«أيما رجل قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما»، هكذا هي سماحة الدين الإسلامي الذي يرفض مصادرة الآخر وتكفيره وإخراجه من الملة لأي سبب كان. الإسلام دين تسامح وتعايش ومحبة وسلام، لم يدع يوما للإقصاء ولا البغضاء ولا الوصاية على الناس ولا التفكير بدلا عنهم، وما يحدث من بعض الأفراد أو الجماعات من تكفير وإقصاء وتحريض، ليس من الدين في شيء، ولا يقره الكتاب ولا السنة النبوية المطهرة، وهؤلاء لم ولن يكونوا حجة على الدين الإسلامي، وإنما الدين الحق حجة على الجميع. لقد حرصت قيادة هذا البلد دائما على تكريس قيم التسامح والتعايش ونبذ الفرقة ودعاوى الطائفية على مر تاريخها، وفي تأكيد سماحة المفتي العام على خطر منهج التكفير والتداعيات الناجمة عنه، دلالات واضحة لضرورة التنبه لهذه الفئات والتحذير منها ورصدها، ومحاصرة الفتاوى المنظرة لها والحد منها، وتكريس ثقافة أخذ العلم من منبعه، والالتزام بأمر خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) بقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء، والذي يحد بلا شك من فوضى الفتاوى وانتشار فتاوى التكفير التي يجني العالم الإسلامي وبالها من أعمال الإرهاب المنظم، وتشويه سمعة الإسلام والمسلمين في كل بلاد الدنيا، من قبل هؤلاء الأدعياء الذين يطعنون في الدين باسم الدعوة إليه. ولا بد من تضافر جهود العلماء والخطباء على المنابر والمعلمين في المدارس والأسر في المنازل، لمكافحة هذا الفكر ومجابهته بالاعتدال.