أكد مشاركون في ندوة «تجارب الكتاب الثانية»، التي نظمت على هامش البرنامج الثقافي لسوق عكاظ أمس، أهمية القصص القصيرة للأطفال، مقترحين أن يكون للطفل تواجده في التظاهرة الثقافية الكبرى «سوق عكاظ» خصوصا وأنه بات مناسبة عربية لا تقتصر على المشاركة المحلية. وفي بداية الندوة التي شارك فيها القاص جبير المليحان، والكاتب عمرو العامري، وأدارها حماد السالمي، تحدث جبير المليحان عن تجربته في القصة القصيرة، موضحا أنه كان منذ نعومة أظفاره مهتما بقصص الأطفال، وكانت تجربته الفعلية ما بين سن 11 و13 عاما، إذ أرسل إلى برنامج الإذاعة الشهير في ذلك الوقت «قصة العدد»، وإذا به يستمع لها بين أهله وأصدقائه في حائل فوجد الثناء منهم جميعا، وكانت انطلاقته نحو الأحساء واستكمال إبداعه في كتابة القصة. وأضاف أنه يتبع إستراتيجية محددة في الكتابة للطفل وأنه يتخذ من أطفاله مقياسا في هذه الخطوة، حيث يتخيل أبناءه الصغار ويحاورهم وينظر في عيونهم ومدى تأثرهم بالقصة فيعلم أنها قصة جديرة بالكتابة والتوثيق وإذا ما صرف الطفل انتباهه عنه حينها يدرك أنها لا تصلح كقصة ثم يتركها تذهب مع الريح ولا يبالي. بدوره استعرض الكاتب عمرو العامري تجربته العسكرية وما أضافته له من خبرة في الكتابة حتى أصبح يغوص في أعماق الكتابة القصصية، وبعضا من جوانب حياته الخاصة بطريقة كتابة قصة قصيرة مليئة بالعبر والتحديات، وعن رغبته في قراءة الكتب والبحث عن هوايته حتى جاء سن التقاعد أصبح بعدها أكثر حبا للكتابة وبدأ يكتب في مذكراته وأسماها «مذكرات طالب سعودي». وقال العامري: «لم أحاول استنساخ كتابات لرموز عسكرية كبيرة أو أدباء كبار ولكني تأثرت بهم في كتاباتي، ووضعت محاور ثلاثة، منها أن أكتب بصدق فيما أروي وأقص، والثاني البعد عن الشأن العسكري احتراما لميثاق الخدمة العسكرية، وأن أنحاز لمنطقتي وأهلي خصوصا للمرأة، التي هي أمي وزوجتي وأختي وابنتي»، مضيفا: «إن حياة الإنسان مثل ساعة رملية يذهب الرمل فيها للأسفل ولا يعود». بعد ذلك حاور الحضور الضيفين في مجالات القصة القصيرة وتحديدا في قصة الطفل، وكيف لهما أن يستخدما التقنية في سرد القصص لأطفال هذا الجيل، لأنهم بصريون أكثر ويحتاجون إلى مشاهدة القصة أكثر من قراءتها.