غاب الكاتب الدكتور عبدالله مناع عن ندوة "تجارب الكتاب الثانية" ضمن فعاليات سوق عكاظ التي أقيمت صباح أمس، وشارك فيها القاص جبير المليحان، والكاتب عمرو العامري، وأدارها حماد السالمي، الذي بيّن أن "ظرفاً خاصاً حال دون حضور مناع". وتحدث المليحان في المحور الأول من الندوة عن تجربته في القصة القصيرة خاصة قصص الأطفال. حيث ذكر أن تجربته الفعلية بدأت في المرحلة المتوسطة، حيث أرسل إلى برنامج الإذاعة الشهير في ذلك الوقت (قصة العدد). وقال "ما أن أبدأ بكتابة القصة حتى أفكر كثيرا من أين أبدأ ولمن أكتب وفي أي وقت تسرد تفاصيلها"، وأضاف: عندما أكتب للأطفال أتخيل أولادي الصغار فأحاورهم وأنظر في عيونهم ومدى تأثرهم بالقصة، وإذا ما صرف الطفل انتباهه عني أدرك أنها لا تصلح كقصة فأتركها. وذكر أن التجربة تختلف مع الكتابة للكبار، ولكن سطوة الأدب الطفولي أثرت فيه أكثر عن غيره. وأكد المليحان أنه إذا لم يأت بشيء جديد فإنه "سينام ويترك الكتابة". وهو ما أثار حفيظة كثير من الحضور ثم استدرك ذلك في آخر اللقاء، وبين أن النوم عن كتابة ما يتعلق بالكبار وليس للأطفال لأن قصص الأطفال تعاني الندرة في وسط الكتاب الآن. كما ألمح إلى أهمية الاهتمام بالطفل في مثل هذه التجمعات الأدبية (سوق عكاظ) وإعطاء مساحة أكبر لمسرح الطفل. أما الضيف الآخر للجلسة الصباحية فكان الكاتب عمرو العامري، الذي تحدث عن نفسه ب"أريحية" بشهادة كثير من المداخلين بعد أن نزع البزة العسكرية وتقاعد برتبة لواء بحري، وعرض تجربته العسكرية وما أضافته له من خبرة في الكتابة حتى أصبح يغوص في أعماق الكتابة القصصية. ثم حكى معاناته منذ الصغر، حيث أسماه والده "عمرو" ولكن أهالي القرية ينادون "عمر" لأن الاسم الأول غير معروف بالقرية. وقال واستمر معي اسمي حتى الصف الخامس ابتدائي. ثم سرد للحضور عن حياته الخاصة بطريقة قصة قصيرة مليئة بالعبر والتحديات وعن رغبته في قراءة الكتب والبحث عن هوايته حتى جاء سن التقاعد، فأصبح أكثر حباًّ للكتابة وبدأ يكتب في مذكراته وأسماها "مذكرات طالب سعودي". وقال: لم أحاول استنساخ كتابات لرموز عسكرية كبيرة أو أدباء كبار ولكني تأثرت بهم في كتاباتي وأردت التحول بعد التقاعد من عمر إلى عمرو الحقيقي فبدأت أكتب بأكثر راحة وإبداع ووضعت محاور ثلاثة منها أن أكتب بصدق فيما أروي وأقص، والثاني البعد عن الشأن العسكري احتراما لميثاق الخدمة العسكرية، وأن انحاز لمنطقتي وأهلي وخصوصا للمرأة التي هي أمي وزوجتي وأختي وبنتي. وقال العامري إن حياة الإنسان مثل ساعة رملية يذهب الرمل فيها للأسفل ولن يعود يقصد العمر. بعد ذلك حاور الحضور الضيفين في مجالات القصة القصيرة وتحديدا في قصة الطفل، وكيف لهما أن يستخدما التقنية في سرد القصص لأطفال هذا الجيل لأنهم بصريون أكثر ويحتاجون إلى مشاهدة القصة أكثر من قراءتها.