أي قدرة على المقاومة، وبالتالي حكومة نظام بشار الأسد هم شركاء في الجرائم ضد سوريا وشعبها. ثمة مخاوف من انجرار المنطقة إلى الحرب الدائرة في سوريا، فهل ترى أن أمن واستقرار المنطقة مهددان بفعل أي عمل عسكري ضد سوريا؟ ** إن تصرفات نظام بشار الأسد الخرقاء ومنذ بداية الثورة تجر المنطقة إلى الخطر وتدمير المجتمع والبنية والدولة السورية، فالحرب لن تكون على كافة المنطقة لا من الناحية النوعية ولا الاستراتيجية، فالعقوبة التي ستوجه إلى النظام الذي قتل خلال سنتين هذا العدد الكبير من المواطنين رجالا ونساء وأطفالا ستحد من انتشار الحرب، فالضربة الأمريكية ستكون موجهة للنظام الأسدي فقط، وهي ستخفف من حجم الأزمة. برأيك هل ستكتفي الولاياتالمتحدة بمعاقبة الأسد وردعه عن استخدام السلاح الكيماوي من خلال الضربة، أم ستعمل على إسقاط النظام برمته؟ في تصوري، لا تهدف الضربة الأمريكية إلى إسقاط النظام، فالولاياتالمتحدة قالت بأنها ستعاقب الأسد على استخدامه السلاح الكيماوي وقتله لشعبه، حيث تسعى الضربة المحتملة إلى التخفيف من حدة الأزمة السورية على شعبها. خلال تنفيذ الضربة، هل برأيك ستدافع كل من روسياوإيران عن الأسد ونظامه أم ستتخليان عنه؟ ** كما يبدو أن القرار الروسي خضع لموقف المحافل الدولية، وأخذ يتراجع عن دعم الأسد تدريجيا، وهذا ما نشهده من خلال سحب روسيا لقطاعات كانت وضعتها في ميناء طرطوس، وهم غير مستعديين لخوض المعركة مع النظام، وذلك بسبب مصالح لها مع أوروبا. أما بالنسبة لإيران، ففيها نظام برغماتي يبحث عن مصلحته بالرغم من كل الدعم الذي قدمه لبشار الأسد ودعمه للنظام من بداية الثورة السورية، وأظن أن إيران ستتراجع وسيتحمل النظام بمفرده عقوبة ما ارتكب من جرائم بحق شعبه. كيف ستؤثر الضربة على المعارضة في سوريا؟ الشعب والمعارضة السورية يتألمان في كافة الأحوال في سوريا، لكن لا ننكر أن الضربة العسكرية الأمريكية ستخفف من الضرر الذي ألحقه جيش النظام به وتخفف الألم عن الشعب السوري البريء، والذي يتلوع كل يوم بمآس لا تعد ولا تحصى. فإذا تم قصف حقيقي للمطارات ومواقع البراميل والصواريخ والسلاح الكيماوي تستطيع بدورها المعارضة التنقل بحرية أكثر وتحقيق هدفها الرئيسي بتحرير سوريا من نظام الأسد القاتل ورحيل بشار عن الحكم. * ماذا بعد الضربة، هل سيستمر العمل على انعقاد مؤتمر جنيف 2، وهل الحل السياسي في سوريا بات غير متداول؟ ** ما زالت اتجاهات المؤتمر الدولي جنيف 2 مجهولة، ربما ستكون نوعا من الموازنة والشراكة للخروج بدولة سورية، فشعبنا السوري واحد، ولكن ليس فيه مكان للقاتل والمجرم بشار الأسد، وإذا كان جنيف 2 يدافع عن جنيف، فأتمنى أن تكون هذه الضربة قاتلة لجنيف 2، لأنه لا يمكن للشعب السوري أن يشارك قاتلا وأن مستقبل سوريا سيكون من دون بشار الأسد. فالحل السياسي غير وارد مع وجود بشار الأسد فيه، فمطالب الثورة واضحة منذ البداية، والتي تقول برحيل بشار عن النظام ووضع نظام لسوريا ديمقراطي ومتعدد.