دفعت الأوضاع الاقتصادية المتدنية التي يعاني منها بعض العرسان، إلى إقامة أفراحهم بعد انقضاء الإجازة وبداية العمل والدوام، نظرا لانخفاض قيمة قاعات الأفراح في تلك الفترة بنسبة تصل إلى 40 % مقارنة بما كانت عليه في الإجازة. وأوضحت فاطمة منصور أنها حددت الأربعاء ال 26 من ذي القعدة الجاري موعدا لزفافها نظرا لدوافع اقتصادية واجتماعية، مشيرا إلى أن زواجها تأخر نحو عام بعد عقد قرانها، مبينة أنه واجهتهم خلال الفترة الماضية أكثر من مناسبة تكسر كاهل المدعوين منها السفريات ورمضان والعيد وعودة الدراسة فاختارت الأسرة أن يكون في تاريخ 26 من شهر ذي القعدة أي بعد يوم من تسلم الرواتب. وبين أن فكرتهم وجدت لدى الموعوين قبولا وأكثر حماسا، متوقعا أن يكون زفافها أكثر تميزا لأنه يقام بعيدا عن موسم الأفراح. إلى ذلك، ذكر فارس الغامدي أنه حدد زفافه في تاريخ 17 ذي القعدة واختاره كذلك حتى يواكب اليوم الوطني ليكون يوما مميزا، مرجعا تأجيله من الإجازة السنوية إلى غلاء القصور ومستلزمات الأفراح مثل الفساتين وغيرها. بينما، قالت الهنوف علي في عرفنا وعاداتنا القبلية أن تتسلم العروس مهرا 40 ألفا وتجهز العرس وحاجياتها ومع غلاء الأسعار أصبح صعبا على العروس التحضير لوحدها لكل شيء بمبلغ 40 ألفا فقط، خصوصا أن أسعار الذهب لم تعد كما كانت في السابق، فضلا عن ارتفاع إيجار قاعات الأفراح. وأضافت «وعلى الرغم من تفهم زوجي وأسرتي لذلك إلا أن التحضيرات استلزمت أكثر من ذلك ولذلك اخترت أن أتزوج مع بداية الدراسة». بدوره، أرجع العريس خالد عبدالله تأجيل زواجه من بداية شعبان إلى ما بعد عيد الفطر المبارك إلى تأخر سلفة البنك، موضحا أنه حدد إجازته السنوية من عمله في بادئ الأمر خلال شهر شعبان، معتبرا زواجه مع بداية الدوام أفضل كثيرا وأوفر في التكلفة. من جهته، أوضح المستشار الاجتماعي في مركز الإرشاد الاجتماعي في الرياض أحمد القاضي أن إقامة الزواج في وسط الأسبوع مع بداية الدراسة أسهم في خفض تكلفة صالات الأفراح بنسبة 40 %، كما أن انخفاض سعر الذهب له دور كبير في تأجيل الزواجات لهذا الوقت، لافتا إلى أنه أصبح من الصعب أن يتكفل شاب في مقتبل العمر بعمل ولائم موسعة وفي أوقات إجازات وذلك بسبب قلة الدخل وارتفاع التكاليف فاعتمد الشباب على فرص التوفير المتاحة كإقامة الأفراح في نصف أيام الأسبوع مع الدراسة. بينما رأى الاخصائي الاجتماعي في مجمع الأمل محمد الأحمري أن التكاليف الباهظة والبهرجة التي تتطلبها الأعراس في هذا الزمن يرهق كاهل الشاب ويضطر إلى تأجيله حتى تتسنى له الظروف المناسبة لإقامة الحفل. وذكر الأحمري أن غلاء الأسعار لكل السلع دفع الشباب إلى البحث عن التوفير بطرق مختلفة إما استعارة العروس لفستان زفافها من صديقاتها أو بإقامة الزواج بوسط الأسبوع أو ترك شراء الذهب إلى ما بعد الزواج.