أكد مشاركون في ندوة «تجارب الكتاب» ضمن فعاليات سوق عكاظ أمس، أهمية القصص القصيرة للأطفال، مقترحين بأن يكون للطفل حضوره في التظاهرة الثقافية الكبرى، خصوصاً وأن «عكاظ» بات مناسبة عربية، ولا تقتصر على المشاركة المحلية. وفي بداية الندوة، التي شارك فيها القاص جبير المليحان والكاتب عمرو العامري وأدارها حماد السالمي، تحدث جبير المليحان عن تجربته في القصة القصيرة مركزاً على قصص الأطفال، وأوضح أنه كان منذ نعومة أظفاره مهتماً بالقصص، إذ أرسل إلى برنامج الإذاعة الشهير في ذلك الوقت «قصة العدد»، وإذا به يستمع لها بين أهله وأصدقائه في حائل فوجد الثناء منهم جميعاً، وكانت انطلاقته نحو الأحساء واستكمال إبداعه في كتابة القصة. وقال المليحان: «ما إن أبدأ بكتابة القصة حتى أفكر كثيراً من أين أبدأ، ولمن أكتب، وفي أي وقت أسرد تفاصيلها؟». وذكر أنه يتبع استراتيجية محددة في الكتابة للطفل، وأنه يتخذ من أطفاله مقياساً لهذه الخطوة، إذ يتخيل أبنائه الصغار ويحاورهم وينظر في عيونهم ومدى تأثرهم بالقصة، فيعلم أنها قصة جديرة بالكتابة والتوثيق، «وإذا ما صرف الطفل انتباهه عني حينها أدركت أنها لا تصلح كقصة، ثم أتركها تذهب مع الريح ولا أبالي». وأوضح أن التجربة تختلف مع الكتابة للكبار، «فيكون التعب هو المسيطر عليّ أكثر، ولكن سطوة الأدب الطفولي أثرت فيّ أكثر من غيرها، وبتجربته امتدت ل14 عاماً في فن قصص الأطفال». وأكد المليحان أنه في حال لم يأتِ بشيء جديد فإنه سيترك الكتابة، مقترحاً منح الطفل مساحة أكبر للمشاركة في «سوق عكاظ»، واستثمار مسرح السوق لتقديم مسرحيات ثقافية وهادفة للأطفال. بدوره استعرض الكاتب عمرو العامري تجربته العسكرية، وما أضافته له من خبرة في الكتابة، حتى أصبح يغوص في أعماق الكتابة القصصية. وتطرق العامري في مداخلته إلى معاناته منذ الصغر، إذ أسماه والده عمرو ولكن أهالي القرية كانوا ينادونه «عُمر» لأن الاسم الأول غير معروف في القرية، واستمر معه الأمر حتى الصف الخامس الابتدائي. وأضاف: «كانت المفاجأة عندما طلبت المدرسة أوراقي الثبوتية لاستكمال الاختبارات فذهب والدي إلى إدارة الأحوال، وجاء لي باسم عمر وليس عمرو وكان هذا خطأً من موظف الأحوال، فأصبحت في مأزق مع مدرستي، ومنذ تلك اللحظة أصبح اسمي عمر في جميع الشهادات والوثائق الرسمية حتى فترة الجامعة، وكان هذا الفطام الأول». وتطرق عمرو العامري إلى جوانب من حياته الخاصة بطريقة قصة قصيرة مليئة بالعبر والتحديات، متوقفاً عند مرحلة التقاعد التي أصبح فيها أكثر حباً للكتابة، وبدأ يكتب في مذكراته وأسماها: «مذكرات طالب سعودي»، «ولم أحاول استنساخ كتابات لرموز عسكرية كبيرة أو أدباء كبار، ولكني تأثرت بهم في كتاباتي وأردت التحول بعد التقاعد من عمر إلى عمرو الحقيقي، فبدأت أكتب براحة أكثر وإبداع، ووضعت محاور ثلاثة، منها أن أكتب بصدق في ما أروي وأقص، والثاني البعد عن الشأن العسكري احتراماً لميثاق الخدمة العسكرية، وأن أنحاز لمنطقتي وأهلي وخصوصاً للمرأة التي هي أمي وزوجتي وأختي وابنتي». وقال العامري إن حياة الإنسان مثل ساعة رملية يذهب الرمل فيها للأسفل ولن يعود. وشهدت فعاليات مهرجان سوق عكاظ لليوم الرابع على التوالي إقبالاً كبيراً، واستقبلت الجادة التي تميزت بفعالياتها وأنشطتها المتنوعة جمهور كبيراً من الجنسين.